إلى مرضى النفوس … عافاكم الله
سنة الله في خلقه أن البشر ألوان وأطياف? مشارب مختلفة? منهم من ميزه الله بنعمة العقل وهداه الى صراط?ُ مستقيم ومنهم من غاب عقله ولذا فلا عتاب عليه ولا لوم? هؤلاء البشر ميزهم المولى وكرمهم خلافا?ٍ لما خلق من غيرهم ممن يدب على الأرض. ولذا فلا تتعجب ولا يساورك شعور?َ للحظة عندما تسمع كثيرا?ٍ من مدعي الخير والصلاح ممن يخالون كأنهم سدنة الحق والعدالة والسياج المتين والحصن المنيع ملاذ للمظلومين والفقراء والمكلومين. لا تتعجب البتة عندما يداهنون في الحق ويشترون به الباطل وهم يميطون الأذى عن نعال من يقتاتون منهم. خفافيش الظلام لا يسرهم أن يروا موطن الحكمة مستقرا?ٍ? يعانون من رهاب نفسي “رازم” تشتد وطأته بالليل اسمه الرأي الآخر. يتعاملون مع الوطن وأبناءه كفيئ بعد معركتهم الخاسرة مع الأرقام الصعبة ذات التاريخ الطويل التي مارست عملها السياسي والاجتماعي والوطني بنجاحاته واخفاقاته لأجل اليمن في وضح النهار دون إخفاء أو خوف.
أصحابنا وإخواننا في الله ودائرتهم الضيقة وأنصارهم أصناف شتى نقابلهم في طريقنا? مشارب متباينة وألوان فاقعة يجتمعون على نبذ الخير والتسامح? لا هم بالكثرة التي غلبت الشجاعة ولا شجاعة تميزهم كالرجال علامتهم الفارقة المشتركة الخوف من أن يغلبون بالحجج البينة والادلة الدامغة يثورون لأتفه الاسباب وأحقرها شأنا?ٍ? لا يعترفون بحق الا ما لقنوه وسمعوه يمتهنون الجدال العقيم? والنقاش في عرفهم في أي قضية (طقم على بعضه) يقال في كل نقاش أو حوار? ولتبادل الرأي معهم صفة حاكمة رئيسة الهروب ورفع الصوت رغم ان ((إن أنكر الاصوات لصوت الحمير)). يمجدون من يناصرهم ومن كانوا يلعنونه بالامس حتى لو كان من بني اسرائيل فمازال فعل فقد رفع عنه القلم ومنح صك غفران مؤقت لأنه مطلب مرحلي في صفقات السياسة وآليات الوصول. لكنه لايحظى بشرف القرب والانتماء الا بعد اختبار (DNA)وتزكية وفترة صلاحية لاثبات النسب والولاء. حتى الامس القريب كانوا يمثلون دورين أو ثلاثة بحسب الطلب دور( كركر وابوه وابن عمه). وللأمانة فهم يميزون بعملهم وفق مبدأ التخصص وتقسيم العمل.
في ابجديات السياسة وفقه واقع وتحليل البدهيات فإن المنطق المشبع باللاءات يعتمد كلية?ٍ ما تقرأه الأعين دون العقول موافقا?ٍ هواهم العقدي وهو بعيد ولايمت بصلة لفقهم الشرعي وحق المسلم على المسلم وأدب الحديث. أما حلفاؤهم والمخدعون بهم فهم يعيشون وهم?َ اسمه رفاق النضال والثورة المزعومة ضد الاستبداد وهم أول من يكتوي بنار الاقصاء تحت ذرائع شتى? من أنتم والديموقراطية والاختيار على أساس الكفاءات الحزبية? والعجب العجاب استمرارهم في التحالف من طرف واحد? نعذرهم –الحلفاء غير المؤدلجين_ لعدم استيعابهم الدرس وإحسانهم الظن و ربما يجدون فائدة من مشاهدة مسرحية انتهي الدرس يا غبي.
في ذكرى ثلاثين المؤتمر جاءكم رهان الوطن وهالكم المشهد ولم تستوعبوا الصدمة? ذلك الذي احتضنكم لسنوات طوال? فلم ولن ترعوه حقه? وإلا فما أنتم?ْ أنتم? لسنين طوال حلفاء النفعية والمصلحة الضيقة? اليوم خبت أصواتكم وسكتت قنواتكم? وشلت أقلامكم وسكنت منتدياتكم إلى خراب لم يخبوا? وفجعتم بعدما دبت في أرواحكم الامال الكاذبة. رافقكم اليأس من السلطة المطلقة كثيرا?ٍ واليوم عشعش وسكن ودعى الى قلوبكم الوهن ليستقيم به المقام إلى أجل?ُ غير مسمى. هوذا حالكم والا كذبتم فالبعرة تدل على البعير وشتان بين الأمس واليوم. فلا تواصلوا استهدافكم الوطن وأبناءه فالنجاح عدو الفاشلين ولا تخالون أنكم أنتم? تعرفون ذلك حتما?ٍ. لا تتنكروا لليمن كما تتنكرون لابناءه. نحن اليوم لا نقول بـأننا لم نخطئ وهكذا نقدنا لأنفسنا نابع?َ من قناعة تجويد العمل فالعمل البشري غير ملازم?ُ بالكمال. نمد ايدينا إلى كل من يحمل شعورا?ٍ وطنيا?ٍ صادقا?ٍ وقلبا?ٍ ما زال لليمن فيه مساحة لبناء دولة مدنية تحتوي الجميع وترسي للعمل الوطني منهجا?ٍ.
نصيحة:
نصحيتي الى كل من يقرأ أو منهم خبرا?ٍ أو يسمعه أو ينقله إليه ناقل أن يراجع عقله ويعيد استحضار ما درسه في المرحلة الابتدائية. واعذرهم وادعوا لهم ان كانت نصيحتي محرمة وتندرج ضمن قائمة الممنوعات المحددة مسبقا?ٍ كخدمة الدفع المسبق. التي في صدارتها رسائل و قوالب جاهزة للقدح والذم و”اللت والعجن”. دعوا عنكم النقد بغرض النقد وتقبلوا الحوار وفق أسس الحوار وأنصتوا واستمعوا ولا تستشيظوا غضبا?ٍ عندما تتحدثون فذاك سبيل لجفاف الفم وارتفاع الضغط ونسيان الهرتلة بالمحفوظات. واتركوا عنكم التقية فنحن في عصر جديد كونوا ما تشاؤون لا كما يراد لكم. نحن نستحضر دوما?ٍ تعاليم الدين الاسلامي الحنيف في التعاطي معكم فغيروا من مفاهيمكم ولا ترون كل مسلم خالفكم كأنه حامل ديانة أخرى. أظنكم تعلمون أن الوفاق ضد الشقاق فلاتأخذكم العزة بالاثم فتنصبون انفسكم قضاة?ِ وشهودا?ِ ولاتتدثروا بالورع والتقى فقد أظهرتم سوءة?ٍ بينة. الوطن لايحتمل فإن كان في جعبتكم خيرا?ٍ فالقوا به? وإلا جنبوه نحيبكم فقد سئمنا. نذكركم أن