وفد سعودي في صنعاء.. خطوة “جيدة” تحيي الآمال بشأن انهاء العدوان ورفع الحصار
شهارة نت – تقرير
للمرة الخامسة، وصل إلى العاصمة صنعاء وفد السلطنة العمانية برفقةَ الوفد الوطني برئاسة محمد عبد السلام، كما وصل وفداً سعودياً للمرة الثالثة في إطار جهود سلطنة عمان الشقيقة لإحلال السلام في اليمن.
وتأتي زيارة الوفد العماني والسعودي بعد ايام من تناولات وسائل اعلامية تابعة للعدوان عن إعلان “اتفاق سلام” وهدنة مرتقبة بين صنعاء والرياض.
وذهبت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الى الادعاء بأنّ صنعاء والرياض توافقتا على تمديد الهدنة حتى نهاية العام الحالي، فيما زعمت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، ان بلادها تسير وفق خطة تقضي، في مرحلتها الأولى، إعلان وقف إطلاق النار، وتشكيل لجان فنية لدمج البنك المركزي، وتبادل الأسرى، وبناء الثقة بين الأطراف، ثم مرحلة التفاوض المباشر لتأسيس كيف يرى اليمنيون شكل الدولة، تليها مرحلة انتقالية، ويتخلل تلك المراحل فتح المنافذ جميعها ورفع القيود على المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وأمام مزاعم وسائل الإعلام السعودية والموالية لها أشار رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، في تغريدة عبر “تويتر”، مساء الجمعة، إلى أن الوفد الوطني “يواصل الجهود عبر المفاوضات لإنهاء العدوان ورفع الحصار”. وعبّر عن أمله أن يتحقق ذلك وأن يُجبَر الضرر، و”تُكلَّل الجهود باتفاق سلام يلبي مطالب شعبنا اليمني العزيز، من صعدة إلى المهرة”.
ويقوم التصور السعودي وفقا لاعلام العدو على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
وفي تصريحات ادلى بها رئيس الوفد الوطني عقب وصوله الى مطار صنعاء الدولي اكد تمسك صنعاء بقضيته العادلة التي اوصى بها السيد القائد في أكثر من خطاب وموقف، والمتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وتام وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز ، ناهيك عن خروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار.
وتعد هذه المرة الاولى التي يتحدث فيها رئيس الوفد الوطني، عن ” اتفاق سلام” و”جبر الضرر”، ناهيك عما صرح به عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، الذي عبّر عن أمله “ألّا تكون سحابة صيف تبرق ولا تمطر”، في إشارة إلى أن المفاوضات لا زالت في مرحلتها الاولى وتبقى مرهونة بالتنفيذ، سيما وأن صفقة التبادل للأسرى، التي أعلنها الممثل الأممي هانس غراند برغ، والتي تقضي بأن تتم على ثلاث مراحل، بدءاً من يوم 19 رمضان لم تتم نتيجة عرقلتها من قبل حزب الاصلاح في مأرب.
ويلاحظ من خلال التناولات الاعلامية السعودية خلال الساعات الماضية لطبيعة الزيارة يلاحظ ان النظام السعودي يحاول كعادته، تقديم زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء برئاسة السفير السعودي محمد آل جابر، بأنه في إطار الوساطة وليس كطرف في العدوان، في حين ابدى ال جابر خلال لقاءه الاحد الرئيس مهدي المشاط شكره للأخوة في سلطنة عمان الشقيقة على دورهم الهام وجهودهم الكبيرة في إطار إحلال السلام في اليمن وحرصهم على دعم السلام.
وسبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للاسرى.
لكن هذه الزيارة تأتي في خضم مساع اقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب التي اعلنتها على اليمن من واشنطن.
وفي مؤشر ايجابي الى إمكان حصول تقدم في جهود السلام، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى السبت عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق”.
وتشير التطورات الأخيرة إلى حراك مكثف ومحادثات مباشرة بين اليمن والسعودية، تجري على العلن بين الجانبين اللذان يعملان مع المسؤولين العمانيين لتعديل بعض الاقتراحات المتعلقة بإنهاء العدوان ورفع الحصار سيما بعد اصرار صنعاء على ان تكون من اهم الاولويات حل الملفات الإنسانية، وعلى رأسها ملفّ رواتب موظفي الدولة والاسرى ورفع الحصار.
كما دخلت الامارات على الخط ولكن بطريقة غير مباشرة سيما بعد الانباء التي تحدثت إن الإمارات بدأت في سحب قواتها من اليمن.
وقال عضو المكتب السياسي في انصار الله، محمد البخيتي: “نأمل أن تنتهي عملية الانسحاب بشكل كامل، وألا تخضع للضغوط الإسرائيلية كما حدث في الماضي، لأننا لن نقبل ببقاء أي قوات أجنبية على شبر واحد من الأراضي اليمنية”.
وأضاف: “لا تزال يدنا ممدودة لسلام شامل ودائم، يضمن كرامة وسلامة وسيادة جميع دول المنطقة”.
ويرى مراقبون ان صنعاء اصبحت قاب قوسين من تحقيق أهداف أكثر طموحا، منها إعادة الإعمار في اليمن وخروج القوات الأجنبية الى جانب الملف الانساني بكل ما يتضمنه من اجندات.
وسيساهم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتواجدة اليوم في صنعاء الى إنهاء حالة الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات
نقلا عن صحيفة الحقيقة