أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن مواصلة الدفاع عن اليمن ودحر الاحتلال والحفاظ على هوية الشعب اليمني وانتمائه من الأهداف الرئيسية لثورة 21 سبتمبر.
وجدد قائد الثورة في كلمته اليوم بمناسبة العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر، الدعوة لتحالف العدوان إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب .. مؤكدا أن الاستمرار في العدوان هو أكبر تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي ولن يقتصر الضرر على اليمن فحسب.
وأشار إلى الانتصار التاريخي والإنجاز العظيم الذي تحقق للشعب اليمني في الحادي من سبتمبر في إطار ثورته المباركة التي انقذت مستقبله من الضياع والتردي في الهاوية السحيقة.. متوجها بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني بهذه المناسبة.
وقال” هي مناسبة مهمة بأهمية إنجازها الكبير ودورها في حاضر ومستقبل الشعب اليمني وكانت ولا زالت ضرورة بكل ما تعنيه الكلمة بالاعتبار الديني والأخلاقي والإنساني والوطني والمصلحة الحقيقية للشعب وهي من واقع معاناة ومظلومية ومخاطر حقيقية استهدفت شعبنا في استقلاله وحريته وفي ظل واقع سادت فيه سياسات عدائية تتجه ببلدنا نحو الانهيار الشامل وذلك بفعل السياسيات العدائية الأمريكية وفي ظل الوصاية الأمريكية وبفعل السياسيات الارتهانية للسلطة أنذلك”.
وأوضح أنه من المهم في هذه المناسبة الاستحضار والتذكر والدراسة والتقييم لمرحلة ما قبل ثورة 21 سبتمبر، لمعرفة أهمية تحرك الشعب اليمني في إطار ثورته الشعبية لإدراك ما كان سيؤول إليه وضع البلد لولا توفيق الله وتحرك الشعب.
وأضاف” عندما نستذكر كل تلك المراحل نعرف ما حدث بعد 2011م عندما كان هناك تدخل خارجي لاحتواء ما هو حاصل في البلد والسيطرة عليه واستغلاله وتوظيفه فيما يعزز السيطرة الخارجية على البلد ويخدم السياسيات العدائية للخارج بالدرجة الأولى الأمريكيين وحلفائهم”.
ولفت قائد الثورة، إلى أن الأمريكيين تحركوا وفقا لسياساتهم التي تعتمد على الإمساك بخيوط اللعبة والاستثمار في الأزمات والتوظيف للصراعات والاستغلال للخلافات بما يخدم مصالحهم ويحقق أجنداتهم، وقاموا بإنجاز صيغة سياسية أسموها المبادرة الخليجية وهي في حقيقة الأمر نتاج أمريكي قدم لعدوان خليجي.
وذكر أن المبادرة كانت بإشراف مباشر من السفير الأمريكي وركزوا من خلالها على ربط الوضع والشأن الداخلي بهم وحدثت الكارثة الكبرى في وضع اليمن تحت البند السابع والوصاية الأمريكية بشكل رسمي ومعلن.
وبين أن وصاية الدول العشر على اليمن كانت وصاية أمريكية بالدرجة الأولى فكان السفير الأمريكي في صنعاء هو المعني الأول بشؤون اليمن ورئيسا للرئيس اليمني وصاحب القرار.. مشيرا إلى أن السفير الأمريكي كان يناقش مع سفراء الدول العشر شؤون البلد ويلتقي بالمسؤولين في مختلف مستوياتهم ويوجههم ويقدم لهم الأوامر ويفرض سياسيات وتوجهات ويحدد مواقف.
وأكد قائد الثورة أن الأمريكيين سعوا لمصادرة استقلال وحرية الشعب اليمني والسيطرة والاحتلال للبلد بشكل غير مباشر وبدون معركة ولا حرب، وعملوا وفق سياسات تدميرية تصل بالبلد إلى حالة الانهيار وبشكل تلقائي.
وذكر أنه وعلى المستوى العام كانت الخطة الأمريكية تعمل على تفكيك اليمن من الداخل برفع مستوى الانقسام السياسي والمناطقي والتباين بشكل تصاعدي وتغذية الانقسامات تحت عناوين مختلفة وبأساليب متعددة كي يفقد الشعب اليمني الهوية الجامعة والروابط الأساسية.
