وزير الدفاع يبارك نجاح تجارب صواريخ وزوارق بحرية متطورة ويؤكد”نمتلك القدرة لتأمين الملاحية الدولية”
شهارة نت|
أكد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والنطاق الحيوي والإستراتيجي للبحر العربي والمحيط الهندي، هي النطاق الجيوبولتيكي للقوات المسلحة اليمنية وللسياسة الدفاعية لليمن.
جاء ذلك في كلمة له، خلال اللقاء الموسع لقيادة القوات البحرية اليوم، بحضور قائد القوات البحرية، اللواء ركن بحري محمد فضل عبدالنبي، ورئيس أركان القوات البحرية، اللواء ركن بحري منصور أحمد السعادي، وقائد لواء الدفاع الساحلي – مدير الكلية البحرية، اللواء ركن بحري محمد علي القادري، ورئيس عمليات القوات البحرية، عميد ركن بحري أحمد سعيد الزبير، وقادات الألوية والوحدات التخصصية في القوات البحرية والدفاع الساحلي.
وقال وزير الدفاع: “آن الأوان ليعلم الجميع الحقائق كما هي لا كما يريد العدوان تصويرها لتضليل العالم، فنحن في القوات المسلحة، ومنها القوات البحرية على وجه التحديد، نؤكد بأننا نمتلك القدرة الكاملة لتأمين وحماية واستقرار المسارات الملاحية الدولية على كل امتداد مياهنا الإقليمية السيادية”.
وفي مستهل اللقاء، نقل الوزير العاطفي لمنتسبي القوات البحرية تحيات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقيادة السياسية والعسكرية العليا.. مباركاً لهم نجاح التجارب الأخيرة، التي أجريت على عدد من الصواريخ البحرية والزوارق الحربية الحديثة والمتطورة.
وتطرق إلى الإنجازات، التي تحققت للقوات البحرية والدفاع الساحلي خلال الأعوام الماضية، خاصة أثناء فترة الهدنة في التدريب والتأهيل والإعداد القتالي والمعنوي، وتخريج أعداد كبيرةً من الدورات القتالية التخصصية من أبطال القوات البحرية.. معتبراً تلك النجاحات تجسيداً وترجمة للشعار الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد “يد تحمي .. ويد تبني”.
وأضاف اللواء العاطفي: “إننا في هذه المرحلة نعيش أحداثا وظروفا استثنائية، وتطورات عديدة، بدأت تشهدها منطقتنا، تطورات سياسية واجتماعية ومتغيرات فرضتها المرحلة، ما يستوجب منا أن نكون مواكبين لها، ويكون لنا حضور مؤثر؛ لأننا من نصنع الفارق بين الأحداث بل نحن من يسهم بقدر كبير في صناعة هذه الأحداث، التي تخدم الشعب اليمني، فالاتجاه نحو سلام عادل وندّي ومشرف، سلام الشجعان كان لنا نحن اليمنيين الشرفاء الوطنيين من كتب ملامحها الأولى وبكل ثقة”.
كما أكد أن القرار اليمني يمثل أعلى درجات الكرامة الوطنية، وهو الطريق الذي يفضي إلى مساقات عليا من الحضور السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً.. وقال: “اليوم اليمن هو صاحب القرار الوطني السيادي في ظل القيادة الحكيمة، وهو من يتحدث، وعلى الجميع أن يحسنوا الاستماع إليه”.
وأضاف اللواء العاطفي: “الجميع مطالب أكثر من أي وقت مضى لبذل المزيد من الجهود العملية والميدانية، سواء في مجال التأهيل والتدريب أو التطوير والتحديث لقواتنا البحرية، وبما يجعلها دوما عند المستوى الرفيع من الجهوزية واليقظة والاستعداد للدفاع عن سيادة واستقلال اليمن، والحفاظ على وحدته وعزة وكرامة أبنائه”.
وأردف قائلاً: “من هذا المنظور العسكري الإستراتيجي، فإن تعزيز وترسيخ جوانب البناء النوعي لقواتنا المسلحة من أولوياتنا واهتماماتنا في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة لما لها من أهمية بالغة في تحقيق التفوق القتالي المحترف في مواجهة أعداء الوطن”.
