قائد الثورة يحث الخطباء على تبصير الأمة والتصدي للظواهر السلبية
شهارة نت – صنعاء
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على أهمية دور الخطباء في تذكير الأمة بهدى الله، والتصدي للظواهر السلبية في المجتمع، ومواكبة المستجدات في الواقع سواء في داخل الأمة أو من جهة أعدائها، والتي يحتاج المجتمع فيها إلى توعية وتذكير.
وتطرق قائد الثورة في كلمته اليوم خلال لقاء موسع لخطباء ومرشدي محافظات الجمهورية، إلى أهمية دور خطباء المساجد فيما يتعلق بتذكير الأمة بهدى الله سبحانه والسعي لهداية الناس، والدعوة إلى الله جل شأنه، وهذه مسؤولية عظيمة ومقدسة وتمثل حاجة ضرورية للمجتمع.
وأشار إلى ضرورة الحرص على هداية الناس والرحمة بهم من عواقب الظلال والانحراف عن دين الله، وعواقب المخالفة لتعليمات الله وما يترتب عليها من مخاطر كبيرة على الناس.
ولفت إلى أهمية أن يحرص الإنسان على هداية الناس وأن يكون اعتماده الأساسي في التذكير والتبليغ والدعوة إلى الله هو القرآن الكريم، وهذه مسألة مهمة جدا.. مبينا أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله كانت مهمته الأساسية تتمحور حول ذلك التبليغ والتذكير بالقرآن والإنذار به، ولهذا يتكرر قول الله تعالى في الآيات القرآنية “وذكر به”، “لتنذر به”.
وقال :”إن القرآن الكريم هو كتاب عظيم وكلمات الله وهديه لعباده، وهو عظيم التأثير والبركة، وعندما تقدم للناس القرآن الكريم فأنت تقدم لهم أبلغ موعظة وأحسن الحديث وأرقى تذكير، ولهذا يقول الله تعالى عن مستوى التأثير القرآني (لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)، أي أنه لو أنزل على جبل بصخوره الصماء لأثر فيه إلى درجة أن يخشع ويتصدع من خشية الله”.
وأشار قائد الثورة، إلى أن القرآن موعظة بليغة وزاجرة للإنسان ولكلمات الله ما ليس لغيرها من الأثر الكبير في نفسية الإنسان ومشاعره ووجدانه كما أنها شفاء لما في الصدور، لأن للقرآن الأثر الكبير في تزكية النفس البشرية ومعالجة العديد من الإشكالات والشكوك والرواسب السلبية في قلب الإنسان.
وأوضح أن القرآن الكريم هو الموعظة الشافية الهادية المؤثرة النافعة، وله أثره العظيم، والله سبحانه وتعالى قد يسره للذكر، ولا يحتاج أي خطيب أن يتحول إلى مفسر، وأن يتكلف التفسير والتعمق فيما لا يعلمه، أو أن يتجاوز حدود معرفته بالمجازفة فيقع في محذور أن يقول على الله ما لا يعلم وهذه مسألة خطيرة.. مؤكدا على ضرورة أن يحرص الإنسان على إتقان قراءة الآيات القرآنية.
وأضاف :” وإلى جانب القرآن الكريم يأتي الحديث النبوي في إطار النصوص القرآنية وفي سياقها، ومن المصادر المؤتمنة الموثوقة، فإذا كان نص الحديث في إطار النص القرآني، وفي نفس السياق والمضمون فهذا مما يساعد الإنسان على اختيار نص موثوق، بالإضافة إلى أي نصوص أخرى من الحكم، أو أقوال أمير المؤمنين عليه السلام، كونها من المصادر التي يمكن أن يقتبس منها الخطيب”.
وأفاد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بأن بعض الخطباء يعتمد أسلوبا غير دقيق على مستوى المواضيع، فيعتمد أسلوب الشتات في طريقة ما يقدمه، فلا يوجد لديه برنامج محدد يركز عليه في طريقته في الخطابة وفيما يقدمه للحاضرين في المسجد، فأسلوبه مشتت، لا يركز على قضايا أساسية يسعى لتصحيحها ولا يراعي البناء المعرفي والتوعوي لمن يستمعون.
وأشار إلى أن حالة الشتات تغيب عنها الكثير من الأشياء المهمة، والمفترض أن يكون لدى الخطيب اهتمامات محددة وواضحة ويلحظ فيها الأشياء الأساسية في مقدمتها عنوان الإيمان وترسيخ الانتماء الإيماني، وهذه مسألة جامعة وعنوان أساس تتفرع عنه بقية التفاصيل.
وأكد على أهمية التركيز على الجانب الإيماني في عناوينه الكبرى “الإيمان بالله وملائكته وكتبه رسله واليوم الآخر”، وترسيخ الخوف من عذاب الله والإيمان والثقة بوعده ووعيده، وجميعها مسائل أساسية يجب أن تترسخ لدى المجتمع ليصبح متقبلا إلى حد كبير لبقية التفاصيل العملية وملتزما بها.. مشددا على ضرورة التركيز على القيم الإيمانية وطاعة الله سبحانه وتعالى، والتحذير من المعاصي وعواقبها السيئة في الدنيا والآخرة.
ولفت إلى أهمية التذكير بالمسؤوليات الأساسية الإيمانية حسب ما ورد في القرآن الكريم مثل الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى، ووحدة الكلمة والاعتصام بحبل الله، والتحذير من الفرقة والاختلاف، وتبصير المجتمع وتوعيته تجاه الأعداء ومؤامراتهم ومكائدهم تجاه الأمة.
كما أكد قائد الثورة، على أهمية التذكير بالالتزام الأخلاقي ومكارم الأخلاق والقيم الإسلامية والقرآنية كونها من الأمور المهمة التي جاءت في الحديث النبوي “إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق”.. لافتا إلى أن الأمة مستهدفة في أخلاقها.
