عن الاصـــــــلاح..!
الكثير من راكبي موجة الثوره وبالأخص حزب التجمع اليمني للأصلاح وهم جزء لا يتجزء من النظام الذي ثار الناس عليه تعدوا مرحلة الصحوه وغسلوا وجيههم بماء الثورة أتو بوقاحه لم يشهد لها التاريخ مثيلا?ٍ مدعيين أن كافة طموحاتهم شرعية حتى تلك التي تتسلق على حماقات ومآسي البشر, فهم لم ولن يدعموا الثورة لمكونها وهدفها الثوري بل يريدون تحقيق مصالحهم باستغلالها, وهذا يثبت النظرة الكلاسيكية المتداولة عنهم بأنهم ليسوا الا مستهدفين ومعادين لمبادئ الدولة المدنية..
ويمكن اخذ مثال بسيط من خلال متابعة للاحداث منذ اندلاع الثورة وبالذات في هذه الايام المتزامنه مع مجزرة جولة النصـر “كنتاكي” يمكن للمتابع أن يدرك ذلك جيدا?ٍ , فبعد تحصين قاتليهم والمساومه على دمائهم هاهم اليوم يعودون من جديد يصرخون ليس لشيء الا لأن الهدف الذي سعوا اليه لم يتحقق كما كان مخطط له تماما.
فمجرد السماع اليهم يجعلك تشعر بأن الوجود فارغ , ينتابك النعاس لهشاشة طرحهم , لانهم لا يصورون الا اشياء فارغة المحتوى , بل أن عقولهم فارغه أكثر من الفراغ نفسه , ويظلون مستمرين بالبحث عن فراغ يملئ فراغ لا غير ??!
ثاروا بأسم الشعب صارخين “الشعب يريد..” وما أن ينتصر الشعب ويصلوا من خلال انتصاره الى اهدافهم سرعان مايعودون الى مثل ما ثاروا عليه وكانوا يكفرونه وينتقدونه وهاهم اليوم يمارسون ما ثار عليه الشعب من إقصاء وتهميش وسجن وفتن ودكتاتوريه.
ينادون بتطبيق الحريه والديمقراطيه والعداله وانهم يسعون للخير للشعب والرخاء للمواطن وهم يدركونن بنفس الوقت ان في تفاصيل حديثهم عن كل تلك القيم يكمن ويسكن شيطانهم المعادي للقيم تلك.
حتى في تعاملهم مع المجتمع فقط في ما يعمل على ابقاءه كمجتمع متوحش لا يعامل الفرد كأنسان وإنما كإمتداد لجذر تاريخي أسمه “القبيلة” وبناء عليه يحصل على حقوقه التي تكون معدومه بالغالب, ومن هنا نلاحظ سعيهم وراء احتكار لهويات هذا الشعب في بعد واحد “ديني أو عرقي” ونفي للجماعات التي لا تنتمي لهذه الأوصاف, وهنا نلاحظ محاربتهم للقبول الاجتماعي لانه سيحارب اهدافهم , فبمجرد القبول الاجتماعي سيبدا ترسيخه في المجتمع ويتعامل معه الجميع امام واقع موجود وهذا يتنافى مع هدفهم لانهم يريدون فقط التعامل في المجتمع بما يريدون وبواقعهم القديم, بذلك يسعون للابقاء على المجتمع ان يكون العقليه الانهزاميه يسيطر عليها سيادة مبادئ مشاريعهم التي تشكل مفاهيم العدل والحريه, فهو كل ماصدر من سيدهم او شيخهم حتى وان كان ظلما او جورا او مخالف ومعادي لتلك القيم , يسعون من خلاله لأن يبقى المجتمع في طوره الحيواني في مرحلة مبتدئه من تطور الانسان لا يحصل على حاجاته الاساسيه.
-في خطاباتهم لا يستخدمون الا النصوص التي تعمل على تغطية الوعي والتي تنجح في الخداع فتستخم نصوصهم الشخص لمصلحة مصدريها بدلا من استخدام الشخص للنصوص بحيث تكون أداة للنقل المعرفي واثراء المفاهيم.
يستخدمون الأدوات الحداثية ليحافظوا على موقفهم الرجعي وليصنعوا بها كائنات مشوهة مجردة من معاني تلك الأدوات..وروحها الحداثية, فيصدرون من خلالها افكار واهمة تعبث بالخيال فلايمكن ان يلد منها واقعا يعيش منه المرء, لأن اي عملية تهميش للعقل معناه اننا نرجع لعصور الحجر والغاب لكي لانعلم بعد العلم شيئا وهذا مايريدونه لاستمرار إحكام سيطرتهم.
لذلك ليس بالامكان لاتباعهم الم?ْسيطر عليهم اعادة فرز تاريخهم وهوياتهم والتوحد مع رغبة الشعب في التغيير واكتشاف ماهية الثورات بطريقة موضوعية تجريبية نابعه من حريتهم الفكريه لأنها تتصادم تماما مع مسوغاتهم ومشاريعهم التي تنحصر في إطار معين تجدها غالبا معاديا رئيسا للحريه ووالديمقراطيه الحقيقيه والتغيير الحقيقي وايظا لندرة وجود العقول الواعيه الباحثه عن الحقيقة.
وبهذا لا يودون من من صميم قلوبهم الا ان يكون ابناء الشعب معاقين فكريا لايعرفون من الاراء الا ماورثوه عن الاباء والاجداد, يخشون ان تنمطهم الظروف وتشكل وعيهم? ويريدون ان يبقى الانسان خاسرا?ٍ بذلك ذاته مصنع الاشياء الجديدة?ولايخرج من ذواتهم ? والابتعاد عن العيش في أحضان الذات المعنى الحقيقي للحياة.
يصنعون أوهام لقواعدهم وتشكل قوى وهميه تفسر لهم تاريخهم وتفصل لهم هوياتهم , وهي قوى أرضية صدرت من مخاوف الانسان لما يتم حشو عقول اتباعهم من مخاطر عدم إتباعهم ولايجد في نفسه الا رغبة في الخلاص باتباعهم.
فيستمر تابيعيهم في معركة مع ذواتهم تنتهي كل صباح بتهميش ذواتهم والسعي وراء الأوهام .. ويستمرون في ذلك الصراع دون الخروج منه منتصرين أبدا?ٍ, حتى يتم مسخهم الى قطيع من الرعاع