وصل الأمر إلى حد لا يطاق وأصبح التغيير ضرورة حتمية اذا اردنا الخروج ببلادنا من هذا الوضع المتردي الذي ربما لا يوجد له مثيل في اي بلد في العالم وكلمة التغيير الجذري هي الأدق تعبيرا عما يجب القيام به ولكن النساؤلات المهمة التي لابد من الإجابة عليها .. من اين تكون البداية في هذا التغيير ؟ ومن الذي سيقوم به ؟ وماهي الأدوات التي ستستخدم فيه ؟ .
سيدي الوالي ..
تعاني بلادنا من وضع كارثي على كافة المستويات فمؤسسات الدولة منهارة من جميع النواحي الإدارية والمالية والفنية والمهنية والتغيير فيها يجب أن يشمل كل شيء ويجب إعادة النظر في وظائفها وإعادة هيكلة الجهاز الإداري والتنظيمي للدولة بشكل علمي ومن واقع الاحتياج الفعلي لان هناك ترهل كبير وغير منطقي فيها اما على مستوى الأشخاص وهذه النقطة الأبرز في موضوع التغيير الجذري حيث نعاني من كادر يمثل العجز في اوضح صوره لان أغلب التعيينات كانت ومازالت تتم وفقا لمنطق الولاء والقرابة والخبرة بضم الخاء ما نتج عنه سوء إدارة في كافة مستويات الدولة من أعلى هرمها إلى اسفله وصار هذا الكادر يمثل عبئا كبيرا على البلد وفشلا ذريعا في كل شيء.
سيدي الوالي ..
بدأنا نسمع من اولئك المسئولين الفاشلين والعاجزين والفاسدين نغمة ضرورة التغيير الجذري والتشدق به وانه هو المخرج الوحيد من هذا الوضع السيء الذي تمر به بلدنا وذلك في محاولة منهم لمجاراة الوضع والعزف على نغمته كما يفعلون دائما بينما هم أول من يجب التخلص منهم وان يبدأ التغيير بهم لانهم هم أساس البلاوي كلها واذا اردنا تغييرا حقيقيا يجب أن نبدأ بهم وان لايكونوا هم من أدوات هذا التغيير لأنه سيفشل بالتأكيد على اعتبار أن التغيير يحتاج أدوات نظيفة وليس ملوثة.
سيدي الوالي ..
كما قلنا ان بلدنا يعيش وضعا كارثيا على كافة الأصعدة والمستويات وفي كل المجالات وبصورة ادق فاننا نعيش وضع الدولة المهترئة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولابد من دراسة لكل أدوات التغيير ومتطلباته واحتياجاته حتى يكون النجاح حليفنا ونحقق لبلدنا التطور والنماء ولشعبنا الخلاص من كل فاسد وعاجز وفاشل ومما هو فيه ونرفع عنه المعاناة التي يعيشها .. وهناك نقطة مهمة لابد أن نعيها تماما وهي أن ما يجري في ادارة البلاد لا يخرج عن ثلاث شرائح فالشريحة الاولى هم أشخاص غيروا شرائحهم وانتقلوا من جهة إلى جهة بهدف الحصول على مكاسب مادية أو مناصب ومن مصلحتهم بقاء الوضع هكذا وهم يعملون على ابقائه كما هو لكي تستمر مصالحهم اما الشريحة الثانية فهم أشخاص غيروا شرائحهم وانتقلوا من جهة إلى جهة أخرى لتشويه صورة الدولة ومؤسساتها خدمة لأجندات دول العدوان وهم يستلمون مقابل هذا الدور الذي يلعبونه اما الشريحة الثالثة فهم من يدير الدولة بغباء والغبي يدمر كل شيء ويدمر نفسه .
سيدي الوالي..
كما قلنا في وقت سابق لقد تحول التفاؤل الذي كان يسود الناس بمشروع نظيف يحقق لهم الحرية والعدالة والسيادة والاستقلال والتنمية إلى تشاؤم وان الصورة التي رسموها لمشروع الدولة النظيفة القوية اهتزت كثيرا ولم يعد الامر يحتمل الاستمرار والسكوت ولابد من آخر الدواء وهو الكي.. فهل سنشهد تغييرا حقيقيا ام أن الأمر مجرد استهلاك اعلامي ودغدغة مشاعر واحاسيس وعواطف الناس كما حدث فيما أطلق عليه الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية وهي عبارة عن فنكوش لم تحقق اي أثر بل على العكس نفقات بمئات الملايين ذهبت أدراج الرياح ولم يلمس منها الشعب اي نتيجة واتحدى من يثبت عكس هذا الكلام ؟.
سيدي الوالي ..
كانت هذه مقدمة عن سلسلة مواضيع حول الدولة المهترئة والتغيير المطلوب والتي سنتناول فيها كل ما يتعلق بهذا الأمر على مختلف الأصعدة والمستويات كما سنتناول كل مؤسسات وهيئات الدولة والحكومة التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها ومسئوليها الفاشلين والعاجزين والفاسدين الذين يجب تغييرهم باعتبارهم أدوات ملوثة لا يجب إستخدامها في التغيير حتى يكون نظيفا ونقيا والأهم سيدي الوالي أن نبدأ بإعادة النظر في هياكل الدولة ونظامها وقوانينها إذ لا يمكن النجاح اذا لم يكن التغيير شاملا لكل شيء..رسالتنا القادمة ستكون حول التغيير الذي يجب أن يبدأ في أعلى هرم الدولة والحكومة المهترئة
وصولا إلى تحديد مراكز النفوذ والفساد اضافة الى وضع مقترحات حلول ومعالجات ربما تسهم في إنقاذ البلد من انهيار وشيك لانه ” اذا صلح الراس صلح الجسد كله ” ومن هنا وبراءة للذمة احذر من سقوط سيأتي حتما كما أنني اعرف ان الكثير من أصحاب المصالح الذين سيتضررون من هذا الكلام سيقلبون الدنيا على المواطن المسكين المظلوم سابقا ولاحقا كاتب هذه السطور ويطلقون عليه التهم جزافا كما يفعلون دوما معه ومع كل من يقف مع الوطن وضد أفعالهم وفسادهم وربما يتعرض للتهديد والإيذاء ..
فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي أم أن الأمر سيبقى كما هو وينتهي ويتلاشى حلم المواطن اليمني في دولة عادلة تحقق له الأمن والأمان والمواطنة المتساوية والعيش الكريم؟.