موجبات التغيير الجذري
بقلم/ احمد الزبيري
عندما يقال ثورة يخطر على الذهن التغيير الجذري الذي هو فعلاً فعل ثوري يغير واقع المجتمعات والشعوب والبلدان الى الافضل ويؤسس لبنى سياسية وتحول اقتصادي وتطور اجتماعي الذي ياخذ في سياق التغيير الاساسي مداه لان تغيير الانسان بمعناه الجمعي يحتاج الى وقت وهذا ما اردنا به في اصطلاح تطور .
ولان الانسان هو الاساس في التغيير فلا بد ان تكون البنية النفسية والقيمية والاخلاقية تحمل هذا التغيير ليكون ايجابي يخدم المجتمعات المستهدفة به وبما يوجد بنية مؤسسية لا مجال فيها للرغبات والتمنيات والعشوائية.. والمؤسسية تحتاج الى فكر ومنظومة تشريعية وقانونية حتى تستقيم الامور وتمضي الى الامام .
كي لا يكون كلامنا او طرحنا غير واقعي علينا الاخذ في الاعتبار العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة سلباً وايجاباً على ما نسعى اليه ونعمل من اجله لاحداث تحولات تحقق الاماني والاحلام وتحولها الى واقع .
كثيرة هي التطلعات والآمال التي كان يفترض تحققها منذ أمد بعيد ولكن عدم القدرة على تجاوز الواقع الداخلي وتدخلات الخارج كان دائماً يعيدنا الى المربع الاول او الى نقطة الصفر من جديد وياتي السؤال هذه المرة هل سننجح في إحداث تغيير جذري ؟! .. بطبيعة الحال التغيير الجذري الذي نريده ينبغي ان يكون فيه مصلحه وطنية والمصلحة الوطنية تتعارض مع اجندات ومخططات الخارج والقوى الداخلية المرتبطة به وعلينا ان ننتصر في هذه المعركة ونتجاوز هذه العوائق وهذا لا يعني اننا ننتظر بل نبدأ بالعمل بالتوازي مع هذه المواجهة .
مصيبتنا في اننا شعب مفقر وبجوارنا نظام يمتلك المال لكنه خبيث ولئيم ووجوده يقتضي ان ينفذ مخططات صنّاعه وحماته وبماله استطاع اللعب على التناقضات الداخلية تحت ضغط ليس الفقر بل الافقار المتعمد بسبب الفتن والصراعات التي كان يخلقها مع اسياده البريطانيين والامريكان و الصهاينة ولان تجاربنا طويلة ومريرة مع هذا الجار فلايجوز هذه المرة تكرار التعاطي الذي كان يحصل في الماضي فلابد ان نصل الى انهاء هذه الحالة التي دائماً تجعلنا ندور في حلقة مفرغة .
لقد انتصرنا ولم يتبقى امامنا الا تحويل هذا النصر الى واقع وهذا لن يتحقق اذا بقينا نتعاطى بالاسلوب الذي جربناه في الماضي مع النظام السعودي ويحاول البعض جرنا اليه من جديد وكما قيل قديماً ( القرش يلعب بحمران العيون ) ونعرف هذا النظام بانه لا يملك الا المال ويعتقد ان بامكانه شراء كل شي واي شي به .
الخلاصة علينا ان نفهم ما الذي يتوجب علينا القيام به والطريق واضح والدليل موجود وفي نفس الوقت الفاسدين والمفسدين في الارض كثر.. وهنا يكمن أهمية الوعي .