اصلاح وخلفوا بابه …
في الآونة الأخيرة ? قرأنا عبر العشرات من وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المحلية والخارجية ? أن حزبا?ٍ جديدا?ٍ من رحم حزب الإصلاح -الأب سيولد ? ويقوده مجموعة من :أساتذة الجامعة والقادة والناشطين المدنيين والحقوقيين والنوبليين ? ومن أن هذا الحزب الجديد – القديم يقوم على فكرة وشعارات : “ الإسلام هو الحل ? والمدنية ? والليبرالية” ..
وأول ما قرأت عن هذا المولود العجيب في المواقع اليمنية والعربية “ط?ِنت “ في رأسي “ مشاريع التفريخ والإستنساخ في الساحات الثورية اليمنية أي فكر “الديمة التي خلفوا بابها “ (مع العلم ان هذا المثل الشعبي مظلوم في أجواء كالتي نعيشها ? خصوصا?ٍ ومعنا مولود جديد– قديم فـ” الديمة هي الديمة ? ولم يخلفوا بابها ? بل هي بنفس الباب وأدوات البناء ? ونفس الجدران ? و«المردم» ومعقم الباب ) ففي ساحات التغيير ولدت “المنسقية العليا للثورة “ بعدها كنا نصحو وننام ونتثاءب ? ونعطس على مواليد جدد منهم الـ «خ?ْدج» والأصحاء ? ومن ذوي الإعاقات ? وكلهم ? من رحم “المنسقية “ ومن رحم الإصلاح (الأم ? والأب) انهم مواليد على يد قابلة واحدة ? وبنفس المقص وأدوات الولادة ? ونفس «المقامط» ? والبزازة و«الكذابة» ? تلكم المواليد من هيئات وائتلافات واتحادات بأسماء ثورية ? كانت تشب وتسمن سريعا?ٍ مع الجمع المليونية ? والمسيرات التفاوضية التي يكثر وزن الشهداء فيها ? ومن ثم ترجيح الكفة المهيمنة للإستئساد بالسلطة والغنيمة .
@@@
مفرخة و«مدبشة» المنسقيات ? كانت أول ما تسمع الشباب يطالبون بدولة مدنية ? تسارع بإخراج القماش المخزون في «الت?ِختة » العتيقة وتفصله كما يأمر الأب الصارم ? ثم يجري الإعلان عن «البدلة» الجديدة في المنصة ووسائل الإعلام ? وهكذا في كثير من المطالب الشبابية للثوار المتمردين على فكر «الديمة» .. لكن كان هناك بعض المتمردين الأقحاح الذين لا يصدقون “الآباء” فقاموا بتحطيم الديمة ? ورموا بالقماش والبدلة وكل لوازمها ? فسارع الآباء ومواليدهم وبمارثونية جنونية الى نفس المطبخ ونفس المقص والخيوط والأزرار لتجهيز “دسوت” ساخنة وملهبة لوجبات مسبوكة من تهم : التخوين والتكفير “ أمن قومي ? مندس ? طابور خامس ?بلطجي ? جنود عفاش ? بقايا النظام ? فلول ? رافضي ? كافر ? سب الذات الإلهية ? ازدراء الأديان.. الخ.
هذا مثال بسيط ليوميات الساحة ومخاضاتها من الولادات المتكررة والسريعة ? والتي لا يشوبها أي عسر أو عملية قيصرية كما عايشناها ولمسناها خلال أشهر الثورة ? وهم نفس الصنايعية المهرة للحزب/المخلوق الذي يليق بالمرحلة الانتقالية واحداثها العاصفة .. وللأمانة قادة وعلماء “فكر الديمة “ يمتلكون عبقرية استثنائية ?فهم جاهزون لكل شيء ? في كل وقت وأوان يصنعون ? ويشبكون ? ويفضون ? ويدقدقون ? ويعمرون ? انهم كخلايا نحل ? بل وخلايا عنقودية متعددة «العنقدة » ومتجددة ?تصول وتجول في كل الاتجاهات الأصلية والفرعية ? وما بينهما .. على سبيل المثال ( ما زلت حتى اليوم لم استوعب أن يكون حزب الرشاد حزبا?ٍ منفصلا?ٍ عن فكر الأب الكبير / الإصلاح ).
@@@
وبهذه المناسبة السعيدة لمخاليق المكاثرة الذين لم يخضعوا حتى اللحظة لقوانين الصحة الإنجابية وتحديد النسل ? فمولودنا قد ولد على فطرة الإصلاح / فلا يوجد من يهودانه ? ولا يمجسانه ? ولا من ينصرانه أو يطحنانه ? إنه مولود اصلاح مائة في المئة بحسب تقارير الولادة بحمض « D N A» .
@@@
من حق حزب الإصلاح في ظل عدم وجود الدولة والقانون والنظام الم?ْلزم والذي يحد من التفريخات والمسميات بمنطق “ديمة وخلفوا بابه” أن يواصل شغل منسقيات الثورة ? لكن أن يتجرأ ويأتي ليصيغ مفاهيم وشعارات فكرية عميقة ? مازال الفكر الإنساني والفلسفي يخوض فيها ? كـ «الإسلام هو الحل ? والليبرالية والمدنية ? والحداثة » ليتم عصرهم بنفس خلاطة الديمة ويريقنا عصير الـ «فخفخينا » على الريق وقبل وبعد الأكل ? اعتقد انه قد بالغ في معجزاته الخارقة ? وخصوصا?ٍ معجزات «الإعجاز العلمي في الإصلاح » فمن العار استمرار استغلال هذا الشعب الغارق في أميته ? وفقره وجوعه وخوفه أن يلفقوا له مخلوقا?ٍ مشوها?ٍ من الحض?انة للديمة الأم .
فبالله عليكم ? افتونا عن سر الوصفة الجامعة المانعة الشاملة للتوفيق والجمع بين «تناقضات الفكر الأساسية» ? وقد عجز عن جمعها رواد الفكر الفلسفي اليوناني والأوروبي من هيرقليطس ? مرورا?ٍ بسقراط وافلاطون ? وارسطو ? وحتى كلود ليفي شتروس ? و? جيل دولوز.. لكن انها اليمن ? وانه حزب الإصلاح خبازوا المعجزات بامتياز .
والسؤال ? ماذا لو طلعت مجاميع شبابية تريد استعادة زخم « الشيوعية » ومجاميع أخرى تنادي بالعلمانية وعلمنة المجتمع .. ساعتها هل ستفصلون حزبا?ٍ يجمع بين الاسلام هو الحل والماركسية ? أم ستفصلون فتاوى تبطش بهم ويتحولون الى رماد أو الى مسوخ لأنهم تعدوا على الذات الإلهية و«تمركسوا» و« تعلمنوا» ?
@@@
ما قبل الأخير :
سواء كان الحزب الجديد ? حقيقة أم وهما?ٍ ? فلسنا بص