أسرارُ لعنة العقد الثامن وحقيقة زوال “إسرائيل” في القرن الـ 21
بقلم/ منير الشامي
من المعلوم أن اليهود وعبر مراحل تاريخهم الإجرامي سعوا بكل طاقتهم وإمْكَانياتهم عبر مراحل التاريخ المتعاقبة في محاولات لا حصر لها إلى إقامة دولة عبرية تسيطر على العالم وتستعبد البشرية بدافع معتقدات باطلة ومنحرفة وضالة يؤمنون بها ظهرت نتيجة تحريفهم للتوراة ولكل الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسلهم لهدايتهم فحرفوها وآمنوا بتحريفهم فصار تحريفهم لها لعنة عليهم وعلى دولهم جيلاً بعد جيل، أزالت دولهم، وفرقت جموعهم، وبددت قواهم وخالفت بين قلوبهم، وأقصى فترة لأقوى دولة لهم لم تتجاوز فترتها عن 70 إلى 75 عاماً.
ومن يعود إلى أسفار التاريخ للبحث عن هذا الموضوع سيجد أن معظم الدول العبرية التي أقاموها انهارت وهي في أوج قوتها وعنفوان شبابها.
وهذه الحقيقة (لعنة العقد الثامن) حقيقة مؤكّـدة تعلمها كُـلّ طوائف اليهود وأحبارها في الماضي والحاضر وتعلمها حكومة كيانهم الصهيوني الغاصب ومستوطنيه، وبسببها عارض الكثير من أحبارهم المناهضين للصهيونية تهجير اليهود من أصقاع الأرض إلى فلسطين بعد أن صدر وعد بلفور وحذروا من إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين معللين السبب بقولهم إن الله قد كتب عليهم التشتت والانتشار في أرجاء الأرض رحمة بهم ومن أجل بقاء الجنس اليهودي على الأرض وأنهم إن اجتمعوا فَــإنَّ ذلك مؤشر زوالهم وفنائهم، ونفَوا بهذا السبب زعمهم الكذوب بأنهم شعب الله المختار وأنهم أحباء الله وأبناؤه، كما فضح الله سبحانه وتعالى هذه المزاعم الكاذبة، وأكّـدوا أن شتاتهم على الأرض هو عذاب من الله لهم كما بينه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.
اليوم وبعد مضي ٧٥ عاماً على إعلانهم قيام دولة “إسرائيل” أعاد لهم يوم السابع من أُكتوبر حقيقة الزوال وفتح لهم من خيوط شمسه المشرق سرداب لعنة العقد الثامن فهم منذ ذلك اليوم يعيشون رعب الزوال وكابوس الفناء على مدار الدقيقة بهلع متزايد ورعب متضاعف تزيد من تناميه كُـلّ الأحداث من حولهم وَتؤكّـده لهم ومن أهم تلك الأحداث ما يلي:-
١- يوم السابع من أُكتوبر أصبحوا يرونه الخطوة الأولى لحلول لعنة العقد الثامن عليهم خُصُوصاً وقد جاء ذلك اليوم وهم يتأهبون ويستعدون للقيام بتنفيذ طقوس تلمودية محرَّفة يعتقدون أنهم إن أقاموها فستحول دون حلول تلك اللعنة الأبدية عليهم وعلى دولتهم الإجرامية.
٢- ظهور محور المقاومة المفاجئ في المنطقة العربية وعودة المقاومة الفاعلة للوجود الصهيوني بعد أن كادت أن تضمحل، وتنامي قوة المحور وقدراته بشكل متسارع خُصُوصاً في لبنان واليمن والعراق وعودة المقاومة الإسلامية للوجود العبري إلى أعلى وأرقى مستوى في وقت كان الكيان الصهيوني على بعد خطوة واحدة من فرض هيمنته على كُـلّ الدول العربية عبر مؤامرة التطبيع.
٣- فشل القوات الصهيونية بكل إمْكَانياتها وبكل الدعم الأمريكي والغربي من القضاء على مقاومة حماس في الداخل الفلسطيني طوال تسعة أشهر رغم اعتمادهم خلالها على خطة الأرض المحروقة واستمرارهم بالتدمير الشامل والاستهداف الوحشي.
٤- توسع المناهضة العالمية للاحتلال الصهيوني وانتشارها في كُـلّ دول العالم خُصُوصاً في الدول الداعمة له والمساندة لوجوده كأمريكا والدول الأُورُوبية فهذا مؤشر خطير على تنامي الوعي الشعبي في دول العالم بحقيقة الصهيونية الإجرامية وخطرها على شعوب العالم وبحقيقة الفساد اليهودي على الأرض وخطورة بقائه.
٥- تصاعد الموقف اليمني المُستمرّ وتطوره الخطير على الوجود الصهيوني وعجز وفشل أكبر القوى العالمية عن إيقافه أَو التخفيف من حدته أَو التقليص من مجاله.
٦- الرد الإيراني غير المسبوق في هجومه القوي والواسع على الكيان الصهيوني أكّـد لهم أن إيران جهزت تماماً لخوض الحرب الكبرى.
هذه الأسباب وغيرها الكثير تؤكّـد المعتقدات اليهودية الراسخة في نفوسهم وتتوافق معها ومع نبوءاتهم التلمودية وتشير جميعها بل تدل على حقيقة دنو زوال “إسرائيل” وهو ما صرح به وزراء وساسة صهاينة ورجال إعلام وصحافة ودين من داخل الأراضي المحتلّة ومن خارجها، بل إن أكثر هؤلاء تفاؤلاً أكّـدوا أن دولةَ الكيان ستنهار قبل بلوغها الثمانين عاماً مثلها مثل دول اليهود في العهود الماضية ولن تنجوَ أبداً من لعنة العقد الثامن وأن على “إسرائيل” الاستعداد لها.