وأشار إلى أن اليمن وصل إلى حالة انعدام الأمن بشكل تام سواء بالنسبة للمواطنين أو الموظفين وحتى لمنتسبي الأجهزة الأمنية وتصاعدت الاغتيالات والتفجيرات وانتشر التكفيريون في معظم المحافظات وأصبحت معسكراتهم على مشارف العاصمة وكذا قطاع الطرق ونهب المسافرين والفوضى بشكل عام قبل ثورة 21 سبتمبر.
ولفت إلى الوضع الاقتصادي قبل الثورة، كان يتجه نهو الانهيار والمجاعة في ظل سلطة خاضعة للوصاية الأمريكية وفي ظل عدم وجود أي مبرر لتلك الأزمات الاقتصادية في ذلك الوقت فالسلطة كانت تحظى بمساندة من تلك لدول الخارجية والهبات المالية والتبرعات والتعاون والقروض وكانت تستفيد من الثروات النفطية والجمركية من كل منافذ البلد البحرية والجوية والبرية.
وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الأزمة الاقتصادية قبل الثورة كانت نتيجة سياسات الدولة حينها وليست بفعل ظروف حصار أو حرب.
وأكد أن الأمريكيون سعوا تحت عنوان إعادة هيكلة الجيش للسيطرة عليه وتجريده من قدراته وإفساد عقيدته القتالية وتدمير قدرات الدفاع الجوي والقوات الجوية.. لافتا إلى أن القوات الصاروخية والبحرية للجيش كانت مستهدفة في إطار السعي الأمريكي لضرب قدرات اليمن وعدم الاستفادة منها في التصدي للاعتداءات الخارجية.
وقال” كان الأمريكي يعزز من سيطرته على الوضع بشكل أكبر ويفرض له قواعد عسكرية في البلد حتى في وسط العاصمة صنعاء وحوّل سفارته كمقر لإدارة كل أعماله التخريبية في البلد وأصبح الأمريكي وحلفاؤه مرتاحون لذلك الوضع”.. لافتا إلى أن الأحزاب اعترفت في ذلك الوضع وما قبله أن الدور الذي يقوم به السفير الأمريكي يمثل انتهاكا واضحا لسيادة البلد واستقلاله.
وأشار قائد الثورة، إلى أنه في ظل تلك السياسات العدائية وعدم وضع حد لذلك فإن البلد سيصل تلقائيا إلى الانهيار والفوضى والتفكك وبأسوأ مما حصل في بعض البلدان وكان ذلك يلقى استجابة من بعض المكونات والأحزاب باستثناء الأحرار.
مميزات الثورة:
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الثورة الشعبية كانت ضرورية في ظل ذلك الواقع فأدهشت الأمريكيين وحلفاءهم وأربكتهم بكل ما امتاز به تحرك الشعب اليمني في تلك الظروف من قوة عنفوان وحكمة واخلاق في الوقت الذي كانوا قد اطمأنوا أن الوضع تحت السيطرة.
ولفت إلى أن حراك ثورة 21 سبتمبر كان مفاجئا للأمريكيين ومن معهم وعبر عن أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم، كما أنه كان جامعا في عناوينه وأهدافه وزخمه وكان تحركا لكل أحرار الشعب في كل المحافظات.
وذكر إلى أن ثورة 21 سبتمبر ثورة شعبية أصيلة لم تتحرك بإملاءات خارجية ولم تتأثر بدعايات إعلامية.. مبينا أن المطالب الثورية كانت نقية وصادقة وعادلة ولم تتضمن أي خطاب فئوي أو عرقي أو يعادي أي مكون اجتماعي أو منطقة في البلد.
وبين أن خطاب الثورة كان خطابا راقيا وسليما من كل الشوائب التي هي مشحونة في خطابات الآخرين كما أنه عبر عن عزة هذا الشعب الذي يأبى الخنوع للأمريكيين، والإصرار على تحقيق الحرية بمفهومها الصحيح والحقيقي.. لافتا إلى أن أداء الثورة قدم مصداقا من أهم مصاديق “الحكمة اليمانية”، فالتزم حكمة ستبقى صفحة ناصعة في تاريخ الشعب اليمني.
