قائد الثورة يحذر أمريكا من أي حماقة أو تصعيد ويؤكد الثبات في الموقف المساند لفلسطين
شهارة نت – صنعاء
وجه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تحذيراً شديداً لأمريكا من أي حماقة أو تصعيد، مؤكداً بأنه “إذا تورط الأمريكي في اليمن فهو تورط بكل ما للكلمة من معنى”.
وفي كلمته اليوم الأربعاء، قال السيد عبدالملك: “على مدى 75 يوم يواصل العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مرتكبًا أبشع الجرائم”، موضحاً أن العدو الصهيوني يستهدف الشعب الفلسطيني بكل وسائل الإبادة، بالقتل بكل الوسائل الوحشية، والتجويع والحصار ومنع الغذاء والدواء.
وأضاف: أن “جيش العدو جعل مستشفيات غزة أهدافًا رئيسة معلنة لعملياته البرية وأعلن عمليات عسكرية على مستشفى الشفاء وغيرها في سلوك لا سابق له”.
وأشار السيد عبدالملك إلى أن الدول التي تتحارب عادة تعلن القواعد الاستراتيجية والعسكرية كأهداف لها، فيما العدو الإسرائيلي يعلن المستشفيات هدفا له بكل وقاحة.
وتابع: “العدو الإسرائيلي استهدف كل الموجودين في مستشفيات غزة من مرضى وجرحى وكوادر طبية، وقدم ذلك إنجازًا عسكريا يتباهى به”، مبيناً أن العدو استهدف تجمعات النازحين حتى في مدارس الأونروا ولم يعبأ بأنها في إطار حماية الأمم المتحدة ويستهدفها بكل وقاحة بشكل متكرر.
السيد عبدالملك أكد أن الصهاينة اليهود هم كتلة من الحقد والعداء الشديد والإجرام، ومجردون تماما من كل شعور إنساني ومن كل المشاعر الإنسانية، مشيراً أن العدو الإسرائيلي عندما يفشل في معركة ميدانية يلجأ للقصف العشوائي للمدنيين في قطاع غزة.
وأوضح أن حالة التجويع في غزة وصلت إلى مستوى تسجيل وفيات من الجوع، ومنع وصول الأدوية بشكل تام، في إجرام بشع للغاية.
ولفت إلى أن حالات الاستهداف الصهيوني شملت حتى الرضع والخدج الذي يرقدون في أقسام العناية بالمستشفيات، بنزعة إجرامية تعبر عن حقيقة الصهاينة اليهود.
السيد عبدالملك أكد أن الأمريكيين شركاء مع الصهاينة في كل جرائمهم منذ اللحظة الأولى، بإرسالهم العسكريين للإدارة والتخطيط، وتزويد الصهاينة بالأسلحة المحرمة دوليا، وتقديم الدعم المادي لتمويل العمليات العسكرية، والدعم السياسي لكيان العدو والحماية له في المحيط الإقليمي.
وكشف بأن الأمريكيين وجهوا التهديد لكل دول المنطقة من أي تعاون مع الشعب الفلسطيني، موضحاً أنهم أرادوا من ذلك التهديد أن يؤمنوا للصهاينة الظروف الكافية لارتكاب المجازر في غزة دون اعتراض من أحد.
ونوه بأنه عندما نرى المشاهد المأساوية لآلاف الأطفال والنساء الذين قتلوا بالقنابل الأمريكية وحالة الجوع الشديد، علينا أن نتذكر المساهمة الأمريكية في كل ذلك.
واعتبر السيد عبدالملك أن الأمريكي هو ذراع آخر للصهيونية اليهودية العالمية التي تباهى الرئيس الأمريكي وصرح بانتمائه إليها، وأشار أن الذين يتحركون في أمريكا لمساندة إسرائيل فيما تفعله بالشعب الفلسطيني هم الصهاينة الأمريكان، وأن اللوبي الصهيوني اليهودي يحرك أمريكا حتى فيما يتجاوز مصالحها.
وذكّر بأن كل قرار تحت عنوان وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة يعترض عليه الأمريكي ويصر على استمرار القتل والجرائم في غزة.
وشدد السيد الملك بأن واجب المسلمين اليوم أن يقفوا وقفة جادة وعملية وفاعلة بتوجه صادق لمساندة الشعب الفلسطيني، وأن يقدموا كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ماديًا وعسكريًا.
واستهجن عدم اكتفاء الدول العربية بالتنصل عن المسؤولية في مساندة الشعب الفلسطيني، مضيفاً بقوله: “أحيانا تظهر في الدول العربية أصوات بشعة لتلقي باللوم على الشعب الفلسطيني ومجاهديه وتسيء لأي موقف مساند له”.
وقال السيد عبدالملك: “الدول التي تتصرف بشدة ضد أي بلد عربي أو مسلم، نراها في حالة فتور تام تجاه قضايا الأمة الكبرى كمظلومية الشعب الفلسطيني”.
وتساءل: “إذا كان الأمريكي والأوروبي أتى من آخر الدنيا للتعاون مع المحتل الظالم، فلماذا لا تقف أمتنا بحكم انتمائها ومصالحها مع الشعب الفلسطيني المظلوم؟”.
وتابع: “هل هناك تحرك علمائي لأولئك الذين كانوا يفتون بوجوب الجهاد إذا كانت المسألة فتنة في سوريا أو استهدافًا للشعب اليمني أو العراقي وغيرهم؟”.
وأوضح السيد عبدالملك أن محور المقاومة يقف في مستوى الدعم العسكري والإعلامي والشعبي والخروج في المسيرات، في حين مُنعت في بعض الدول العربية حتى المظاهرات.
