قيادي في حزب الاخوان يكشف حقيقة الرئيس المصري محمد مرسي
ثروت الخرباوي أحد الأسماء التي انفصلت عن جماعة الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة? بعد أن قضى شطرا?ٍ كبيرا?ٍ من عمره داخلها? وهو معروف بحدته وصراحته التي قد يعتبرها البعض “تهورا?ٍ” وهو ما سيتبدى في الحوار الأكثر من ساخن:
ما تقييمك للرئيس مرسي بعد 70 يوما?ٍ من رياسته?
محمد مرسي لم يفعل شيئا?ٍ ولم يقدم شيئا?ٍ على الإطلاق? ولن يقدم أي شيء? مرسي هو “الطبعة الإسلامية” من حسني مبارك? وهو إسلامي الشكل لكنه في مضمونه حسني مبارك? وكل ما يجري على الأرض الواقع هو أن جهة ما تقوم تسعى لصناعة رئيس له شعبية اسمه محمد مرسي? من خلال بعض مواقف يتخذها? ينطبق عليها المثل: أسمع ضجيجا?ٍ ولا أرى طحنا?ٍ..
وما هي هذه الجهة? داخلية أم خارجية?
الجهة التي تريد منه أن يكون زعيما?ٍ.. وهي جهة خارجية طبعا?ٍ.. محمد مرسي جاء لينفذ أجندة أمريكية? ولن يستطيع أن يحيد عن الأجندة الأمريكية على الإطلاق? حتى لو خرج وشتم أمريكا ـ وهذا ما لم يحدث ـ فسيكون ذلك باتفاق!!
أخونا محمد مرسي عين منذ يومين سفيرا?ٍ جديدا?ٍ في إسرائيل? وأرسله فورا!! تخيل أن ذلك هو محمد مرسي الذي كان يقف على أبواب مجلس الشعب مطالبا?ٍ بطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقطع العلاقات مع إسرائيل وأمريكا!! هل كنت تتخيل أنه يوقع قرار تعيين السفير المصري في تل أبيب بسرعة البرق? وأن مؤيديه يصفون ذلك القرار بأنه “ذكي” ويتفق مع القواعد الدبلوماسية!! وتخيل أيضا?ٍ رد فعل هؤلاء لو كان أحمد شفيق مثلا?ٍ هو من أصدر القرار? طبعا?ٍ كان سينهال عليه الطوب الإخواني من كل حدب وصوب!!
إذن أنت توافق من يقولون إن مرسي جاء للحكم في إطار صفقة مع الأمريكيين? وأن الأمريكيين يدربون شخصيات إخوانية قيادية على الإدارة والسياسة?
نعم كان هناك صفقة بين الإخوان والأمريكيين? وكان العسكر أداة التنفيذ التي أمرتها أمريكا فنفذت.
ونعم هناك شخصيات إخوانية تتلقى دورات تدريبية على السياسة والإدارة في الولايات المتحدة? وهناك معاهد أمريكية تقوم بذلك التدريب? والإخوان يسافرون في أعداد قليلة جدا?ٍ لا تتعدى كل مجموعة أربعة أو خمسة أشخاص? وهذا قد يثير تساؤلات من يرون أن الولايات المتحدة ضد الإخوان والمشروع الإسلامي? فكيف تساعد الإخوان وهي تعاديهم?..
وأظن أن أصحاب تلك التساؤلات لا يفهمون السياسة لأن الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها الخاصة? ولو حصلت عليها من الإخوان المسلمين فأهلا وسهلا?ٍ بهم? وقد عبر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق عن ذلك لما تقابل مع وزير خارجيتنا السابق محمد العرابي في اسطنبول منذ شهور? فيومها قال كيسنجر إن الولايات المتحدة لا مانع لديها من وصول الإخوان للحكم? ما داموا وافقوا على الشروط الأمريكية? وهي :أن يظل ممر قناة السويس مفتوحا?ٍ كما هو? وأن تحافظ مصر على اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني? وأن تظل الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة للجيش المصري? وأن يحتفظ الجيش المصري بعلاقاته مع الجيش الأمريكي!!
كيف تقيم خطاب مرسي في قمة عدم الانحياز في طهران? هل يصب في اتجاه استراتيجية الولايات المتحدة كما قيل?
هذا الخطاب يصب في اتجاه صناعة رئيس له قدر من الجماهيرية والشعبية? ويداعب مشاعر السلفيين في مصر? فالمؤتمر كان سياسيا?ٍ ولا علاقة له بالخلافات المذهبية? وقد جاء الخطاب بعيدا?ٍ عن الموضوع تماما?ٍ.
قبل أن يسافر محمد مرسي لطهران قلت إن سفر مرسي سيباعد بين مصر وإيران لأنه ينفذ الأجندة الأمريكية وسافر لتنفيذ تلك الأجندة? ومن ثم فلن يكون هناك تقارب بين مصر وإيران.
مؤخرا?ٍ تحدث الرئيس في مؤتمر جامعة الدول العربية عن مفاوضات السلام والسلام العادل وهو ما كان يأخذه الإخوان على حسني مبارك رافعين شعار: خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود.. فماذا تغير في رأيك?
جهاد الإخوان قبل الثورة كان جهاد الشعارات? أما جهادهم اليوم فهو جهاد تثبيت الحكم? وإن تخلوا عن جميع قناعاتهم وأفكارهم.. وضح الآن أن الإخوان كانوا يتاجرون بهذه الشعارات من أجل الجلوس على كرسي الحكم.. فلما جلسوا على الكرسي صارت تلك الشعارات لا قيمة لها.
كيف ترى مستقبل علاقة مرسي والإخوان بالكيان الصهيوني? هل يمكن أن يحاربوا إسرائيل?
لن يحارب محمد مرسي الكيان الصهيوني..ولن يجرؤ على ذلك.. ولن يستطيع.. وإذا فعلت إسرائيل بنا الأفاعيل لن يحرك مرسي ساكنا?ٍ وسيقول الإخوان وقتها إن صمت مرسي من “الذكاء”? ولن يتجاوز رد الفعل الخطب النارية دون فعل حقيقي.. وأتوقع أن تكون علاقات مرسي والجماعة بإسرائيل جيدة جدا?ٍ في حقيقتها وجوهرها? وقد تبدو متوترة على السطح في الأوقات التي تعتدي فيها إسرائيل على غزة أو غيرها..
ما رأيك في مشروع النهضة الذي يبشر به الإخوان?
الإخوان كذابون.. ومرسي يكذب حين يتحدث عن مشروع النهضة? لأنه لا يوجد شيء اسمه “مشروع النهضة” على الإطلاق.. وما حدث أن خيرت الشاطر حين قرر الترشح لرياسة الجمهورية تحد