في رحاب إمام الخالدين وصنو حبيب رب العالمين
بقلم/ طارق مصطفى سلام
تحل علينا ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وسليل ذلك البيت المبارك الطاهر وربيب الوحي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي طالته أيادي الإثم والعدوان في التاسع عشر من شهر رمضان، سنة (40هـ) عن عمر 63 سنة.
الإمام الطاهر والقائد المجاهد الرباني وفتى الإسلام وفدائيه الإمام علي بن أبي طالب عليه أزكى صلاة الله وسلامه رفيق القرآن وقرينه، وهو من وصفه الرسول صلى الله عليه وعلى آله بقوله (علي مع القرآن والقرآن مع علي”) ،”علي مع الحق والحق مع علي” في وصف لم يتصف به مسلم على وجه الأرض وملازمة عزيزة وغالية تشرف بها السيد المجاهد حين قرن بالقرآن لعظمة صفاته ومآثره وملازمته العريقة بالقرآن حتى ألفه وكان جليسه الذي لا يفارقه قط .
كثير هي الصفات الحميدة والفريدة التي تميز بها صنو رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وباب مدينة علمه، فمهما قلت من الصفات والثناء والمديح في وصف إمام المتقين فلن تبلغ مدى مكانته وعلو شأنه، كيف لا وهو من تزكى وسما بالقران فهو فتى الإسلام وفارسه وفدائيه الأول، إمام المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين حقا فعليه سلام الله ورضوانه.
الإمام علي عليه السلام بعد أن أفنى حياته مجاهدا مقداما ومؤمن تقيا وورعا ملقنا اليهود والمشركين اقسى الهزائم النكراء ورافع راية الإسلام شامخة إلى يوم الدين لم يشفع له قربه من رسول الله ولا مكانته الفريدة التي منحها إياه عمة رسول الله ولا الوصية الخالدة التي أمنها بها حبيب الله لتطاله يد أشقى الناس وعدو الله والمسلمين عبد الرحمن بن ملجم، حتى حلت على الأمة أعظم فاجعة بعد فقد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تلك الفاجعة المريرة التي نالت من بحر هذه الأمة وعلمها الزاخر ومدينتها العملية والفقهية الرائدة كانت لازالت احد ابشع جرائم الطغاة على مر العصور ومرحلة فارقة في حياة البشرية والمسلمين، فخسارة هذا العلم والراية المحمدية لانزال نعيش فجائعها ومآسيها إلى يومنا هذا فالطغاة الذين نالوا من إمام هذه الأمة هم نفس الطغاة من يستبيدون اليوم وينكلون بهذه الأمة ويدنسون شرفها ومقدساتها وآل بيت رسول الله .
محافظ محافظة عدن