وتطرق السيد عبدالملك إلى الزخم الشعبي في موقف اليمن، قائلاً: “التحرك الشعبي في بلدنا قد لا يكون له مثيل على مستوى العالم العربي والإسلامي وحتى بقية العالم، وهو موقف يحظى بإجماع كبير في بلدنا”.
أشار إلى أن شعبنا العزيز تحرك في موقفه الصحيح ليعلن الحرب على العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي، وتحرك عسكريا في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ليمنع تحرك السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بإسرائيل لتصل بالمؤن للإسرائيليين.
ولفت السيد عبدالملك إلى أن شعبنا مستمر بالتبرعات المالية للشعب الفلسطيني، رغم الظروف المعيشية الصعبة جداً كوننا بالأساس شعب محاصر ولا زلنا في حالة حرب.
وتحدث بأن اليمن حضر سياسياً وإعلامياً بخلاف الأنظمة العربية وأدواتها، قائلاً: “موقفنا السياسي والإعلامي واضح وكل جبهتنا الإعلامية تحركت بشكل أساسي لدعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه”.
وكشف السيد عبدالملك بأنه لم يكن هناك إجماع للشعب اليمني في موقفه تجاه العدوان عليه بمثل مستوى الإجماع تجاه القضية الفلسطينية ومناصرة مجاهدي غزة، مؤكداً أن المسألة ليست تحركا يخص فئة معينة من أبناء الشعب اليمني، بل تحرك رسمي وشعبي يعبر عن إرادة الشعب حتى في المحافظات المحتلة.
اليمن حاضر في إسناد غزة بكل الوسائل
كما أكد السيد عبدالملك بأن حاضر في إسناد غزة بكل الوسائل، منبهاً بأننا نسعى للوصول إلى ما هو أكبر وفعل ما هو أشد ضد العدو الصهيوني.
ونوه بأننا نسعى في هذه الأيام لتطوير قدراتنا العسكرية ونستفيد حتى في ظل ما نواجهه من تصدي بعض القوى في المنطقة لضرباتنا الموجه إلى العدو الإسرائيلي، قائلاً: “نسعى لتطوير قدراتنا العسكرية لتتجاوز أي عوائق، ولفعل ما هو أكبر ليرقى إلى مستوى المسؤولية وتلبية رغبة شعبنا وأمله في دعم فلسطين”.
واستنكر السيد عبدالملك، قيام بعض الدول العربية بتحريك إمكاناتها العسكرية مع العدو الصهيوني لحمايته من الصواريخ اليمنية بدل أن تتحرك لحماية الشعب الفلسطيني.
ونبه بأن موقفنا هو ضد العدو الإسرائيلي، ولم نستهدف به أي دولة أخرى، لافتاً بالقول: “صبرنا على عمليات الاعتراض التي قامت بها بعض الدول العربية ولم نستهدفها”.
السيد عبدالملك جدد التأكيد بأن تحرك اليمن لا يستهدف السفن العالمية، وأن المستهدف حصريًا في موقف معلن إعلاميا وعبر التواصل الدبلوماسي، هو السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وأوضح أن التحرك الأمريكي ليس تحركًا لحماية الملاحة الدولية في باب المندب، مشدداً أن أكبر خطر هو التحرك الأمريكي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر من أجل العدو الإسرائيلي وخدمة لإسرائيل.
ونبه السيد عبدالملك بأن من يتحرك مع الأمريكي ويورط نفسه في حماية السفن الإسرائيلية، فهو يقدم خدمة لإسرائيل حصرا ويضر بالملاحة الدولية.
وطالب الدول المطلة على البحر الأحمر بأن يكون لها موقف صريح ضد الموقف الأمريكي الذي ينتهك حقوق هذه البلدان ويهدد أمنها واستقرارها.
وتوجه السيد عبدالملك بالنصح لكل الدول التي يسعى الأمريكي لتوريطها، بألا تورط نفسها، وألا تضحي بمصالحها وألا تخسر أمن ملاحتها خدمة للصهاينة.
السيد عبدالملك حذر الولايات المتحدة من ارتكاب أي حماقة باستهداف بلدنا أو بالحرب عليه، بقوله: “أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية”.
ونبه واشنطن بالقول: “لا يتصور الأمريكي أن بإمكانه أن يضرب ضربات هنا أو هناك ثم يبعث بوساطات ليهدأ الوضع”، مؤكداً بأنه “إذا تورط الأمريكي فهو تورط بكل ما للكلمة من معنى”.
ولفت بأننا لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، ولا نخاف التهديد والعدوان الأمريكي المباشر، مشدداً بأن أحب الأمور إلينا وما كنا نتمناه منذ اليوم الأول أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي وليس عبر عملائه.
وطالب السيد عبدالملك من كل الدول العربية أن يتوقفوا وأن يتفرجوا وأن يتركوا الأمريكي والإسرائيلي ليدخل في حرب مباشرة معنا، محذراً من الاشتراك مع الأمريكي في حربه علينا.
وتوجه السيد عبدالملك إلى أبناء فلسطين بقوله: “نقول للشعب الفلسطيني وللإخوة المجاهدين في غزة العزة، لستم وحدكم، فالله معكم وهو خير الناصرين، شعبنا اليمني معكم بكل ما يستطيع”.
وأضاف: “كل أحرار أمتنا إلى جانبكم، محور المقاومة حاضر في أدوار مهمة وفاعلة، حزب الله في جبهة مستعرة شمال فلسطين إلى جانبكم”.
وأكد السيد عبدالملك بأنه “لن يثنينا الموقف الأمريكي ولا الوعيد ولا التهديد من الأمريكي أو من غيره عن موقفنا إلى جانبكم”.
وفي ختام كلمته، توجه السيد القائد إلى شعبنا العزيز بالجهوزية لكل الاحتمالات، ومواصلة كل الأنشطة في بلدنا.