انعدمت خياراتُ التحالف في حربه واستنفد مخزونه الاستراتيجي من المخطّطات التي تستهدف اليمن فوضعته صنعاء أمام خيارين لا ثالث لهما، صرف المرتبات ودخول السفن دون عوائق وفتح مطار صنعاء، أَو تحمل نتائج إصراره على منع حقوق اليمنيين وتلقي ضربات المسيَّرات وقد ذاقوا شديدَ وبالها وأليمَ نكالها.
صحيح أن تنفيذ مطالبنا سيذلهم، ويكبح جماح كبريائهم، وغطرستهم واستضعافهم للملايين من الشعب اليمني، لكن لا خيار تبقى لهم سوى الانصياع للأمر الواقع والقبول بالهزيمة.
وفي المقابل ومع الرفض حرمانهم من ثرواتهم وتدمير بنيتهم التحتية وجعل العالم أجمع يرى السعوديّة منطقة غير آمنة لا تصلح لاستثمار ولا مستثمرين وإدخَالها أزمات تفوق الأزمة الحالية، وواقع مخزٍ وفاضح.
الوضع تغير ومعادلات الحرب تغيرت لصالح اليمن وقد أدركت السعوديّة هذا، وثمان سنوات كافية لأخذ الدروس والعبر فما لكم وصاية على شعب رأى طريقَ الخلاص وقاتل لأجل حريته العالم أجمع بشتى وسائل الحرب الممكنة والمتوفرة.
في الأخير أنتم خير من يعرف صدق وعد القيادة، وحرصها الشديد على السلام، والتخفيف من معاناة الشعب وإنهاء الأزمة التي تسببتم بها، ومع مؤشرات بداية لا تسركم ولا تسعد أسيادكم، خذو لكم من سنوات الحرب خبرة، ومن حاضرها عبرة، واطرحوا منها أطماع الوصاية، وحلم الهيمنة فأيامها كانت ماضيًا لن يعود ولن يتكرّر، وأجمعوا لها نية صادقة لوقفها والدخول بسلام شامل.