غضب يمني من إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد
شهارة نت – صنعاء
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى تنديداً بإحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل متطرفين في السويد، تحت شعار “مسيرة غضب شعب الإيمان ضد من حرقوا القرآن”.
وامتدت المسيرة الجماهيرية الغاضبة التي توسطها مجسم للمصحف الشريف، من أمام باب اليمن حتى شارع الزبيري توسط المصحف الشريف.
ورفعت الحشود الجماهيرية الشعارات المؤكدة على السخط والرفض الشعبي للإساءات الغربية المتكررة والمتعمدة للرموز والمقدسات الإسلامية، وآخرها إحراق أدوات اللوبي الصهيوني نسخة من المصحف في السويد.
واستنكرت الجماهير بشدة استمرار مثل هذه الممارسات العدائية المستفزة لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم في العالم.. مؤكدة على ضرورة التحرك الجاد لردع ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم وكل من يتمادى في المساس بالمقدسات والحيلولة دون تكرارها.
وردد المشاركون، هتافات منددة بإجرام واستخفاف الغرب بمشاعر المسلمين، والمطالبة بالاستنفار من قبل شعب الايمان لمواجهة أعداء القرآن والمخططات الصهيونية التي تستهدف الأمة ومقدساتها.
وأكدوا أن هذه الممارسات والافعال لن تزيد أبناء الشعب اليمني إلا تمسكا بدينه وهويته الايمانية والمضي على نهج الرسول الكريم والجهاد والتضحية في الدفاع عن دين الله والمصحف الشريف وكل المقدسات الإسلامية.
واعتبروا الأعمال المسيئة والمعادية للمقدسات، دليلا على مدى الحقد والإجرام والكراهية التي يكنها الأعداء للإسلام والمسلمين، وما صل إليه الغرب من إفلاس وانحطاط أخلاقي.
وخلال المسيرة أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إن هذا الحضور الجماهيري الكبير يعبر عن تجديد الولاء لله ورسوله والتمسك بكتابه العزيز وبكل القيم والأخلاق التي جاء بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله سلم وصدرها الله تعالى في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وهنأ شعب الإيمان والحكمة والجهاد والمثابرة والصمود في مواجهة الأعداء بهذا الموقف العظيم.. وقال “إننا في هذا الجمع المشرف العظيم نعلن عن الإدانة والاستنكار الشديدين لكافة الأعمال الإجرامية والخبيثة والبشعة واللا مسؤولة الصادرة عن أعداء الله ورسوله وكتابه، وأعداء القيم والأخلاق والمبادئ”.
وأضاف مفتي الديار اليمنية :” إن من قاموا بهذا الفعل المشين سعوا للنقمة من كتاب الله، لأنه يأمر بالصدق والوفاء والتوحيد والعبادة المخلصة لله، وإقامة العدل والمساواة ونشر الحرية الصادقة التي لها ضوابط إلهية لا تتجاوز أو تتعدى حدود الآخرين”.
وأكد أن هؤلاء لديهم إشكال مع كل القيم والأخلاق والمبادئ والعفة والنزاهة والأدب والحياء، ولذلك أعلنوا بصراحة رفضهم لكل تلك القيم فقاموا بإحراق نسخة من المصحف الشريف، الذي يمثل دستورا عظيما، في إعلان صريح عن حربهم مع الله تعالى والدين الإسلامي.
ولفت العلامة شمس الدين إلى أن هذا الاجرام يؤكد ما جاء في كتاب الله العزيز في قوله تعالى “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”.
وأشار إلى أن هؤلاء يقابلون هذا الكتاب العزيز ويقابلون المسلمين الذين يدعون إلى السلم والوحدة وعبادة الله الواحد الأحد، بإعلان عدوانهم وتعديهم على كتاب الله.. وقال ” إن الله تعالى قادر على إزالة هؤلاء العصاة من على وجه الأرض لكنه ابتلانا وابتلى سائر المسلمين، وما الموقف الذي سيتخذونه إزاء هذه التصرفات الهمجية”.
وأضاف مفتي الديار “إننا وإزاء هذه المحنة وهذا الصلف نؤكد أننا لن نتنازل عن كتاب الله، ولن نتخلى عن مسؤوليتنا تجاه نصرة دين الله، وكتابه، وأرواحنا ودماؤنا ومنهجنا وكل ما نملك فداء لكتاب الله ورسوله ودينه”.
وأكد أن هذه الأفعال القبيحة والهمجية لن تزيد الشعب اليمني إلا تصميما على التمسك بكتاب الله ورسوله وكل المقيم والأخلاق والمبادئ التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وسيواصل الجهاد تحت راية كتاب الله مستمدا منه عزيمته وقوته.
