ماليزيا: تعيين المعارض أنور إبراهيم رئيسا للوزراء
شهارة نت – وكالات
عين المعارض الإصلاحي أنور إبراهيم رئيسا للوزراء في ماليزيا، على ما أعلن، اليوم الخميس، القصر الملكي، ما يضع حدا لحالة من عدم اليقين شهدتها البلاد بعدما فشل أي من تحالف المعارضة والكتلة المنافسة له في الحصول على غالبية في الانتخابات التشريعية السبت.
وصدر عن القصر الملكي بيان جاء فيه أن زعيم المعارضة أنور إبراهيم عين “رئيس الوزراء العاشر لماليزيا”.
وأسفرت الانتخابات العامة التي جرت، السبت، عن برلمان معلق غير مسبوق، إذ لم يفز أي من التحالفين الرئيسيين، الذي يقود أحدهما أنور بينما يقود الآخر رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين، بعدد كاف من المقاعد تؤهله لتشكيل حكومة.
ويأتي تعيين أنور تتويجا لرحلة طويلة في عالم السياسة استمرت ثلاثة عقود، تقلب فيها من وريث واضح للزعيم المخضرم مهاتير محمد إلى سجين ثم زعيم للمعارضة لفترة طويلة.
وحرم الرجل البالغ من العمر 75 عاما مرارا من الوصول لرئاسة الوزراء رغم اقترابه من المنصب على مدار السنين، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في التسعينيات وكان رئيس الوزراء المرتقب في عام 2018.
وبين هذا وذاك أمضى ما يقرب من عقد في السجن متهما بالفساد، وهي اتهامات ظل يؤكد أن دوافعها سياسية وتهدف إلى إنهاء مسيرته السياسية.
ولمع نجمه مطلع التسعينيات كواحد من أبرز القادة السياسيين في ماليزيا خاصة وآسيا عامة.
وشغل إبراهيم منصب نائب رئيس وزراء ماليزيا ووزير المالية في عهد رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، وكان متوقعًا له أن يخلف مهاتير في قيادة التحالف الوطني الحاكم لولا الخلاف الذي وقع بين الرجلين في عام 1998.
في عام 1998 أقيل أنور من جميع مناصبه السياسية واقتيد إلى السجن عقب اتهامه بتهم عدة.
وقد شكك الكثير من المؤسسات والحكومات بنزاهة المحاكمة، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة الماليزية آنذاك من المضي في الحكم.
وعلى الرغم من إمضاء أنور لمحكوميته وخروجه من السجن عام 2004، إلا أن طموحاته السياسية لم تتوقف، فبعد أشهر من العلاج في ألمانيا عاد لينضم لصفوف المعارضة الماليزية عبر حزبه الجديد «حزب عدالة الشعب».
وفي الـ8 من مارس/آذار 2008 فاز حزب أنور إبراهيم بـ31 مقعدا من أصل 222 مقعدا في البرلمان الماليزي.
ولم يستطع أنور خوض الانتخابات حينذاك بسبب الحظر الذي فُرض عليه والذي انتهى يوم الـ15 من نيسان/أبريل 2008 في احتفالية حضرها عشرات الآلاف من أنصاره، لكنه صار زعيمًا للمعارضة الماليزية داخل البرلمان.