اليمن ومواجهة التحديات خلال ثمانية أعوام ماضية
بقلم/ إكرام المحاقري
انقضت ثمانية أعوام من عمر العدوان الظالم على اليمن، ليأتي عام تاسع يحمل في طياته الكثير من المفاجأت التي لم يحسب حسابها العدو المراوغ، فتلك التحديات التي بدأت مشوراها بعد أربعين يوما من تاريخ العدوان الغادر في العام 2015م، ما تزال مستمرة ولكن بشكل أقوى مما مضى.
انقلبت معادلات الصراع لمصلحة الطرف اليمني، بينما تشتتت قوى الإرتزاق ما بين عائد ومتخبط، فقد تحولت تلك الميلشيات إلى عصابات منتشرة في الأزقة والطرقات، بينما تبحث قوى العدوان عن بصيص أمل للخروج من المستنقع الذي زجت بنفسها فيه بتوجيه أمريكي مستهتر بما قد يحدث عقب ذلك، ويبقى الشيطان الأكبر وحليفته “بريطانيا” العجوز الشمطاء، هم من يأججون الفتن من أجل مصالح الكيان الصهيوني في الجزيرة العربية.
كان العام الثامن من العدوان على اليمن هو من حسم الموضوع وفضح قوى الشر رغم التحديات القائمة في حالة “أللا حرب واللا سلم” في ظل مواصلة الهدنة التي مثلت حربا -باردة ناعمة – يقوم بها العدو من خلف ستار المؤامرات السياسية للسيطرة على المقدرات والثروات اليمنية دون رادع عسكري ليدهم السارقة، وهذا ما يحدث حتى اللحظة، وقد يمتد الأمر مطولا، لكن اعداد العدة وإقامة الحجة لم يتوقف حتى ليوم واحد من قبل القيادة الحكيمة التي مثلت مشروع الحرية والاستقلال في اتخاذها القرارات التي تراقب مصالح الشعب اليمني في توجهه وتضحياته ومواقفه الثورية، وبالتأكيد لن يكون القادم أقل مما مضى.
المناورات العسكرية التي قامت بها القوة العسكرية اليمنية قد دشنت العام التاسع قبل أوانه، والعروض العسكرية للتصنيعات اليمنية قد أوصلت الرسالة للأعداء المتربصين باليمن شرا، وقد توصلت تلك العروض وما بعدها من المواقف المشرفة للوفد الوطني المفاوض إلى نتيجة مثلت الشعب اليمني الصامد بمختلف فئاته ومكوناته، بأن لا خيار للشعب غير التصدي والردع لقوى العدوان، ومقاومة مشروع دول الاستكبار في المنطقة برمتها، وهذا القرار متصل أيضا بالقضية المركزية للأمة (القدس) وكل ما هو متعلق بالمقدسات الإسلامية، فالموقف اليمني لم يتغير منذ بداية العدوان وحتى الذكرى الثامنة لجريمة العدوان الغاشم.
حتى وإن أمعنت قوى العدوان بمواصلة العدوان حتى بشكل ناعم تحت مسمى “هدنة” وما إلى ذلك، فما يجب عليهم أن يعوه وألا يتخلفوا عن الحذر منه هو أن القوة العسكرية اليمنية حاضرة وبقوة للتصدى لكل ما يقومون به، وقد نال سفنهم الناهبة للنفط اليمني جزء من هذه القوة، وهذا ما سيحدث مقابل كل خرق يقومون به، فالعام التاسع هو عام التمكين والنصر وكسر شوكة العدو وإذلاله، وقد يكون عام فيه بشارات النصر للشعب الفلسطيني المستضعف أيضا، وأما العدوان والمرتزقة الأقزام فليس لهم سزى العار والهوان، وإن غد لناظره قريب.