وأوضح أن الأداء في ثورة 21 سبتمبر كان موفقا وبتنسيق بين أحرار البلد والجيش والأمن وتم تأمين العاصمة بطريقة راقية وكل ما له علاقة بالشعب من متاجر وأسواق ولم يكن هناك تصفية حسابات لا مع جهات سياسية أو أطراف هناك وهناك.
وذكر أن هذا التحرك الشعبي تميز بالإسهام الثوري لكل أطياف هذا الشعب وبتمويل ذاتي دون أي تدخل خارجي وكان هناك وعي بالاستمرارية حتى الوصول إلى النتيجة الكبيرة.
ولفت قائد الثورة، إلى الدور المميز والقوي والحاسم للقبائل اليمنية وأبنائها الأحرار الذين هبوا وتحركوا بثقلهم وإمكاناتهم وعطائهم وكان دورهم كبيرا وحضاريا وقدم الصورة الحقيقية عن القيمة الأصيلة للقبلية اليمنية، التي ساهمت في إعادة الأمور إلى اتجاهها الصحيح.
وقال” بعد الانتصار في 21 سبتمبر قدمت الثورة أرقى نموذج في التسامح والتفاهم ولم تتجه لتصفية الحسابات وفتحت الفرصة والمجال لكل الأحزاب والمكونات للشراكة”. لافتا إلى أن الاتفاق السياسي بعد الثورة كان السلم والشراكة وكان هذا مضمونه لكن الأطراف المرتبطة بالسفير الأمريكي انقلبت على الاتفاق.
وبين أن الأطراف الخاضعة للخارج اتجهت لإثارة الفوضى فكانت الثورة لها بالمرصاد، وحين يأس الأمريكي من الفتنة اتجه للعدوان المباشر.. مؤكدا أن الحضور الثوري الفاعل منع العودة للسياسات الممنهجة التي كانت تهدف لعودة السيطرة الأمريكية.
وأشار قائد الثورة، إلى أن العدوان الذي أعلن من واشنطن كشف حقيقة الذين كانوا يريدون ان يستمروا في وصايتهم على هذا البلد وكان ما جرى ويجري منذ بدايته مصداقا وشاهدا كبير على حقيقة سياستهم العدائية على هذا البلد بشكل عام.
وذكر أن العدوان منذ بدايته استمر بوحشية كبيرة وارتكب أبشع الجرائم بحق أبناء اليمن في كل مكان لتظهر حقيقة توجهات الأمريكيين وحلفائهم العدائية تجاه الشعب اليمني وتعاملهم مع هذا الشعب كأعداء، ما أدى إلى استشهاد الآلاف في المدن والأسواق والقرى والمساجد والمدارس والمناسبات بالقنابل والطائرات الأمريكية.
وبين أن العدوان استهدف المنشآت الحكومية والمرافق الخدمية ما يبين التوجهات الأمريكية لتدمير كل شيء في اليمن، كما دمر تحالف العدوان البنية التحتية واستهدف حتى المحاكم والسجون والمقابر والمدارس وغيرها، وسعى تحالف العدوان لمضايقة الناس حتى في معيشتهم عبر الحصار الشديد والمؤامرات الاقتصادية.
وأكد أن ممارسات تحالف العدوان في المناطق المحتلة هي ممارسات احتلال والآن يقيمون القواعد العسكرية ويسيطرون على القرار الرسمي هناك، وحتى ما يسمى “المجلس الرئاسي” فإن من اختاره هم الأمريكيون والسعوديون.
ولفت إلى أن تدخل تحالف العدوان وصل حتى إلى تشكيل الحكومة في المناطق المحتلة ووضع الوزراء كما يريدون.. مبينا أن ما يقوم به تحالف العدوان في المناطق المحتلة هو امتداد لسياساتهم قبل ثورة 21 سبتمبر.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنه لو سيطر تحالف العدوان على بقية البلد ومناطق الثقل البشري لفعلوا أسوأ مما فعلوه في المناطق المحتلة.. مشيرا إلى أن تحالف العدوان فشل في الوصول إلى أهدافه في السيطرة على البلد والشعب رغم حجم العدوان الهائل جدا.
