المختطفة المصرية “سحر” في سجون مأرب .. إخفاء قسري وتعذيب جسدي ونفسي
شهارة نت – حوار
لم تكتفي مليشيات تحالف العدوان باختطاف المدنيين وتعذيبهم في السجون والمعتقلات بدوافع عنصرية او مذهبية او مناطقية، كما لم يكن اختطاف النساء والذي هو بمثابة عيب أسود في تاريخ اليمن واعرافها، بل تجاوز الأمر الى حد اختطاف النساء من ابناء وبنات الجاليات العربية، لأسباب سياسية ليس لها علاقة باليمن من قريب او بعيد.
واليوم نقف معكم امام حالة إنسانية تتمثل في جريمة خطف وتعذيب تعرضت لها مواطنة مصرية، وابنتها، من قبل السلطات في محافظة مأرب.
المواطنة المصرية سحر رجب عبد المحسن، زوجة مواطن يمني تعرضت في ١٦ ديسمبر ٢٠١٨م للاختطاف وهي حامل في الشهر السادس أثناء سفرها من مطار سيئون إلى محافظة إب مسقط رأس زوجها.. وقد جرى نقلها الى سجن الأمن السياسي بمأرب وحرمانها من التواصل مع أهلها، إلى جانب الجريمة التي ارتكبت بحق الطفلة سماء التي ولدت وعاشت في ظروف السجن مع والدتها، وهو ما يُعد انتهاكاً لحقوق الطفولة.
وتكشف قضية المختطفة سحر حجم الانتهاكات المتمثلة بالإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية، التي تقوم بها السلطات بمأرب وأصبحت بصورة ممنهجة دون محاسبة أو مراعاة لقيم وأخلاق الإنسان.
– نريد ان نسمع منك في البداية ما الذي جرى لكم في مأرب؟
انا مواطنة مصرية وقد جئت الى اليمن في العام 2018م وأثناء سفري من مطار سيئون إلى محافظة إب مسقط رأس زوج مررنا بمحافظة مأرب فاوقفوني هناك واعتقلوني واودعوني السجن ومسكوا زوجي واخفونا عن بعض حوالي سنتين
هل حققوا معكم؟
ما حققوا معي الا مرة واحدة ، قالوا لي لماذا جئت الى اليمن فقلت لهم ليه انا جاية لزوجي في إب، وعند تفتيش تلفوني وجدوا صورة السيسي فاودعوني السجن واعتقلوني لمدة شهرين في غرفة بمفردي وبعدين خلاص ما كلموني من بعدها.
كنت كما عرفنا انه كنت حامل وقت اعتقالك؟
نعم كنت بالشهر السادس وولدت في السجن وعمر بنتي اليوم خمس سنوات
ماهي التهمة التي وجهوها لك?
لم تكن اي هناك اي تهمة بس هم يكرهوا الرئيس السيسي ويقولوا ان هو يقتل العلماء ويهاجم الاخوان ولانني انتخبته قاموا باعتقالي والزج بي في السجن
يعني اعتقد لو انا عملت جريمة اصلا المفروض ان هم يسلموني لبلادي.. يعني هي اللي تحاكمني وكنت دايما اسأل نفسي واسالهم ليش انا معتقله بس ما حد كان يرد واكتفوا بسجني ومصادرة وثائقي وجوازي واوراقي وحتى ذهبي اللي جيت به اخذوه.
قبل اعتقالك كم كانت فترة اقامتك باليمن؟
يعني ما كان لي في اليمن الا حوالي ثمانية ايام، واثناء وصولي مفرق السد جرى اختطافي من قبل مليشيات الاخوان واودعني سجن الامن السياسي بعدين نقلوني للسجن المركزي سجن النساء جلست فيه كتير يعني حوالي اربع سنوات.
هل كان احد يتابع قضيتك خلال فترة اعتقالك؟
كان مثلي مثل غيري من المعتقلات، كانوا يطالبوا ان هم يعني عايزين قضاياهم تتحرك. ينزلوا نيابة او محكمة لو هم عملوا قضية او عملوا حاجة يتحاسبوا عليها، معظم النساء ليس عليهن قضايا واضحة ومالهنش دخل بالسياسة او الحرب ومن المعتقلات معي دكتورات ومحاميات يعني ما لهم دخل بالسياسة خالص ولا بيمارسوا اي نشاطات وكان في كثير من المسجونات هاشميات.
عموما جلست مسجونة ثلاث سنوات بدون ما حد يعرف في الخارج اني مسجونة او مختطفة وكانوا ينكروا وجودنا اننا مسجونات انا وغيري.. وبعدين نقلونا من سجن الى سجن ثاني في البدروم تحت الارض عند واحد اسمه احمد حنشل.