وتابع: “نؤكد أن البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب مجرى ملاحي يخدم العالم أجمع، والتجارة الدولية والإقليمية، وتأمينه يحظى باهتمام عالمي كبير، ونحن ندرك هذه الأهمية، وملتزمون بتأمينه وحرية الإبحار والملاحة فيه، وملتزمون بالقوانين والأعراف الدولية التي تنظم الملاحة، ولن نحيد عنها قيد أنملة؛ بما يرضي الله ورسوله، ولما فيه مصلحة الشعب اليمني”.
وفنّد وزير الدفاع الشائعات والدعايات، التي تُروج لها دول العدوان ومن يقف معها، وخاصة العدو الصهيوني وزعم تواجدهم في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب والجزر اليمنية هو لتأمينها من الإرهاب والقرصنة البحرية.
وأشار إلى أن أوراق العدوان تكشفت واتضحت السيناريوهات، وما يقوم به العدو من احتلال، وفرض سيطرة بحرية عدوانية على الموانئ والجزر والمياه الإقليمية هو الإرهاب بعينه.. مبيناً أن دول العدوان هي من تصنع الإرهاب، وتحتضن وتمول عناصرها الإرهابية، ومجاميع القرصنة البحرية.
وبين اللواء العاطفي أن التواجد غير المشروع للاحتلال في المياه الإقليمية اليمنية ستكون كلفته باهظة الثمن، وأن أي اتفاق يوقع مع أي دولة أو نظام بشأن أي تسهيلات عسكرية أو أمنية، أو ترتيبات تمس السيادة الوطنية، تعتبر اتفاقيات مشبوهة، وغير قانونية، ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
وقال: “سنقابل التحدي بالتحدي، والتصعيد بالتصعيد، والقصف بالقصف، والاحتلال بالمقاومة، والمناورات بالتطبيق العملي، والسلام بالسلام، ومن موقع المسؤولية نقول للشعب اليمني، في الداخل والخارج، أن القضية اليوم أصبحت واضحة، ولن يستطيع أعداء اليمن بعد اليوم الاستمرار في الكذب وتضليل الناس عن الحقائق، وشعبنا يدرك جيداً الأهداف والمخططات التي تستهدف اليمن كله دون استثناء”.
وأشاد وزير الدفاع بموقف أحرار الشعب اليمني في التلاحم إلى جانب القوات المسلحة؛ للدفاع عن السيادة الوطنية، والانتصار للإرادة الوطنية في تحقيق الاستقلال؛ كونه الخيار الوطني الإستراتيجي الذي لا رجعة عنه، مهما كانت التضحيات.
وبارك اللواء العاطفي العمليات الفدائية، التي تقض مضاجع العدو الصهيوني المؤقت المغتصب للأراضي الفلسطينية.. وقال: “كل طلقة رصاصة وعملية فدائية نضالية ينفذها الشباب الأحرار في فلسطين هي وسام يزّين صدورنا نحن في اليمن قبل أي شعب”.
ولفت إلى أنه آن الأوان لاستئصال الورم الخبيث من جسد الأمة العربية والإسلامية، وأن اليمنيين سيظلون داعمين للمقاومة الفلسطينية حتى تنتصر الأمة في تحرير فلسطين، وتطهير الأقصى الشريف من دنس الصهيونية، التي تخاذلت أنظمة العمالة والارتهان عن نصرتها والدفاع عنها.
فيما ألقى قائد القوات البحرية، اللواء ركن بحري عبدالنبي، كلمة رحّب فيها بوزير الدفاع ولقاءاته المتكررة بمنتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي، الذي يدل على الاهتمام الكبير، الذي توليه قيادة الثورة والقيادة السياسية والعسكرية العليا، بها؛ وتقديراً لدورها الكبير في الدفاع عن سيادة الوطن وعزته وكرامته ضد تحالف العدوان وأذنابه.
وأكد أن “ما وصلت إليه القوات البحرية من تطور في إعادة بنائها وتعزيز قدراتها القتالية، جعلنا نتفاءل في قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي كثيراً، ونطمح بأن تكون هذه القوات قوة ضاربة، وجزاءً كبيرا من قوات الردع للقوات المسلحة اليمنية”.
وقال عبدالنبي: “إن مهام القوات البحرية والدفاع الساحلي في المستقبل هو توسيع نطاق أعمالها القتالية في المناطق البحرية، وإلى مستوى أبعد من ذلك”.