كما أكد مفتي الديار اليمنية، أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام أمام هذه الجهود والسواعد المؤمنة المناضلة المجاهدة المثابرة الصابرة التي بإذن الله سبحانه وتعالى ستقتلع هذا الكفر وهذا السفر وهذه الجهالة والحماقة.
ودعا دولة السويد، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع مثل هكذا ممارسات خبيثة ولئيمة مالم فإنها معنية بالدرجة الأولى وتتحمل مسؤولية ما قد يصيبها من كل حر وغيور على الدين الإسلامي.
كما دعا العلامة شرف الدين الأنظمة الحاكمة وكافة العلماء والأحرار إلى القيام بمسؤولياتهم في توجيه الأمة التوجيه السليم والصحيح، وأن يبثوا في أبناء الأمة الحماسة والرفض لانتهاك حرمات الله، وذلك من خلال المنابر والمحاضرات والندوات والورش والبرامج التلفزيونية وغيرها، وأن يظهروا للناس عظمة هذا الدين وعظمة هذا القرآن الكريم”.
وطالب الرؤساء وولاة الأمر باتخاذ الإجراءات الحاسمة والصارمة تجاه هذا العدوان السافر على كتاب الله، بقطع علاقاتهم الدبلوماسية مع دولة السويد وكل دولة تنتهك حرمات الله، وتعلن عدوانها على المقدسات الإسلامية لأنه لا يجوز لولاء أمر المسلمين أن يتفرجوا على الاعتداء القرآن الكريم.. داعيا الشعوب الإسلامية جمعاء إلى التحرك والثورة والغضب من أجل كتاب الله.
وجدد مفتي الديار الدعوة لشعوب الأمة للثورة ضد داعمي الشذوذ، الذين فتحوا معابد للكفر في بلاد الإسلام والمسلمين.
وأكد البيان الصادر عن المسيرة والذي تلاه وكيل وزارة الارشاد المساعد محمد الحميري، أن قوى الطاغوت والاستكبار في العالم والمتمثل بأمريكا واللوبي الصهيوني المتحكم في الغرب، تسعى لنشر الثقافات والمفاهيم البطالة والخاطئة المسيئة لله جل شأنه، والمؤثرة سلبا على العلاقة الايمانية به.
وأشار البيان إلى أن قوى الكفر تسعى لنشر الالحاد والشرك بالله والترويج له وللعقائد المسيئة لله تعالى، وتغييب الحق عن الحياة، وإبعاد الناس عن أنبياء الله ورسله، والعلاقة الإيمانية بهم، كقادة وقدوة، وعن كتب الله وتعليماته كمنهج للحياة ومستندا ومرجعا للمعرفة والهدى والعلم.
وأدان بأشد العبارات ما حصل في السويد من جريمة إحراق نسخ من كتاب الله تعالى، واعتبرها خطوة عدائية في مسلسل الحرب على الإسلام والمسلمين.. مؤكداً أن هذه الجريمة يقف خلفها اللوبي الصهيوني المتحكم بالغرب.
ودعا بيان المسيرة الغرب إلى التحرر من الصهيونية اليهودية التي سيطرت عليهم وأذلتهم وأفسدتهم وأحكمت السيطرة عليهم بشكل تام واستعبدتهم إلى أبعد حد.
كما دعا قادة الغرب ومجتمعات الدول الغربية للكف عن الإساءة لله تعالى، وأنبيائه، وخاتم وسيد الأنبياء والرسل محمد صلوات الله عليه وعلى آله، والكف عن العداء لكتاب الله وكلماته، والكف عن إحراق المصاحف ومحاربة تعاليم الله.
وأشار بيان المسيرة الجماهيرية، إلى أن ما يشهده الغرب من ممارسات عدائية متكررة ضد المقدسات الإسلامية، يعكس ما وصلت اليه الحكومات الغربية من إفلاس أخلاقي وسياسي.
وأكد أن على حكومة السويد أن تتحمل تبعات هذه الجريمة النكراء، كونها من سمحت بتنظيم هذه المظاهرة، وأن تقدم اعتذارا رسميا للمسلمين، وتحاسب المجرمين، وتضمن عدم تكرار الإساءات للقرآن الكريم والرموز والمقدسات الإسلامية.
ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية للعمل على تشكيل رأي عالمي يحول دون تكرار هذه الانتهاكات بحق الإسلام ومقدساته، والتحرك الشعبي العملي للتصدي لكل من يتمادى أو تسول له نفسه المساس بالمقدسات.
كما أكد على ضرورة تحرك الأنظمة العربية والإسلامية للدفاع عن الإسلام ومقدساته، وأن تتخذ إجراءات عقابية حاسمة بحق من ينتهك مقدسات الأمة الإسلامية، إضافة إلى مقاطعة حكومة السويد وطرد سفرائها من الدول العربية الإسلامية.