وأشار إلى أن المجتمع يحتاج إلى تربية مستمرة على الأخلاق ومكارم الأخلاق وهي مسألة ركز عليها القرآن الكريم وتعتبر من أهم أدوار ومسؤوليات الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في قوله سبحانه وتعالى” ويزكيزهم”.. لافتا إلى أن تزكية النفوس والتربية على مكارم الأخلاق من أهم الأمور في الإسلام والقرآن الكريم.
وشدد على أهمية التربية على مكارم الأخلاق وحماية المجتمع من الحرب المفسدة التي تستهدفه في أخلاقه، لأن من أكبر من ما يركز عليه الأعداء في هذه المرحلة استهداف الأمة في أخلاقها وقيمها وعفتها ومحاولة نشر الرذيلة والفساد والمنكرات والفواحش، وعليه فإن المجتمع بحاجة إلى تحصين قوي تجاه ذلك.. مؤكدا على أهمية التوعية والتركيز على قضايا المجتمع وهمومه ومشاكله والتصدي للظواهر السلبية، والمواكبة للمستجدات المهمة، سواء في داخل الأمة أو من جهة أعدائها، والتي يحتاج المجتمع فيها إلى توعية وتذكير.
وتابع :” من الأشياء المهمة التذكير بالجانب الروحي والعبادي، وشد الناس إلى الاهتمام باركان الإسلام، وربط هذه الأركان والعبادات بغاياتها في التزكية والتطهير للنفوس والحفاظ على الإنسان من الانزلاق في المعاصي والرذائل والمفاسد”.
وأكد قائد الثورة، على أهمية أن تكون هذه العناوين حاضرة بشكل منظم في برنامج الخطباء، وأن تكون وزارة الإرشاد وهيئة الأوقاف مساعدة في ذلك، من خلال جدولة اهتمامات الخطباء ومسار تقديمهم للخطب.
وذكر أن من أهم ما يفيد الخطيب في أدائه وتأثيره وانتفاع الناس بخطبه، أن يكون نموذجا وقدوة حسنة ويقدم صورة لائقة عن الدين بالتزامه الإيماني وتدينه، إلى جانب أن يكون مهتما بالتحضير والإعداد المسبق ليأتي بما يفيد وينفع.. لافتا إلى أهمية أن يحرص الخطيب على حسن الأداء في أسلوبه وأن يكون المضمون حسنا مفيدا نافعا مرتبا منظما حتى يخرج المستمع بما يفيده وينتفع به.
وقال ” فيما يتعلق بخطب الجمعة يجب أن يحرص الخطباء على أن تكون بقدر متناسب غير مطولة، ولا مرهقة للمستمعين، وأن تكون موجزة قدر الإمكان لأن التطويل يرهق البعض أو يصيبهم بالملل، فالاختصار بالقدر الممكن أمر مهم جدا، إلى جانب مراعاة مستوى السامعين، وأن فيهم العامي الذي ينبغي أن تقدم له العبارات المفهومة، وأن يتم التركيز على المسائل المهمة التي يحتاج إليها الناس، وما يلامس واقعهم أكثر”.
وأضاف :” من المهم خلال شهر رمضان المبارك التركيز بشكل مكثف على تذكير الناس وربطهم بالله سبحانه وتعالى، وأن يعوا الأهمية التربوية لشهر رمضان في صيامه وقيامه وبركاته، وفرصة العمل الصالح فيه، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وما يتصل بذلك، إلى جانب الحث على الزكاة والاهتمام بها”.
وأشار قائد الثورة، إلى أن هناك غفلة كبيرة في موضوع الزكاة وتأثير من المرحلة الماضية.. موضحا أن الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام واقترنت في القرآن الكريم بالصلاة من حيث الأمر بها والتأكيد والحث عليها، وكذلك في الاحاديث النبوية الشريفة، مؤكدا على أهمية تذكير الناس بالزكاة لأنها مسألة مهمة جدا، والإخلال بها خطير على الناس في دينهم ودنياهم.
وأفاد بأن الأوقاف تأثرت بشكل كبير في المرحلة الماضية، وضاعت الكثير من الأوقاف ما يتطلب تذكير الناس بمثل هذه الأمور، وكذا التذكير بمظالم الإرث ومهور النساء وغيرها من الأمور التي ينبغي توخي الحذر تجاهها.
كما شدد على ضرورة الاهتمام بالواقع المعاش في هذه المرحلة وفي مقدمة ذلك أن الصراع مع أعداء الإسلام على أشده ويتحركون بكل الإمكانات والوسائل ويشنون حربا شاملة على الأمة من خلال الاستهداف العسكري والأمني والسياسي والثقافي والفكري والاقتصادي.
وأضاف :” يجب أن يتحرك الخطيب كمجاهد في سبيل الله، وأن يكون في عداد من يقتدون بأنبياء الله ورسله، وأن يكون متصديا للأعداء في حربهم الثقافية وسعيهم لإفساد الأمة”.. لافتا إلى أن هناك حملة تستهدف الأمة حتى من داخلها، وهناك من يشغل علماء السوء في بعض الدول والبلدان الموالية علنا لأمريكا وإسرائيل لتقديم صورة محرفة عن الإسلام، تماشيا مع توجهات أعداء الإسلام وما يركزون عليه من تمييع وإفساد للأمة وتجريدها من روح المسؤولية والروحية الإيمانية.
وأكد قائد الثورة في ختام كلمته على ضرورة الاهتمام بحث الناس على التعاون على البر والتقوى وإغاثة الملهوفين والضعفاء والفقراء والمساكين.