زيارة هادي للولايات المتحدة تثير حفيظة السعودية و عليه مواجهة غضبها
كشفت زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي الأخيرة إلى واشنطن عن حضوة خاصة يتمتع بها الرجل لدى واشنطن وصلت إلى أن يحتل هادي مكانة ” الحليف المفضل ” لدى البيت الأبيض ? تلك المكانة التي كتبتها الصحافة الأمريكية و تناقلتها الكتابات السياسية و التحليلات يمكن قراءتها بكونها اشارة إلى خروج الرئيس هادي على السياسة السعودية و تجاوزا للسقف السعودي الذي كان مسيطرا على القرار اليمني منذ عقود .
و كانت زيارة الرئيس هادي للولايات المتحدة الأمريكية قد لاقت اهتماما سياسيا و تميزت بتغطية استثنائية في وسائل الإعلام الأمريكية ? الأمر الذي كشف حجم الأهمية التي يراها البيت الأبيض في حليفه الجديد الذي أصبح “أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب”? بحسب تعبير وسائل الإعلام هذه.
و ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يقول كريغ ميلر : “وفي مؤشر ملحوظ على مكانة هادي? استقبله الرئيس أوباما على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك? خلال الأسبوع الماضي? كما التقى هادي بقائمة طويلة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بواشنطن? أبرزهم نائب الرئيس بادين في البيت الأبيض? ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو? ومستشار مكافحة الإرهاب جون برينان. وتبرز حماسة هادي -الذي تولى مقاليد الحكم في فبراير بعد ثورة شعبية أنهت فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتدة لـ33 عاما?ٍ- أنه أصبح الآن أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب الإرهاب”.
و بحسب مراقبين و سياسيين فإن نيل الرئيس هادي مكانة الحليف المفظل خروج على السياسة السعودية و تجاوز للخطوط الحمراء التي ترسمها الرياض للسياسة اليمنية ..
جاء ذلك الاهتمام و تلك الحفاوة التي كان اهم مظاهرها استقبال الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس هادي في الوقت الذي رفض استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
و لم يكن الجديد في الأمر ما جاء في تصريحات هادي الشفافة و الواضحة التي كشف فيها اطلاعه و موافقته على كل العمليات الأمريكية العسكرية التي تنفذها في اليمن ? فهذه التصريحات التي كان الهدف منها اثبات الولاء للولايات المتحدة لم تأت بجديد و لم تكشف عن خفي .. غير ان الجديد في الأمر هو الدور المنتظر للرئيس هادي في المستقبل القريب و الذي من المتوقع أن يلعبه هادي بتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية دون الحاجة الى الوسيط السعودي حسب ما هو معتاد في الفترات الماضية .
و يرى مراقبون و محللون سياسيون أن هذا التنسيق المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية و خروجه على السقف و الخطوط السعودية السابقة تعني أنه مقبل على مواجهة حتمية مع غضب السعودية على نيله هذا اللقب و هذه المكانة على حسابها كمحظية لدى امريكا و على حساب دورها في اليمن الذي استمر منذ ستينات القرن الماضي