عيد برئيس جديد…
ليس بخاف على أحد أن العيد الذي يحل علينا في يمن الإيمان يأتي في ظروف استثنائية? وغير عادية بالمرة? فالبرغم من أن هذا هو العيد الذي يحل على اليمن برئيس جديد -منذ أكثر من ثلاثة عقود-ممثلا?ٍ برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي? الذي تسلم السلطة بطريقة ديمقراطية من سلفه علي عبد الله صالح? إلا أن البلد ما زال يحاول الخروج من معاناة الأزمة الخانقة التي أضرت بالجميع-ولم تستثني أحدا?ٍ منها- ولهذا فاليمنيون عبر هذا العيد عاقدون العزم على أن يعيدوا البسمة الى وجوه بعضهم البعض من خلال تناسي الماضي والالتفات الى المستقبل العامر بالخير إن شاء الله تعالى والعمل بروح أبناء اليمن الواحد.
ولهذا فقد جاء خطاب -الرئيس الجديد- بمناسبة عيد الفطر السعيد نافذة يلوح منها الأمل الذي ينتظره الجميع فقد أكد فيه “أن ديننا الإسلامي ينبذ الغلو والتشدد والتطرف بكافة الأشكال والصور باعتباره سلوكا?ٍ غير سوي ويمثل خروجا?ٍ على مبادئ الدين والأخلاق الإنسانية وإذا كان عالمنا اليوم يعاني من تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب وما تعكسه من آثار سلبية ومدمرة تقوض أسس الأمن والاستقرار والسلام في أكثر من مكان في العالم”. ولعل هذا بيت القصيد الذي ننشده كلنا من خلال تآخينا وابتعادنا عن السلوك العنيف الذي لا يأتي إلا بالدمار? وآخر صور الدمار استهداف الامنين بمدينة عدن ليضافوا الى شهداء زنجبار وتعز وصنعاء والضالع وغيرهم من شهداء اليمن? والذين ذهبوا جميعا?ٍ نتيجة التعبئة الخاطئة التي لا تمت للإسلام بصلة.
الوطن كما قال الاخ الرئيس” يمر بمرحلة حساسة تتطلب استنفار كل الجهود ونبذ التقصير وتتطلب درجة عالية من اليقظة والانتباه بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن منها على وجه الخصوص الشعور بأهمية الاستعداد الدائم لكل المخاطر والتهديدات وتفويت الفرصة على الإرهابيين وأعداء الوطن من المساس بأمن وسلامة المواطنين وحياة أفراد قواتنا المسلحة والأمن الجبهة الصامدة والقوة المنيعة لحماية الوطن وبناء مجده” ولهذا فلا يكفي التواكل وأن يرمي كل واحد بمسؤولية الحفاظ على الأمن والسكينة على رجال الأمن والشرطة فقط? فكما أنهما مسؤولون بحكم واجبهما? إلا أنهما يحتاجان من جميع المواطنين مساعدتهم ومساندتهم ليتحقق أمن الوطن والمواطن.
ولأن الدين ليس بمعزل عن الدولة فإن على العلماء كما أكد الأخ الرئيس أن ينيروا عقول الأجيال الشابة بما يحصنها من الانزلاق نحو متاهات ومهاوي الجهل والتطرف والفساد والانغلاق والتبعية وأن يغرسوا في نفوسهم قيم التسامح والاعتدال والوسطية والخير والأخذ بأسباب النهوض والحضارة والعزة والتقدم? ولا يستطيع العلماء فعل هذا بمفردهم وهم محتاجون الى أن يتعاون معم الأدباء والشعراء والمفكرون والإعلاميون? فكل واحد -الى جانب السياسيين- يستطيع أن يؤثر في محيطه بما يصلح ذات البين ويقود الى الألفة وينهي حمام الدم الذي يريد أن يفتحه البعض بعد أن وفقنا الله من خلال نقل السلطة بطريقة سليمة الى تجاوزه? ومعها تخطينا مرحلة الحرب الأهلية بفضل الله تعالى.
نعم كما قال الأخ رئيس الجمهورية “علينا أن نتحلى من شهر رمضان الذي ودعناه بقيم التسامح والمودة والتكافل والتراحم والمحبة بين أبناء مجتمعنا اليمني الواحد? والتي لابد أن تبقى فينا حاضره باستمرار لأن تلك القيم والمثل الجليلة والسامية التي جاءت بها شريعتنا السمحاء كفيلة بأن تخلق مجتمع حضاري متماسك قادر على النهوض وعلى مواجهة كافة التحديات كما أن القيم الأخلاقية النبيلة تشكل دائما أسس المجتمع الحضاري فليس هناك تقدم أو نماء دون الالتزام بهذه القيم والمثل العليا” فكم نحن محتاجون الى أن نجعل بقية شهور العام كلها رمضان? بالرغم من أن البعض لم يقف رمضان مانعا بينه وبين أن يعكر على المواطنين صيامهم من خلال قطع الكهرباء وتفجير النفط وقطع الطرقات.
فعيد الفطر المبارك كما قال رئيس الجمهورية “مناسبة دينية جليلة وفرصة للوقوف مع النفس وإشاعة قيم المحبة والتسامح والإخاء والامتثال لقيم الحق والخير وتغليب المصلحة الوطنية على كل الاعتبارات الحزبية والشخصية الضيقة والنظر إلى واقعنا بعين الحكمة فالمرحلة التي يعيشها الوطن والمواطن تستدعي تغليب أمن واستقرار الوطن على أي اعتبارات أخرى وترسيخ التفاهم وتجاوز الأخطاء والسلبيات وتضافر كل الجهود الخيرة للحفاظ على مكاسبنا الوطنية ومقدرات وطننا والابتعاد عن كل الممارسات التي لا تخدم استقرار وامن ووحدة وسلامة وطننا لأن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته ومكاسبه مسئولية الجميع سلطة ومعارضة” فهل نجعل الوطن فوقنا جميعا بحيث نغلبه على مصالحنا الضيقة ونسير به الى حيث يستحق أن يكون بين الأمم كما كان في طليعتها خلال السنوات الأولى من التاريخ الإسلامي الشاهد لليمنيين بما قدموه من أجل نصرته ورفعته.
ما يجدد الأمل في كلام الأخ الرئيس تأكيده “بأننا ماضون في طريق الوفاء بالتزاماتنا تجاه وطننا وشعبنا لإخراجه إلى بر الأمان? وذلك باستكمال