قالت صديقتنا العصفورة .. اليوم سنتحدث عن موضوع إنساني بالدرجة الأولى ويتعلق الأمر بالمرضى النفسيين أو ما يطلق عليهم المجانين الذين ينتشرون في كافة شوارع وأحياء المدن اليمنية في أوضاع بائسة ومناظر مؤلمة ومزعجة .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة .. فعلاً كلامك صحيح ونحن نشاهد يومياً وفي كل مكان الاف المجانين يتصرفون تصرفات غير منطقية وخارجة عن إرادتهم والكارثة أن الكل يتفرج عليهم دون أن يجدوا أي اهتمام من أحد فقد غابوا عن برامج ومشاريع كل الحكومات السابقة والحكومة الحالية وربما القادمة .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. لقد تحدثنا عن هذه الفئة المظلومة كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادي فنحن أمام دولة وحكومة لا تحترم نفسها ولا تحترم شعبها ولا تستحي على نفسها .
قال الاصدقاء الاعزاء.. مأساة أن تبقى هذه الفئة بعيدة عن الاهتمام ابتداء من أسرهم التي رمتهم في الشارع والمجتمع الذي لا يرحم والدولة الغائبة التي لا تقوم بواجبها تجاه مواطنيها كما ينبغي .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. الكل فعلا يتساءل عن سر غياب الدولة والحكومة عن رعاية هؤلاء المساكين الذين ينتشرون في كل مكان وفي كافة شوارع وأحياء المدن اليمنية ووضعهم يعبر فعلا عن عجز حكومي حقيقي وهروب بل وتهرب من المسئولية .
قال الاصدقاء الاعزاء.. هناك تساؤلات طرحناها سابقا وسنعيد طرحها هنا اليوم عل وعسى تجد إجابات عليها وحلول ومعالجات لانتشال هذه الفئة من أوضاعها المؤلمة فالكل يتساءل من هي الجهة المسئولة عن هذه الفئة وتركها هكذا في الشوارع دون رعاية أو عناية ؟ وكم هي الجهات التي يفترض أن تكون مسئولة عن هذه الفئة؟ وهل يمكن أن يكون هناك مشروع مشترك تقوم به هذه الجهات مجتمعة لرعاية هذه الفئة وانقاذها ؟ وهل هؤلاء هم بشر ومواطنين لهم الحق في الحصول على الرعاية من الدولة والحكومة أم انهم خارج إطار الاهتمام ولا يستحقون أن نهتم بهم ؟ وهل يعقل أن كل تلك المشاريع التي نسمع عنها ونتابعها في الاعلام لم يكن أحدها لهذه الفئة المنسية ؟ وهل كل ذلك الاستعراض الذي نشاهده من مسئولي بعض الجهات عن مشاريع بمليارات الريالات لم يكن لهؤلاء نصيب فيها؟ وهل استعراض بعض المسئولين في القنوات والاحتفالات وهم يحملون بنادقهم لم يتطرق لهؤلاء وهم ربما يحملون البنادق لكنهم لا يحملون ذرة إنسانية تجاه انسان يحتاجهم ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. تساؤلات مهمة يجب على هذه الحكومة أن تجيب عليها وان تقوم بواجباتها ومسئولياتها تجاه هؤلاء المساكين.
قال الأصدقاء الأعزاء .. نحن من هنا وباسم المواطن اليمني نطلب من الدولة والحكومة وكافة أجهزتها ومؤسساتها وهيئاتها الكثيرة ان تدخل هذه الفئة ضمن خططها وبرامجها المختلفة والشروع فورا في بناء مستشفى كبير للأمراض النفسية ورفده بكافة الإمكانيات من تجهيزات فنية وكوادر طبية وتمريضية وتجميع كل هؤلاء المساكين الذين ينتشرون في الشوارع ورعايتهم وفقا لمسئولية الدولة والحكومة ويمكن الاستعانة بالقطاع الخاص الذي بالتأكيد لن يمانع في الإسهام والمشاركة في هذا المشروع الخيري .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلام في محله ولكن نخشى أن يكون مجرد مشروع وهمي كذلك المشروع الذي سمعنا أن فخامة الرئيس افتتحه لعلاج المرضى النفسيين وطلعت كذبة أبريل ولا يوجد مستشفى للمرضى النفسيين ولاهم يحزنون ويمكن أنهم ورطوا فخامته لغرض في نفس يعقوب وعليه أن ينزل بنفسه للتأكد من الأمر ويقوم بجولة في الشوراع التي تمتلئ بالمجانين وأن المستشفى الذي افتتحه مغلق ولم يستقبل أي مريض نفسي .
قال الاصدقاء الاعزاء..
هل وصلت رسالة المواطن اليمني وصوت هذه الفئة إلى مسامعكم لتهتموا بها ؟ أم أن الأمر سيبقى كما هو وتظل مشاريعنا فقط وهمية للاستعراض وبعيدة عن وجهتها الحقيقية ومن يستحقها ؟ وهل ستختفي هذه الفئة من الشوارع أم أنها ستظل باقية فيها ضحية لأهالي يتخلصون من أبنائهم إلى الشوارع ومجتمع لا يرحم ودولة إنسانيتها غائبة ومظاهر وإعلام لتضليل وخداع الناس؟ وهل يمكن ان يعمل فخامة الرئيس أو رئيس الحكومة ومسئولي الدولة على الانتصار لانسانيتهم ولو مرة واحدة وانقاذ هؤلاء المساكين من معاناتهم ؟ . قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. نتمنى أن يتم وضع حد لمعاناة هذه الفئة المنسية بمشروع حقيقي يجمعهم من الشوارع وليس مشاريع وهمية نسمع عنها في الإعلام ولا نراها في الواقع وتظل هذه الفئة دليل على هروب الدولة والحكومة واحد ظواهر العجز الحكومي.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة..
نقترح أن تقوم هيئة الزواج وهيئة المقابر بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان بإعادة تأهيل المستشفى القطري في العاصمة صنعاء وتحويله إلى مستشفى أو مركز كبير للمرضى النفسيين وتوفير كافة التجهيزات والامكانيات والعلاجات والكوادر الطبية وتجميع كافة المرضى من مختلف المحافظات حتى تستعيد الدولة انسانيتها .. فهل وصلت الرسالة ام أن هذه الفئة ستظل غائبة في ظل دولة هاربة من واجباتها ؟.. سيكون موضوعنا القادم بعنوان ” الدراجات النارية عجز حكومي وأشياء أخرى” ..
