رسالة من طالب جامعي إلى اللواء علي محسن
الأخ الجنرال / علي محسن الأحمر ..قائد الفرقة الأولى مدرع..تحية طيبة ..وبعد ..
بصفتي طالب في جامعة صنعاء .. وبصفتك قائد الجيش الذي يعشش فيها ويفسد اجواء الدراسة على طلابها ..فان من حقي أن أوجه إليك هذا الخطاب ..ليس استغاثة بك فالمستغيث بك (كالمستغيث من الرمضاء بالنار)..ولا توسلا?ٍ اليك ..فأنا صاحب الحق ?كوني طالبا?ٍفي الجامعة, وصاحب الحق لا يتوسل ..ولكن تحذيرا?ٍ وتنبيها?ٍ وتبرئة?ٍ للذمة ..
سعادة اللواء ..كنت أريد أن أسألك أولا?ٍ ماذا يفعل جنودك في جامعتي ??..ولكني تذكرت أن أي إجابة ستتفضل بها ستكون سخيفة ..إذ لا عذر أبدا?ٍ لوجودهم في الجامعة أبدا ..وليس ذلك خاصا بهم كـ(فرقة)..فوجود العسكر -أيا كانوا – في الجامعات أمر مرفوض عقلا?ٍ وعرفا?ٍ ..وخاصة بذلك الشكل الفج? الذي يتواجد به جنودك ..
غير أني أدري -أيها اللواء- أنك ستجيب عن ذلك السؤال بتلك الإجابة المعتوهة التى لا تمتلك أنت ومطب?لوك غيرها وهي “إن الفرقة تحمي الثوار في ساحة التغيير ..”..أنا لا أدري ممن تحمونهم ..إذ الدولة أصبحت دولتكم والقوة أصبحت في يدكم ..إل?ا إذا كنتم تحمونهم من أنفسكم ..فهذا أمر آخر ..
ثم لتتذكر -يا سعادة اللواء – ان الثورة التي “عجنت أم?ها عجين” لا تعطيك أي مبرر لاحتلال الجامعة باسمها حتى إن كنت – فرضا?ٍ – من قام بها ..فكيف وأنت مجرد منشق غير مرحب به ..ثم أننا كطلاب لم ننس بعد أنك كنت سببا في توقيف الدراسة في الجامعة لمدة تقارب السنة بسبب وجود مليشياتك ومجنديك الذين أغلبهم لم يبلغوا حد التكليف بعد ..فأنا مثلا أذكر أنني دخلت مستوى أول في عام 2010م وخرجت منه عام 2012م وكل ذلك بسببك ..
يبدو أن شبق البسط والنهب العقاري الذي تسعر به – يا سعادة اللواء – قد لعب في عينيك الصغيرتين فأصبحت تبصر كل شيء “أرضية ” صالحة للبسط ..
ربما ذلك ماتربيت عليه ..وساعدك على استمراره ضعف الناس ومساعدة النظام لك .. ولكن لا تنسى -أيها الجنرال – أن ذلك كله لم ي?ْغفر لك بعد وأولئك الناس الذين نهبتهم واخذت حقوقهم لا يزالون منتظرين لأقرب فرصة تتيح لهم أن يقطعوك إربا?ٍ ..وبأسنانهم لو أ?ْتيح لهم الأمر ..ذلك لأن البلاد حدث فيها ثورة ..وأظنك تعرف هذا جيدا ..
وتذكر أن هذه الثورة بدأت من جامعة صنعاء..وفجر شرارتها طلاب جامعة صنعاء – قبل أن تأتي أنت وتبسط عليها (الثورة) -..فبدخولك جامعة صنعاء ..وإسائتك إليها تكون قد اقترفت جرما عظيما?ٍ بحق? الثورة التي تدعي الإنضمام إليها أولا ..ثم بحق الثوار الذين تدعي حمايتهم ثانيا ..وأما طلاب جامعة صنعاء ..فلا مانع لديهم أن يفجروا ثورة أخرى ..في سبيل جامعتهم وتعليمهم ..ففي وطن ملأته أنت وأمثالك بمظاهر العنف والتطرف ..لم يبق لنا من مظاهر التحضر والعلم غير هذه الجامعات والمدارس ..ولن نسمح لك أبدا بالبسط عليها وتحويلها إلى مستنقع عنف وتطرف ..
انت لا تعرف تلك الحالة من الإزدواجية الل?امنطقية ..والتناقض الباعث على الجنون مع كمية هائلة من الغضب المتفجر وأفواج متزاحمة من اللعائن والسخائط تتزاحم في صدري …ذلك ما أشعر به – وغيري كذلك – حينما أخرج من المحاضرة الى استراحة الكلية أريد أن “اغير جو” فألتفت إلى الجهة الخلفية للكلية لأرى صفوفا من جنودك يتدربون ويؤدون تمارينهم العسكرية ..او حين نأتي الصباح إلى الجامعة لـ”يصابحنا” جنودك على بوابة الجامعة “هاتوا بطائقكم” ليتأكدوا أننا طلاب ..ماشاء الله علمتهم القوانين !!! ..وفوق كل هذا ..جنودك يعتدون على الطلاب ويستخدمون العنف العسكري معهم … الأمر اصبح لا يطاق -ايها اللواء- ..
الحديث يطول والكلام ذو شجون ..ولكن ماذكرته يكفي ..ولا تغضب إن بدت بعض ألفاظي خشنة قليلا?ٍ في نظرك ..فما ذلك إلا انعكاس لما أصبحت أتلقاه في جامعتي كل يوم من جنودك ومليشياتك ..لذلك – أيها الجنرال – “لفلف”جنودك من جامعتنا واذهب لحماية ثوارك وثورتك بعيدا عنا ….
مع تحيات :
الطالب / ضرار الطيب – جامعة صنعاء