الوجوه المكررة تترسب إلى أحلامنا
لا يزال “أصحاب الوجوه المكررة” يحكمون قبضتهم على كل شي تقريبا?ٍ, وعلى ما يبدوا أن الماضي يعيد أنتاج تلك النخبة, بصورتها العادية والبسيطة وعلى مرأى من الجميع, وبحضور أكثر ثورية, تستند أليها تلك النخبة الحاكمة ألان, ليكون السير بخطى حثيثة نحو: التغيير الذي يفضى إلى إعادة التدوير, الذي يشبه تماما?ٍ, عمليات تدوير ” علب المياه المعدنية”, وما أكثرها هذه الأيام, بقرارات تتصل كلها بنسق أنيق من التوصيفات, الحكومية.
إجمالا, حين نسعى إلى تحقيق أهدافنا فإننا نتنازل على أشياء ضرورية وبالتأكيد قد نخفي أسرار كثيرة, ونجبر على : قول ما لا نؤمن بحقيقته, كسلوك تفرزه, هيمنة التحالفات المرحلية المؤقتة, قول منمق لأحد فلاسفة اليونان , وما نشاهده في الواقع السياسي المحلي, يتصف كثيرا?ٍ بما قال, ولا يثير الجدل, لكنة حتما?ٍ, يثير السخط, أن لم يكن الغضب.
لم تعد حالات التوازنات في البلد تأخذ شكلها الكلاسيكي, حتى مع تذمر الحلفاء والشركاء, وضجيج القوى الحداثية, وإفرازات تراكمات مراحل متعددة من الصراع والتقاسم والإقصاء, والشعور بالانتماء إلى الخديعة, وذلك الحيز الذي تركة النظام السابق, الهش في تركيبته, كان فريسة سهله, يقترب منها الصياد بهدوء وبدون حذر, لكنها ثقة من يعتبر ما صاده لن يستطيع الفرار مجددا?ٍ.
لذا إعادة توزيع الأدوار بين القوى التقليدية والجديدة, لم يعد بتلك السهولة, ففي وقت لاحق, ستكون “العلب المعدنية” تملا الكراسي السيادية. قد يحدث ذلك في غفلة من القوى الثورية الشبابية والتيارات المدنية, التي أرهقها استنهاض الحماس الثوري, لكنه بدقة أكثر: واقع يتم قولبته ليكون ” اصلاحيا?ٍ” بشكل خارجي أكثر أناقة, فحسب, دون الالتفات إلى ما قد يخلفه السير بعدم النضج.
ألان, تمر هذه المرحلة بجدلية واحتقان أكثر من ذي قبل, لا تنتهي بحديث عام, وتتطور بمفاهيم تقترب من السطحية, ومشكلة الجميع أن تلك السطحية ليست صلبة كفاية, لكنها شفافة جدا?ٍ, ومن السهل مشاهدة ما يرتب تحتها.
“الوجوه المكررة ” تتسرب إلى أحلامنا الحقيقة, لتعبر بطريقة تشبه ذاتها التي كانت تقرر فيها المضي إلى الغد بذات الخطوات التي يقدموا فيها من الماضي, لنجد أحلامنا قد دنست كثيرا?ٍ أن لم نكن قد نسيناها,, فنحن نمارس حياتنا, السياسية خاصة, بذاكرة مثقوبة, تدعوا : للاستغراب كثيرا?ٍ.
Saqr770@gmail.com