صحيفة كندية: تقاعس أممي أمام تهالك ناقلة صافر النفطية
شهارة نت – وكالات
قالت صحيفة ”تورنتو ستار“الكندية إن قبالة سواحل اليمن، ترسو ناقلة عملاقة متهالكة.. وأنها أزمة أضافية تشمل الدولة التي مزقتها الحرب، والتي عانت من صراع أودى بحياة مايقرب من 400 ألف شخص حتى اللحظة..
ولا يمكن أن تنتظر أزمة صافر الجدول الزمني الذي لا يمكن السيطرة عليه لحل سياسي شامل.. ويجب التعامل معها بشكل منفصل.
وأكدت أن ما هو أقل شهرة هو أزمة داخل الأزمة، والناقلة العملاقة صافر، الراسية حالياً قبالة سواحل اليمن، هذه قضية تصب الوقود على النار ليس فقط في ذلك البلد، بل هي أيضا مصدر قلق بالغ للمنطقة وربما العالم، لأنها كارثة بيئية تنتظر أبعادا لا يمكن تصورها.
وذكرت أن النبأ السار هو أنه يمكن حلها تماماً إذا تصرفت الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها بسرعة وحكمة..فناقلة صافر عبارة عن منشأة تخزين وتفريغ عائمة متهالكة حيث تحتوي على 1.14 مليون برميل من النفط والتي تهدد بإحداث أضرار إنسانية وبيئية واقتصادية غير مسبوقة.
وأفادت أن في أفضل سيناريو مطلق، حيث لا يتمزق خط الأنابيب ويتبخر أكبر قدر ممكن من النفط، سيظل تسرب حمولة صافر موازياً لكارثة إكسون فالديز عام 1989 عندما انسكب أكثر من 250.000 برميل من النفط في شاطئ المحيط بمضيق الأمير ويليام، ألاسكا، وما زالت آثارها ملموسة حتى يومنا هذا.
وأوردت أنها كارثة لا ينبغي أن يريدها أي من طرفي الصراع في اليمن، ولا أي شخص في العالم.. بالإضافة إلى التكلفة المقدرة بـ 20-25 مليار دولار لتنظيف مثل هذا التسرب الضخم، فإن الأضرار طويلة المدى ستكون بعيدة المدى.
وتابعت الصحيفة أن ذلك لن يؤدي إلى القضاء على 10 أنواع فريدة من الأسماك فقط، بل سيؤدي أيضاً إلى القضاء على نظام الشعاب المرجانية الوحيد المعروف في العالم والمقاوم لدرجات الحرارة، وقطاعي صيد الأسماك والسياحة الساحلية في حوض البحر الأحمر..
كما أن هناك خطر كبير من أن تلوث محطات تحلية المياه الساحلية التي يعتمد عليها الملايين من الناس لمياه الشرب.
الصحيفة رأت أنه إذا تسرب النفط الموجود على متن السفينة فأن عملية التنظيف بعد الانسكاب، من المحتمل أن تتعطل شحنات المساعدات إلى ميناء الحديدة في وقت سيكون فيه حتى التأخير الطفيف له عواقب وخيمة على ملايين اليمنيين الذين يعيشون في مجاعة ويعتمدون على تلك المساعدات.
وأضافت أن الشحن البحري عبر البحر الأحمر يمثل 10 في المائة من التجارة العالمية، مما يعني أن اضطراب الشحن العالمي سيكون كبيراً أيضاً.. لذا المفاوضات حول حل لهذه الكارثة التي تلوح في الأفق، مثلها مثل الحرب نفسها، كانت معقدة على أقل تقدير.
وأضافت أن مجموعة الأزمات الدولية، الم تتابع النزاع منذ بدايته فقط، بل لعبت أيضاً دوراً مهماً في الدعوة إلى الحلول وشنت حملات ضد قرارات تكتيكية معينة كان من شأنها أن تجعل الأزمة الإنسانية أكثر تدميرا..
وذكرت مجموعة الأزمات في تقريرها الأخير أن “الأمم المتحدة رتبت في أبريل هدنة انتهت في أكتوبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلات الفنية شاقة، خاصة في تفريغ النفط.. جميع الأنظمة الموجودة على متن الناقلة معطلة، لذا يجب توفير كل شيء – الطاقة ومعدات الضخ وإجراءات السلامة “بما في ذلك مكافحة الحرائق” من الخارج..
فبمجرد نقل النفط، يجب نقله مباشرة إلى مصفاة قادرة على تكريره.
وأكدت أن مصادر عديدة، بما في ذلك الأمم المتحدة، تقدر أن الأمر سيتطلب تمويلاً يتراوح بين 75 و80 مليون دولار لتفريغ الحمولة وشحنها إلى مصفاة.. وتمويل إضافي “تتراوح التقديرات من 35 إلى 50 مليون دولار، اعتماداً على نوع السفينة أو المنشأة المستخدمة” إذا كان سيتم نقل النفط وتركه عائماً في نفس الموقع.
الصحيفة كشفت أنه مهما كان الرقم النهائي، فهو مبلغ زهيد مقارنة بالتكاليف الهائلة للتسرب في المستقبل.. من الناحية المنطقية، فإن السعودية وموردها الأمريكي للأسلحة، اللذين أنفقا المليارات على قصف اليمن، لم يخصص كل منهما سوى 10 ملايين دولار أمريكي في جهود الإنقاذ هذه.
وقالت إنه يجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء وحتى المجموعات الخاصة توفير التمويل المطلوب على الفور لنقل النفط من صافر.. والأهم من ذلك، يجب على الأمم المتحدة الاستماع إلى الخبراء والتأكد من معالجة القضايا الهندسية المتعلقة بتفريغ الحمولة بشكل صحيح.. هذه الكارثة التي تلوح في الأفق يمكن تفاديها بالكامل، وسيكون الحل بمثابة “خبر سار” مرحب به في هذه الأوقات العصيبة.