وقال” وفق الله شعبنا بالصمود والثبات والتماسك في مواجهة العدوان وتحقيق الكثير من الانتصارات”.
إنجازات الثورة:
وأوضح قائد الثورة أن أول إنجازات ثورة 21 سبتمبر هو الدفاع عن هوية الشعب الإيمانية، فهم أرادوا أن يبقى بلا هوية ولا قيم للسيطرة عليه.. مبينا أن أبناء الشعب اليمني الأحرار يعيشون نعمة الحرية في المناطق التي فشل تحالف العدوان في السيطرة عليها.
وأشار إلى أن من إنجازات الثورة تعزيز الروابط بين أبناء البلد والعمل مستمر على تعزيز هذه الروابط، وكذا الحفاظ على مؤسسات الدولة وتماسكها في حين يعمل الآخرون على دفعها نحو الانهيار.
ولفت إلى أن من أهم إنجازات الثورة تحقيق الأمن الاستقرار في المحافظات الحرة على مستوى جيد ويتحسن أكثر وأكثر، وهذا شيء ملموس ولا يمكن أن يقارن مع الوضع في المحافظات المحتلة التي تسودها الفوضى.. مبينا أن هناك برنامج لتطوير الأجهزة الأمنية وتحسين أدائها بشكل مستمر.
وذكر قائد الثورة، أن العمل مستمر في الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي على العكس من سياسات الآخرين الذين يتجهون دائما إلى اثارات الانقسام بين أبناء المجتمع.
وأشار إلى أن من منجزات الثورة العمل على إعادة بناء الجيش والأمن على أسس وعقيدة قتالية صحيحة.. مبينا أن هناك عمل دؤوب لبناء الجيش على أسس سليمة لخدمة الشعب والدفاع عن الوطن وعدم الارتهان للخارج، كما أن هناك عمل على إعادة بناء الأجهزة الأمنية بعكس الآخرين الذين يسعون للسيطرة على الأجهزة الأمنية لضرب الشعب.
وذكر أن من أهم منجزات الثورة التصنيع العسكري الذي يفتخر به الشعب اليمني وهو ليس إنجازا عاديا بل عظيم وكبير.. مبينا أن التصنيع يتم من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية بمختلف مدياتها، وجرى كل ذلك في ظل الوضع الراهن بكل ما فيه من صعوبات في ظل العدوان والحصار الخانق وبدأ العمل من نقطة الصفر.
وقال” بلدنا يصنع كل شيء من أسلحة المشاة إلى الأسلحة المتوسطة حتى الأسلحة المتطورة وبعيدة المدى”.. مؤكدا أن مستقبل التصنيع على المستوى العسكري والمدني في اليمن واعد، حيث يصنع اليمن ما تعجز الكثير من الدول تصنيعه.
وذكر قائد الثورة، أن من الانجازات العمل على إعادة روح التعاون بين أبناء البلد وتفعيل دور الزكاة والأوقاف وفق تعليمات الإسلام، وإعادة روح التضامن التي تتجلى في القوافل والاهتمام بالمحتاجين إضافة لتفعيل دور الزكاة في مصارفها الشرعية.
وأشار إلى من أهم إنجازات الثورة الحفاظ على توجه الشعب ومواقفه المبدئية تجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .. لافتا إلى أن الأمريكي والبريطاني ومن معهم يسعون لإحداث تغيير كبير في المنطقة نحو الولاء لإسرائيل بشكل علني وتصفية القضية الفلسطينية وتوجيه حالة العداء نحو أحرار الأمة الذين يواجهون إسرائيل والمؤامرات الأمريكية.
وأكد أن أدوات أمريكا في اليمن تتجه للتطبيع بدون أي تحرج، فكان للثورة دور مهم في الحفاظ على الموقف الأصيل ضد التطبيع من خلال التعاون والتضامن مع الشعب الفلسطيني والاستمرار في التوجه بالروح الأخوية مع أحرار الأمة في إطار الموقف الجامع والشامل.
