جمعية أبناء الأثاور.. اختفاء في ظروف غامضة!
ت?ْسه?م الجمعيات الخيرية بشكل فاعل في التنمية المحلية للم?ْجتمعات? وت?ْعد??ْ قاطرة للتحديث والتنمية? ذلك من كونها ت?ْشكل سندا?ٍ اجتماعيا?ٍ لتحسين واقع الفقراء? وإشباع احتياجاتهم? وحل? مشكلاتهم? والد?فاع عن مصالحهم? والتعبير عن آرائهم? كما تسعى لتحقيق أهداف وغايات معينة? منها: دعم ج?ْهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة والم?ْستدامة? وخلق أنشطة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافي?ة فع?الة في الم?ْجتمع? وتعليم وتدريب الأفراد? بالإضافة إلى دورها الفاعل في مكافحة مشكلتي الفقر والبطالة..
برامج افتراضية
من خلال تقديم البرامج الاقراضية لأرباب الأ?ْسر الفقيرة? وكذا التنسيق مع البنوك والبرامج الهادفة لعمل المشروعات أو من خلال برامج التدريب والتأهيل التي تعمل على خلق المهارات وإكساب المجتمع الحرف المتنوعة لإيجاد ف?ْرص عمل? ودعم المجالات التعليمية والمهنية.. ولكي ي?ْكتب لأي جمعية النجاح فلابد أن تخضع للدراسات العلمية?للوقوف على أهدافها? ومعرفة مصادر تمويلها? وإلقاء الضوء على أنشطتها? وبيان حجم المستفيدين الحقيقيين منها? ليتمكن المجتمع من الاطلاع على أوضاعها بدلا?ٍ من أن تظل تعمل في الخفاء بصورة تقليدية وغير واضحة.. وتأسيسا?ٍ على ما سبق سوف نتعرض لمشروع خيري شهدته عزلة الأثاور بمديرية حيفان محافظة تعز قبل ما يقارب خمسة عشر عاما?ٍ? ك?ْنا قد أحسنا الظن به في بداية نشأته ولكن ما لبث أن تبخر وذبلت أوراقه وذهب مع أدراج الرياح? ولم ي?ْكلف الأهالي حتى الحديث عنه لمعرفة أسباب وفاته والبحث عن بقايا رفاته? وبقوا عاجزين إلا من تنهدات الرحمة والأسى على غيابه بصوت مبحوح وضعيف خوفا?ٍ من أن يسمعهم أحد.
ظروف صعبة
– ذلك المشروع هو “جمعية أبناء الأثاور الاجتماعية الخيرية” الذي تأسس في عام 1997م كضرورة حتمية نتيجة الظروف الصعبة التي كانت ولا زالت تم?ْر بها المنطقة في ظل زيادة أعداد الف?ْقراء? والمعوزين? والأيتام? والأرامل? والمرضى الذين لا يقد?رون على شراء كبسولة دواء لتخفف آلامهم.. وأمام تلك الظروف القاسية شه?د الأهالي ميلاد جمعية خيرية طوعية? أعلنت لنفسها مجموعة من الأهداف جاءت في م?ْقد?مت?ها: م?ْساعدة الف?ْقراء والم?ْحتاجين للتغلب على مصاعب الحياة عن طريق اخذ المساعدة من الميسورين وتقديمها للمعوزين? وكذلك المساهمة بدراسة ما تحتاجه المنطقة من المشاريع الخيرية والتنموية بالتنسيق مع جهات الاختصاص? وقد تم إعداد نظامها الأساسي الذي بموجبه تشكلت الهيئة الإدارية التي قامت بدورها في جمع عشرات الملايين من التبرعات النقدية والتبرعات العينية الأخرى? بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين أو تزيد قدمها الرئيس الفخري للجمعية محمد عبده سعيد انعم كدعم لأنشطة الجمعية الخيرية التي ستقوم بها. وكذلك مساعدات أخرى بمبالغ كبيرة تم جمعها من المقاولين والتجار من أبناء المنطقة? ناهيك عن الدعم الحكومي الذي تقدمه وزارة الشئون الاجتماعية والعمل لمثل هكذا جمعيات.. كما تمكنت الجمعية خلال وقت قصير من جمع الكثير من المبالغ المالية عن طريق آلية الانتساب واشتراكات الأعضاء الذين بادر بعضهم بتسديد اشتراكاتهم لسنوات قادمة? الأمر الذي شجع القائمين عليها? ففتحوا حسابات بنكية لها لدى بنك التضامن? وبنك التسليف التعاوني والزراعي? كما شجعها إلى الدخول في مجال الاستثمارات الصغيرة من خلال إنشاء معمل للخياطة والتطريز بهدف إيجاد إيرادات إضافية تساعد الجمعية في تحقيق أهدافها الخيرية.. وذلك ما أعلنت عنه الهيئة الإدارية في اجتماع الجمعية العمومية حينها الذي أنعقد في مدرسة أبو بكر الصديق بحضور جمع?ُ غفير من المواطنين? والذي ك?ْرس لمناقشة الحساب الختامي للعامين الأوليين من تشكيلها 1997-1998م? وقد تملك الإعجاب وقتها الكثير من أبناء المنطقة? والأعضاء المنتسبين للجمعية لنجاحها ورصيدها المالي الذي تستطيع من خلاله حل? مشاكل المنطقة والصعوبات التي يعاني منها الناس.
بدون سابق إنذار
– ولكن بدون سابق إنذار اختفت الجمعية? واختفت اللوحة التي ك?ْتب عليها “جمعية أبناء الاثاور الاجتماعية الخيرية” التي ن?ْصبت على مقرها? ولم تعد تمارس نشاطها الموسمي في رمضان والأعياد? فهل من المعقول إن كسوة العيد قد أثقلت كاهل ميزانيتها وجعلتها تتكبد خسائر فادحة? وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم ي?ْش?ه?ر القائمين عليها إفلاس الجمعية على الملأ? فقد ي?ْبادر الأهالي والميسورين إلى إيجاد حل?ُ لذلك.
إن اعتماد الشفافية والوضوح من أسباب بقاء الأعمال ونيل ثقة الآخرين? وفي هذا الصدد أرى أن جمعية الاثاور ابتعدت عن الشفافية في عملها? وظلت تعمل بصورة تقليدية غير واضحة في ظل عدم وضوح هيكليتها? وتوزيع المهام فيها? فالعمل فيها لم يكن للمحتاجين والمرضى والفقراء? حتى المقر الذي حمل اسمها لم يكن إلا لعقد صفقات تجارية للقائمين عليها? فلا أدري أي مريض?ُ عالجوه رغم كثرتهم? وأي فقير?ُ ساعدوه وما أحوجهم? وأي مشروع?ُ تنموي?ُ خدمي نفذوه وما حصل? لقد اقتص