الكل يدَّعي حب النبي وأنه به مقتدٍ ، وعلى منهجه مهتدٍ ..
فترى البعض يقتصر اقتداؤه بالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في نومه ويقظته ، وفي مأكله ومشربه ، وفي قومته وجلسته ، وفي مشيته وبسمته ، وفي نظافته وملبسه ..
وترى البعض الآخر يقتصر اقتداؤه بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في زهده وكرمه ، وفي عبادته وذكره ، وفي خوفه ورجائه ، وفي حلمه وحيائه ، وفي أخلاقه العظيمة وصفاته الكريمة .. إلى آخر صفاته ..
وكل ماذكرناه يُعد من الاقتداء به ، ولكنه ليس الاقتداء الكامل ، ولا الاتباع الشامل الذي يشمل جميع جوانب حياته في كل حركاته وسكناته .
حيث نرى أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كانت أغلب أيام حياته في جهاد ، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد ، ونصرة المستضعفين من العباد ..
فلماذا نرى الكثير من أبناء الأمة لم يقتدوا بالنبي في هذا الجانب ؟! ولماذا لا يزال الصمت مخيماً على جُل علماء الأمة (فقهاء وخطباء ومرشدون ودعاة وواعظون وغيرهم) ولم يحثوا الناس على الاقتداء بالنبي في جهاده للكفرة والمشركين والمعتدين والمنافقين وإنهاء الفساد ونصرة المستضعفين ؟!
الإجابة : بسبب سياسة الحكام الظالمين والطغاة المجرمين من عهد بني أمية إلى يومنا هذا الذي طغى فيه المستكبرون من الصهاينة والأمريكيين ، ومن سار في فلكهم من الغربيين ، وانبطح لهم من العرب المنحطين..
فالنصارى واليهود ومن تبعهم من المنافقين هم من وضعوا سياسة الخنوع للظالمين ، وإبعاد الناس عن الجهاد ، والنهي عن الفساد ، ونصرة الشعوب المستضعفة من العباد ..
ولمّا كان الجهاد ومواجهة الظالمين والتصدي للمستكبرين – إضافة لما سبق – يشق على نفوس الكثير من المسلمين ، فقد ارتضوا بالراحة والدعة ، فظل اقتداؤهم بنبيهم مقصوراً على تلك الأمور السابقة المذكورة ، وهمشوا فريضة الجهاد ؛ ولهذا أصبحت الأمة ذليلة غير منصورة .