الاستحقاقات في الحاضر والمستقبل:
وأكد قائد الثورة أن مواصلة الدفاع عن استقلال البلد ودحر الاحتلال والحفاظ على هوية الشعب وانتمائه مسؤولية كبيرة ويعد من الأهداف الرئيسية للثورة الشعبية وأولوية كبرى يجري العمل عليها.
ولفت إلى أن من الاستحقاقات المهمة في الحاضر والمستقبل لهذه الثورة، العمل على تصحيح وضع مؤسسات الدولة وتطهيرها من الخونة والعملاء والعابثين والفاسدين والمستغلين والانتهازيين والاستفادة من عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر في صياغة المدونة السلوكية والضوابط والقيم والأخلاق للوصول بمؤسسات الدولة إلى المستوى المطلوب بأداء مهامها ومسؤولياتها في خدمة الشعب في مختلف المجالات.
وقال” من الاستحقاقات الكبيرة، التوجه المستمر والسعي الحثيث لتحقيق نهضة اقتصادية في مجال الزراعة والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومواصلة العمل لترسيخ الاستقرار الاجتماعي لأن هناك سعي من جانب الأعداء لإثارة الفتن بين أبناء البلد واستغلال أي مشاكل اجتماعية وتحوليها الى صراعات ونزاعات”.
وأشار إلى أن من المهام الرئيسية ترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي وتعزيز الروابط الأخوية بين أبناء البلد للتصدي لكل مخططات الفتنة والفوضى.
التحديات:
وأشار قائد الثورة إلى أن هناك بعض التحديات التي تمثل عائقا على مستوى الإنجاز أو على مستوى إنجاز بعض الأولويات وهي تحديات لابد من العمل للتصدي لها ومواجهتها ومن هذه التحديات حجم العدوان على هذا البلد.. مبينا أن العدوان لا يزال مستمر والحرب لم تنته بعد فهم لم يرفعوا حصارهم ولم ينهوا عدوانهم ونحن في هدنة مؤقتة فقط.
ولفت إلى أن من أهم التحديات التي لا يمكن تجاهلها احتلال تحالف العدوان مساحات واسعة من البلد إضافة إلى الحصار الشامل الذي يعاني منه الجميع والذي يمثل أحد التحديات التي تواجه الثورة لأنه يترك تأثيرا على بعض الأولويات من حيث محدودية الإمكانات.. موضحا أن نهب تحالف العدوان للإيرادات النفطية وغيرها يعرقل تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لأبناء الشعب
وذكر أن من بين التحديات إرث مشاكل الماضي سواء في مؤسسات الدولة أو البنية البشرية فيها.. مؤكدا أن تصحيح واقع مؤسسات الدولة لا يمكن أن يحدث في طرفة عين بل يحتاج إلى بعض الوقت وهناك تباطؤ وتقصير كما أن هناك بعض المعوقات.
وأوضح قائد الثورة، أنه ليس هناك إهمال تام ولا اهتمام بالشكل المطلوب في مؤسسات الدولة وهذا هو التوصيف المنصف للمسألة.
ولفت إلى وجود مشاكل في الهيكل الوظيفي الذي يحتاج إلى جهد وعمل وعلى المستوى الشعبي هناك الكثير من المشاكل والتعقيدات بالإضافة إلى التخطيط الفاشل على مستوى المدن والأحياء وسياسات الماضي التي تركت تأثيرها على الحاضر.
وذكر أن من المعوقات بروز الطموحات والرغبات الشخصية للبعض على حساب الأهداف الكبرى وهذا يحتاج إلى تغييرات وتقييم دقيق وتوصيف حقيقي.. لافتا إلى أن البعض حتى ممن له اسهام في إطار الثورة ينسون في مراحل معينة الأهداف الكبرى والمقدسة لهذه الثورة.
وأشار إلى أن الذي ساهم في الثورة عليه أن يخلص لها وألا يتجه لحساب المصالح الشخصية مقابل ما قدمه.. مبينا أن بعض الأشخاص يسعون لتوظيف أقربائهم وأصحابهم بغض النظر عن المؤهلات والكفاءة وهذه مشكلة تتطلب وعيا عاليا.
وأكد السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، على أهمية التصدي لكل المشاكل والتحديات وتحويلها إلى فرص للبناء الصحيح وتلافي الأخطاء.. مبينا أن الوضع الراهن في مؤسسات الدولة ليس هو المستوى النموذجي والخطوات التي أنجزت محدودة.