حنشل نائب مدير الامن السياسي التابع للمرتزقة؟
نعم وهو كان يضرب الرجال ويعذبهم وعلى فكرة بداية الاعتقال يأخذوا النساء الامن المركزي عند واحدة اسمها نادية وبعدين بينقلوهم على الامن السياسي.
والنساء ماذا يعملون معهن؟
كانوا يعذبونا ايضا واتذكر ان البنات معايا في السجن قاموا دقوا الباب وانا دقيت معهم عشان يحركوا امورنا عايزين نقابل المدير يعني ليه احنا هانا.. وبعدين طفوا الكهرباء ودخلوا علينا رجال لابسين كشافات وكانوا يسحبوا كل واحدة من شعرها ومن رجليها وهم مش لابسات وهذا يعني اعتقد ان هذه مش تقاليد ولا عادات اليمن ان هم يسحبوا النساء ويتعاملوا معهن بهذه الطريقة .
بعدها ضربونا بالخراطيم حق الغاز والصمل وكل سبعة رجال او ثمانية يضربوا الواحدة منا لحد ما جسمنا يكون نفس لون البالطو وتجلس علامات الضرب حوالي ثلاثة شهور .
تعرضتم وانتي حامل للظرب أو بعد؟
لا بعد ولادتي تعرضت للضرب وهناك تعذيب نفسي وبعض فرق التعذيب تقوم باخذ مجموعة من السجينات ويرجعن بحالة سيئة انا مش عارفة ليه اصلا كل هذا الحقد والتعذيب للنساء وهنك واحدة اسمها رجاء صنعاني ضربوها في راسها وبعدين كانت تصرخت تصرخ بعد ما دخلوها غرفة التعذيب وماتت في سبعة رمضان.
هل تعرفت علي سجينات هناك؟
نعم كان في بنت من بيت الكبسي وهناك نزيهة الجنيد ويسرا الشاطر وواحدة اسمها زمزم وبنتها هديل وناس كثير ما عرفش اساميهن واغلبهن مش عارفين ليش مسجونات، في حاجات كمان مثلا كانوا ياخذوا بطائقنا ويسجلنا على اساس ان احنا نازحين وياخذوا علينا فلوس من المنظمات بالدولار وكنا نسمع حاجات غريبة بالصدفة .
وكان في كتير وخرجوا وقد عرفت بالسجن نزيهة الجنيد وسميرة ماريش وسوسن وسبا
وسمعنا بان هناك مسجونين و مسجونات بينهم اطفال او شيوخ موجودين في هذه السجون السرية سجن الامن السياسي سجن الامن المركزي سجن المعهد الصالح
سميرة مارش اول من تحدثت عن مأساتك؟
ايوة وهي طيبة وغير ما قيل عنها .. سميرة هي طفلة كبيرة واطيب قلب انا احبها كتير.
كيف كانت ظروف ولادتك?
انا ولدت على حساب منظمة اليونيسيف وبعدها رجعوني على السجن.
ولدتي خارج السجن يعني؟
ايوة وبعدين رجعوني على السجن بس بيشرطوا علي لما اخرج ان انا ما اتكلمش والا بيوقع لي عذاب كبير لو تكلمت لذلك ما كان لي كلام مع المنظمة خالص.
الصليب الاحمر جاء زارني خمس مرات وكلمتهم بقضيتي وادوا لي كروت واديتهم رسايل يوصلوها لاهلي وما اعرفش ايه اللي حصل بعدها.. وبعدين يحاولوا يسألونا وبعدين احنا ندي لهم روس اقلام يعني كل واحدة تشرح قضيتها سريع يعني بس قضيتي لاني مصرية جلسوا معي اكثر من البنات
طيب وكيف النتيجة بعد الجلوس مع المنظمات?
لا نتيجة وما رجعوا لي مرة ثانية انا جلست تقريبا مع الصليب الاحمر ثلاث مرات وما رجع لي مرة ثانية.
رسالتك الاخيرة؟
رسالتي ان اقول ان كل الاديان الدين الاسلامي والمسيحي وحتى الوثنية تحرم مثل هذه الافعال ومش عارفه ليش هم متلذذين بقتل الاطفال والنساء
هؤلاء تجردوا من الاخلاق والقيم واتمنى من الرئيس السيسي ان يعاقبهم ويطالب بمحاكمة المتورطين في موضوعي. ويرجعوني بلادي تاني وحشتني مصر
نقلا عن صحيفة الحقيقة