فتوى صيف 94م تلاحق الديلمي
بعد الفتوى التي اصدرها الشيخ عبد الوعاب الديلمي, الذي كان يشغل منصب وزير العدل خلال حرب صيف 1994م, وهي الفتوى التي اعتبرت ذريعة للمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين والجنوبيين يحملون في قلوبهم شيئا?ٍ لا يغتفر, لما جاء به وزير العدل لدولة الوحدة, عبد الوهاب الديلمي, فنفوسهم لا تكن له سوى البعض والكراهية, حتى أن أسم الرجل صار يتكرر على ألسنتهم حين تذكر حرب صيف 94م, فهم يقولون إنه من أفتى وأعطى الضوء الأخضر للقوات اليمنية ببدء الحرب ضد الجنوبيين, وذلك بحجة الإلحاد والكفر..
والتصريحات والمقالات الجديدة التي أطلقها الشيخ عبد الوهاب الديلمي في الصحف والمواقع الإلكترونية, والتي أراد بها تبرئة نفسه, بدلا?ٍ م من اعترافه بالذئب واعتذاره للجنوبيين, أثارت غضب الشارع الجنوبي, وزادت من استبائه تجاه الرجل.
صحيفة الشارع تستوضح ما تناولته الفتوى, وردود العلماء وإنكارهم عليها, وتستطيع بعض أراء الشارع الجنوبي حولها, وموقفهم من نفي الرجل لها.
الفتوى
“إننا نعلم جميعا?ٍ أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا ان أعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم لما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال خمسة وعشرين عاما?ٍ, وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها انهم اعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه, ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار لما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد, ولا أن ينتهكوا الاعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد, ولا أن يستبيحوا المحرمات? لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, وهذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم “المسلمين”, هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة, فأخذ ينفذ كل ما يريد أو تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الاعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل.. وهنا لا بد من البيان, والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر:
اجمع العلماء على أنه عن القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال, فإذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.
إذ ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا. فإذا كان اجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح. هذا أولا, والأمر الثاني: الذين يقتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون ان تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام, وعلى هذا فإنه يقول العلماء: من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق, اما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضا?ٍ”.
انتهت الفتوى
نقاط احتوتها الفتوى وبينت خلالها المراد والمقصد منها:
النقطة الاولى: يبرز ان الهدف الرئيسي من اصدار الفتوى في ذاك الوقت – وبالتحديد في حين كانت الأجواء مشحونة – هو شرعنة الحرب ضد الجنوب وفرض الوحدة عليهم? فالخطاب الذي حوا الفتوى الصوتية التي بثت آنذاك لم يكن خطابا, هادئا, يذكر ويذكر فيه الطرفان بحرمة دماء المسلمين? بل كان ممزوجا بالعنف والحث على القتال حتى وإن كان في ذلك خطر على المدنيين..
النقطة الثانية: الواضح في كلام الديلمي أن المستهدف الأول في هذه الفتوى هو الحزب الاشتراكي – السلطة الحاكمة في الجنوب آنذاك – والذي اعتبرته الفتوى حزبا متمردا ومرتدا عن الإسلام ولذا وجب قتاله حتى لا يصل إلى صنعاء وينتقل إليها الكفر والشيوعية.
النقطة الثالثة: وبحسب ماجاء في نص الفتوى فإن الجمهورية اليمنية دولة إسلامية يجب الدفاع عنها ولو بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ولم يشر أو يلمح على أن الجنوبيين كذلك مسلم, بل خص العربية اليمنية فقط بصفة الإسلام, وهذا يفهم من نص الفتوى أن الجنوب ليست بدولة إسلامية ولذلك فلا باس في تدميرها.
بعض ردود علماء المسلمين على الفتوى:
لقد اثارت تلك الفتوى ضجة إعلامية كبيرة, بعد أن نشرت على الصحف المحلية والعربية, ونالت سخط وانتقاد كبار علماء المسلمين, لما احتوته من إثارة للفتنة والحث على القتال بين المسلمين لما احتوته من إثارة للفتنة والحث الاقتتال بين المسلمين, فتوالت ردود العلماء واحدا تلوى الآخر? فمنهم من ذكر? فمنهم من ذكر ان المسلمين منهيون في حالة الحرب ضد العدو عن اقتلاع شجرة, فكيف بذبح النساء والاطفال:
وقال شيخ الازهر الراحل, جاد الحق علي جاد الحق, معلقا?ٍ على فتوى الديلمي : أن مسألة العدوان بين المسلمين غير مقبولة شرعا?ٍ ومصلحة, والاقتتال بين المسلمين حرام, وقد قال رسول الله (ص) أن قتل الاطفال والنساء