هبنقه اليمن
تغص كتب الطرف العربي بحكايات الحمقى و المغفلين اشتهر من بينهم هبنقه الاحمق وهبنقه هذا رجل عرف بالحمق و الغفلة وقد ضرب به المثل فيهما حتى قيل احمق من هبنقه واسمه يزيد بن ثروان فقد بلغ من حمقه انه كان يعلق في عنقه قلادة من عظام و ودع وخزف فلما سئل عن سرها قال اخشى ان اضيع من نفسي ففعلت ذلك لاعرفها واعثر عليها ان ضاعت.
كان هبنقه هذا يصنع منبرا من الخيزران ويقضي شهرين وهو يشتغل في صنعه ليرتقيه من اجل ان يخطب في الناس وبعد ان ينتهي من صناعة المنبر يحمله الى الساحة العامة في السوق لينصبه ثم يعتليه وينادي ايها الناس … ايها الناس هلموا الي واسمعوني وعندما يجد الناس ان المنادي هو هبنقه يسارعون الى انزاله وضربه وتكسير منبره على راسه فهم ليسوا مستعدين للاستماع الى من عرفوه بالحمق فيضطر المسكين الى قضاء شهرين اخرين في صناعة منبر جديد ليعيد الكرة.
وذات مرة وبعد ان اعتلى منبره الخيزراني ونادى في الناس كان فيهم رجل حكيم وما ان هب الناس على هبنقه لينزلوه ويكسروا منبره كعادتهم حتى تتدخل الرجل الحكيم وطلب منهم ان يدعوه فربما يكون لديه امرا هاما يريد قوله فلا ضير من الاستماع اليه اقتنع الناس بكلام الحكيم وجلسوا امام هبنقه وقالوا تفضل بالكلام اكتشف هبنقه حينها انه ليس لديه شي يقوله وشعر بان تصرف الرجل الحكيم قد ورطه وانه اصبح مجبرا على قول شي فاشار الى الحكيم وقال: الا لعنة الله على هذه الصلعة.
في عصرنا الحالي ظهرة شخصية هبنقه بصورة مطورة عن سابقتها في العصر العباسي وذلك بفضل التطور الذي نعيشه في مختلف نواحي حياتنا الا ان شخصية هبنقه المطورة استطاعت ان تحافظ على صفة الحماقة و الغباء التي عرفت بها دائما.
فمنذ بداية ما يعرف بثورات الربيع العربي التي اجتاحت بعض بلدان عالمنا العربي المنكوب و المغلوب على امره استحضر الكثير من الشباب العربي روح هبنقه وخرجوا علينا يعتلون المنابر تارة في المؤتمرات الصحفية وتارة اخرى في برامج حوارية على شاشات التلفزة ليس لديهم ما يقولون سوىالشتم و القذف ثم يعدوننا بالعدل والمساواة واحترام حقوق الانسان حتى لم نعد نعرف من هو الاحمق والمغفل هم ام نحن الذين نصدقهم. في اليمن استطاعة شخصية هبنقه ان تلعب دورا محوريا في ما يسمى بثورة الشباب السلمية حتى وصلت شهرة الثوار اليمنيين الى العالمية واحتار جهابذة التحليل السياسي في فهم شخصية ثوار ساحات التغيير التي اصبح في كل ساحة منها منبر لهبنقه. حالة هبنقه هذه لم تقف عند فئة الشباب فقط بل تعدتها الى كبار السن واصحاب اللحى الذين كانوا يعتلون منبر هبنقه بين الحين و الاخر حتى ان بعض المسئولين اصبحوا يذكروننا بحماقة هبنقه عندما يدلون بتصريحاتهم فتصريح وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان مؤخرا حول عدم معرفته بحدوث مظاهرات حول السفارة الامريكية يجعل منه هبنقه اخر بصفة وزير.
وهكذا عاد هبنقه الى الحياة بيننا من جديد واصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية فنحن نشاهده في التلفزيون وفي المؤتمرات الصحفية حتى انه وصل الى منابر المساجد في خطب يوم الجمعة وربما نسمع عن قريب باستفتاء شعبي على شاكلة – من هو هبنقه اليمن?