شاهد على مقتل بن لادن يروي قصته
يثير كتاب جديد عن العملية العسكرية التي شنتها الوحدة الأميركية الخاصة التي تم فيها اغتيال الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة»? أسامة بن لادن? العام 2010 في أبوت أباد في باكستان ضجة عالمية واسعة? بعدما أعلن مسؤول عسكري أميركي? ليل اول من امس? أن الكتاب الذي سيصدر في سبتمبر المقبل لم ي?ْقد??ِم إلى وزارة الدفاع الأميركية للحصول على موافقتها على محتواه قبل صدوره? وي?ْخشى أن يكون الكتاب متضمنا?ٍ أسرارا?ٍ خطيرة عن العملية التي ما زالت مثار جدل واسع داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ويحمل الكتاب عنوان «يوم ليس سهلا?ٍ» لمؤلفه مارك أوين? وهو أحد أفراد وحدة «نيفي سيل» الخاصة التابعة لسلاح البحرية الأميركي التي نفذت عملية اغتيال بن لادن? والذي يوضح في الكتاب أنه كان أول جندي من الوحدة دخل إلى الغرفة التي كان بن لادن متحصنا فيها وأنه كان شاهد عيان عندما لفظ بن لادن أنفاسه.
ولفت الانتباه أن الإعلان عن صدور الكتاب جاء في وقت قام به مجموعة من رجال الأمن الأميركيين والضباط السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) بشن حملة واسعة ضد الرئيس باراك أوباما واتهامه بأنه كشف عمدا عن أسرار خطيرة تتعلق بعملية اغتيال بن لادن لاستخدامها في حملته الانتخابية? ناسبا الكثير من الفضل في العملية لشخصه.
ووفقا لدار نشر «دوتون» الأميركية المرتبطة بدار نشر «بنغوين» التي تتولى نشر الكتاب الجديد? فإن مارك أوين ليس الاسم الحقيقي لمؤلف الكتاب الذي أبقى على هويته سرا? لأن هدف الكاتب من نشر الكتاب ليس الكسب الشخصي وتمجيد شخصه ودوره في عملية أبوت أباد العسكرية? بل «وضع الأمورفي نصابها الصحيح بالنسبة لواحدة من أكثر المهمات أهمية في التاريخ العسكري للولايات المتحدة». وأضاف أن الكتاب عن الأشخاص الذين قاموا بالعملية والتضحيات التي قدموها في تلك العملية ومكتوب بهدف تشجيع النشء الجديد على الانضمام إلى وحدات الـ «نيفي سيل» العسكرية في الجيش الأميركي.
يشار إلى أن الجنود الذين يخدمون في الجيش الأميركي يوقعون على تعهدات تمنعهم من كشف الأسرار العسكرية أو أي معلومات عن طبيعة الأدوار التي يقومون بها خلال خدمتهم العسكرية? من دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الدفاع. وقالت كريستين بول? الناطقة باسم دار نشر «داتون» انها بادرت من جانبها وقد??ِمت الكتاب إلى مدعي عام كبير سابق في الجيش الأميركي خبير في القضايا الأمنية قبل طباعته? فأوصى بنشر الكتاب وقال انه لا ي?ْشكل أي خطر أمني.
لكن الناطق باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل جيمس غريغوري اكد أنه «في حال اكتشفت وزارة الدفاع أن الكتاب يحتوي على معلومات سرية حول العملية العسكرية? فإنها ستحيل الموضوع على وزارة العدل الأميركية لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة ضد المؤلف والناشرين».
من جانبها? اوضحت «سي آي اي» أنها بدورها ستدرس الموضوع في شكل خاص? لأنها كانت المشرفة على عملية اغتيال بن لادن. وكانت الوكالة اتخذت في وقت سابق من العام الحالي إجراءات قضائية ضد ضابط سابق فيها ي?ْدعى اسماعيل جونز «حاول جني الأرباح من مسألة إنسانية»? وفقا?ٍ للوكالة? في كتاب ألفه عن عملية اغتيال بن لادن? وتمكنت الوكالة من إصدار قرار من المحكمة يمنع نشر كتاب جونز.
وكانت «سي آي اي» دفعت 47 ألف دولار العام 2010 للتخلص من 9500 نسخة من كتاب حمل عنوان «عملية القلب الأسود: مهنة الجاسوسية والعمليات الخاصة على جبهات القتال في أفغانستان والطريق إلى النصر» لمؤلفه أنتوني شيفر. ووفقا لوكيل الدفاع عن شيفر? قد??ِم المؤلف الكتاب للجهات المتخصة وحصل على موافقتها قبل نشره? لكن وزارة الدفاع نقضت هذا الادعاء وأصر?ت على خطورة محتواه على الأمن الوطني الأميركي.