وذكر أن محدودية الإنجاز في تصحيح وضع الدولة يعود لتركيزنا عمليا وذهنيا على أولوية التصدي للعدوان لكننا لم نغفل عن هذا الأمر، ولا يزال هناك برنامج كبير لتصحيح وضع مؤسسات الدولة ويحتاج لجهد كبير وتعاون المعنيين.
ولفت إلى أن المسؤولين في المناطق الحرة هم نتاج إرادة وطنية، ويأتون إلى مواقع المسؤولية بقرار وطني من المجلس السياسي الأعلى.. مشيرا إلى أنه مع ذلك فإن الوضع القائم في المحافظات الحرة هو أفضل بكثير جدا ولا مقارنة بالنسبة للوضع لدى الخونة.
وأكد قائد الثورة أنه بالرغم من شحة الإمكانات والحصار هناك خدمات قائمة في البلد وهي حالة موجودة بمستوى معين وإن كان هناك نقص.. مشيرا إلى أن من الإيجابيات الإيمان بضرورة التصحيح والبناء والمعالجة في إطار الثورة الشعبية والموقف ضد العدوان والكل يتفهم ويقر بمسألة تصحيح هذا الوضع والبناء نحو الأفضل ومعالجة الاشكاليات.
وأوضح أن العمل السلبي لا يعبر عن التوجه العام للثورة والشعب والتوجه العام في البلد، وعندما يأتي النقد يجب أن يكون بناء وأن تكون الملاحظات بنصح ومصداقية بعيدا عن التحريض لأن ذلك لا يخدم البلد والشعب.
وقال” الشيء الصحيح هو العمل سويا من كل الأحرار والصادقين وهم كثر وهم الذين ينهضون بالدور الكبير في التصدي للعدوان وقاموا بدور كبير في إطار الثورة الشعبية”.. لافتا إلى أهمية السعي لإنجاز الاستحقاقات الكبرى برشد ووعي وحكمة في التصدي للعدوان وتحقيق الاستقلال الكامل وإنهاء الحصار وهذه مسؤولية الجميع وأولوية كبرى.
وأكد قائد الثورة على أهمية العمل ضمن الأهداف الأساسية للثورة والأولويات الكبرى بمواصلة العمل والاستشعار العالي للمسؤولية والحكمة والرشد والصبر والاستعانة بالله تعالى مع الوعي العالي بمخططات الأعداء ومن أخطرها التفرقة والفتنة وتفكيك الوضع الداخلي وضرب الجبهة الداخلية.
وشدد على أهمية التثبت من الشائعات والدعايات لأن البعض سريع التقبل للداعيات والشائعات وسريع التفاعل معها قبل أن يتثبت ويتبين.
كما أكد على أهمية مواصلة العمل في التصدي للعدوان ومؤامرات التدميرية الكارثية الهادفة الى السيطرة على شعبنا واحتلال بلدنا وهذه مسالة يجب أن تبقى حاضرة كأبرز عنوان وأن تبقى في إطار الاهتمام في المستوى الأول.
تحذير لتحالف العدوان:
وجدد قائد الثورة الدعوة لتحالف العدوان إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب وأخذ العبرة من ثمان سنوات.
وأكد أن الاستمرار في العدوان هو أكبر تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي وليس الضرر على اليمن فحسب بل يهدد الوضع الإقليمي والدولي وعلى الجميع أن يعي ذلك.
وقال” لا مبرر للإصرار في الاستمرار في العدوان، بل إن مواصلته سيجر على دول تحالف العدوان كوارث ومشاكل وخسائر كبيرة والمزيد من الإخفاقات والفشل”.
كما جدد قائد الثورة، التأكيد على مبدأ اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية.
وحذر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ختام كلمته، تحالف العدوان من مواصلة نهب الثروة الوطنية في البلد، كما حذر أي شركات أجنبية من التواطؤ معه في ذلك، في ظل حصار وتجويع الشعب اليمني وسرقة العائدات المالية للنفط والغاز بدلا من صرفها للمرتبات والاستحقاقات الإنسانية والخدمية.