ما قاله قائد الحرس الخاص السابق “طارق صالح” عن إقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء
علق العميد طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص السابق على حادثة اقتحام السفارة الاميركية بصنعاء من قبل متظاهرين غاضبين على اساءة فيلم اميركي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن طارق قوله: “كمراقب للأحداث? ومتخصص في إدارة تأمين المنشآت من خلال عملي السابق في تأسيس وقيادة الحرس الخاص? أعتقد أن ما حدث من اقتحام وأعمال شغب داخل السفارة الأمريكية واضح الأسباب لمن يريد أن يعالج الأمر أو حتى يفهمه بشكل موضوعي وفني”.
واضاف ان اول الاسباب لاقتحام السفارة هي ان كل حراسات السفارة الحالية? هي حراسات دربت لمواجهة أعمال إرهابية? وليس أعمال شغب? ولا أعتقد أنه كان يمكن بأي حال من الأحوال مواجهة عشرات المتظاهرين بآليات مكافحة الإرهاب? التي يمكنها مواجهة هجوم إرهابي? لكن لا يمكنها مواجهة متظاهرين? فهذه من مهام قوات مكافحة الشغب? التي يمكنها السيطرة على آلاف الناس بطرق معدةلهذا الغرض? مثل خراطيم المياه والهراوات? والغازات المسيلة للدموع.
وأضاف: “أن هذه الترتيبات? لا يقوم بها جهاز أمني واحد? بل كما كنا نشهد في السابق? وفيكل مرة كان يتم فيها الدعوة لمسيرة للسفارات المهمة? وبخاصة الأمريكية?وفي ظروف أقل مما هي عليه الآن? كان وزير الداخلية سواء بتوجيه من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية أو باعتبارها أحد اختصاصاته ومسؤوليته? يدعو لاجتماع قيادات الأجهزة المعنية الأمنية? لترتيب التعامل مع الوضع الطارئ?بحيث يتم ترتيب الحماية من خلال نسقين: النسق الثاني? وهو الذي تبقى فيه الحماية الاعتيادية من العمليات الإرهابية في مكانها المحيط بالسفارة? والنسق الأول وهو من قوات مكافحة الشغب والتي تتواجد في منطقة بعيدة عن محيط السفارة بحيث تتولى إدارة التدافع المتوقع من المتظاهرين? فمكافحة الشغب تتطلب جهدا?ٍ ووقتا ومساحة مكانية أيضا.”
واكد ان هذه المرة? لم يتم اتخاذ أية إجراءات من هذا القبيل? على الرغم مما حدث في ليبيا ومصر? وتداعي الأطراف المختلفة في اليمن للدعوة لمسيرات مشابهة? حيث تنافست الأطراف ذات الخطاب السياسي الإسلامي? سواء الإخوان المسلمين من خلال ما تسمى باللجنة التنظيمية للساحة? أو من خلال الشيخ عبدالمجيد الزنداني وكثير من الخطباء والمرشدين? والحوثيين? تسابقوا في توجيه الدعوات للتظاهر.
واشار الى انه على الرغم من كل ذلك? فإنه لم يتم الاستعداد حتى لمواجهة مظاهرات عادية تتجه لواحدةمن أهم السفارات وفي ظروف شديدة التهييج? وتركت الأمور كما هي? حتى وصل الناس إلى داخل السفارة.
ونوه طارق الى ان ثاني سبب لاقتحام السفارة الاميركية بصنعاء هو أن الطاقم الأمني? في البلاد? كله معين حديثا? وجاء عبر عمليات إقصاء غير مبررة? وغير قانونية لكبار موظفي الأجهزة الأمنية? في سياق الصراع السياسي بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك? وهو صراع لا يقيم للوائح والقوانين أي وزن? ولا يفكر من يتخذون القرار فيه بغير محاولة مراضاة أطراف الصراع السياسي? ولو على حساب مؤسسات الدولة وقوانينها.
فوزير الداخلية جديد? ووكلاؤه أيضا?ٍ? وقائد جهاز الأمن القومي الجديد لم يبد أعمله? وقائد الأمن المركزي أيضا جديد? وقائد شرطة النجدة وحتى مدير أمن العاصمة الذي لم تكن عليه أية ملاحظات إدارية أو أمنية? وهو أحد كفاءات وزارة الداخلية الفنيين ولا علاقة له بالسياسة ولا العمل الحزبي? تم إبعاده.
واضاف: “أما السبب الثالث? فيقع على السفارة الأمريكية? التي تعلم كيف تتم حمايتها في كل مرة من أعمال الشغب? كما أن اتصال مسئولها الأول الوثيق بالتطورات في البلاد? يجعله يبادر للتنسيق مع الجهات المعنية? أو حتى يبلغهم بخطورة الوضع? ولو من قبيل الاحتراز من تكرار ما حدث للسفارة الامريكية في ليبيا أومصر”.
واشار الى انه بدلا من الاعتراف بهذا القصور الواضح? حاول المقصرون إلقاء اللوم على طرف سياسي? لمجرد أنهم خصوم له.
وقال: ومن هذه التهم?ما يتم تكراره عن مسئولية أركان الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح? والذي يقضي إجازته الرسمية بإذن من القائد الجديد للأمن المركزي? ومن رئيس الجمهورية. ويمكن القول إنه لو كان “يحيى” متواجدا في اليمن? لكانربما تولى تذكير وزارة الداخلية وقادة الجهات المعنية بالطرق الاعتيادية لمواجهة أي أعمال شغب محتملة? مع أنه هو المسئول الثاني في وحدته الأمنية “الأمن المركزي”? والأمن المركزي مجرد واحدة من أدوات الحماية التي تنفذ سياسات وتوجيهات اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها رئيس الجمهورية ويساعده فيها وزير الداخلية ووزير الدفاع”.
*نقلا عن صحيفة اليمن اليوم