تصميم خارق بسلاح سري.. شاهد سفينة “الشهيد سليماني” الايرانية
شهارة نت - طهران
أزاحت القوات البحرية للحرس الثوري الستار عن سفينة الشهيد سليماني، والحقتها باسطولها القتالي لاضافة امكانية جديدة الى قدراتها الاستراتيجية للحفاظ على سير اعداد القوة في صفوفها دفاعا عن المصالح الحيوية للجمهورية الاسلامية الايرانية في المياه الاقليمية، وكذلك في المياه الدولية بشكل أقوى وابعد مدى.
ان تصميم وبناء مثل هذه السفينية يظهر بأن القوات البحرية للحرس الثوري باتت رائدة في مجال تصميم وبناء الاسلحة والمعدات القتالية نظرا الى تصميم هيكل هذه السفينة وابعادها واسلحتها.
ويبدو ان أهم ميزة لافتة لسفينة الشهيد سليماني في النظرة الاولى هي تصميم هيكلها الخاص، وكانت بحرية الحرس الثوري قد اظهرت في السابق ابداعها في مجال تصميم السفن الحربية عبر بناء سفينة الشهيد ناظري الحربية لكن في تصميم سفينة الشهيد سليماني قد بلغ الابداع ذروته ونحن الان امام سفينة من نوع “كاتاماران” أي ذو هيكل مزدوج وان هذا النمط من التصميم يساعد على منح ثبات اكثر للسفينة امام قوة الامواج الكبيرة وكذلك يمنحها القدرة على بلوغ سرعة اكبر، وكما يقول قائد القوات البحرية للحرس الثوري العميد “علي رضا تنكسيري” فان هذه السفينة المزودة باربعة محركات يمكنها بلوغ سرعة 45 عقدة بحرية أي ما يوازي اكثر من 80 كيلومترا في الساعة.
ومن خصائصها الظاهرية ايضا استخدام الخطوط المتقطعة في تصميم هيكلها الخارجي وبزوايا حادة تستخدم في مثل هذا النوع من التصميم في العالم لايجاد مقطع عرضي منخفض للغاية لجعل كشفها بواسطة الرادارات المعادية اكثر صعوبة وهذا الامر اهتم به المصممون في صنع هذه السفينة والذين استخدموا ايضا غلافا جاذبا للامواج الرادارية في صنع الهيكل الخارجي للسفينة.
وهناك ايضا مهبط للمروحيات على ظهر هذه السفينة وقد تم بناء هذا المهبط بقياسات اكبر نسبيا من مهابط المروحيات الاخرى المستخدمة في باقي السفن الحربية لكي يكون قادرا على استقبال مروحيات بيل 412 وبيل 206 التي تملكها القوات البحرية للحرس الثوري.
كما ان الأبعاد الكبيرة نسبيا لهذه السفينة ( طولها 65 مترا وعرضها 20 مترا ) أدت الى وجود فضاءات داخلية اكبر للطاقم ولحمل القوات والقدرة على حمل منظومات واسلحة اكثر على متنها وهذه هي اكبر ميزة لسفينة الشهيد سليماني.
ومن اكبر ميزات سفينة الشهيد سليماني في مجال التسليح هي القدرة على حمل صواريخ الدفاع الجوي والقدرة على ايجاد مظلة للدفاع الجوي امام هجوم محتمل عليها وعلى الوحدات والقطع البحرية التي ترافقها.
وحسب اعلان المسؤولين العسكريين فان سفينة الشهيد سليماني تحمل صواريخ مضادة للطائرات يبلغ مداها 150 كيلومترا وهذا يعني مظلة دفاعية قطرها 300 كيلومترا .
ومن الميزات الاخرى لسفينة الشهيد سليماني هي كيفية استخدام صواريخ الدفاع الجوي حيث اصبحت السفن الحربية الايرانية تستخدم لاول مرة الصواريخ عمودية الاطلاق ومن ميزات استخدام هذا النوع من الصواريخ العمودية الاطلاق ، تخصيص فضاء أقل لها في السفينة وارتفاع عدد الصواريخ التي يمكن حملها ما يمنح السفينة قدرة اكبر على الصمود في ساحة المعركة.
فالمدمرات الايرانية الاخرى من فئة “موج” والتي هي اكبر حجما ووزنا من سفينة الشهيد سليماني لا تحمل الا صاروخين للدفاع الجوي لانها غير مزودة بمنصات اطلاق عمودية فيما تعتبر سفينة الشهيد سليماني قادرة على حمل 14 صاروخا للدفاع الجوي.
ومن ميزات استخدام الصواريخ عمودية الاطلاق للدفاع الجوي هي امكانية اطلاقها نحو الاهداف المعادية من دون تغيير مسار ووجهة السفينة، لأن الصواريخ عمودية الاطلاق مزودة باجهزة تمنحها القدرة على الاستدارة نحو اهدافها والتحليق نحوها أين ما كانت تلك الاهداف.
وحسب تصريحات رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية والذي اعلن بان مدى صواريخ الدفاع الجوي لهذه السفينية هو 150 كيلومترا فان من المحتمل جدا ان تكون هذه الصواريخ من طراز “صياد 3” التي يبلغ وزنها طنا واحدا وطولها 6 أمتار وبامكانها اصابة الاهداف على ارتفاع 27 الف متر . وحسب ما هو معلن فان هذه السفينة مزودة ايضا بصواريخ دفاع جوي قصير المدى الى جانب الصواريخ طويل المدى ، وان هذه الصواريخ قصير المدى للدفاع الجوي هي من طراز “عقاب” وهو الطراز البحري من منظومة صواريخ “نواب” للدفاع الجوي.
ان تزويد سفينة الشهيد سليماني بنوعين من صواريخ الدفاع الجوي الطويل والقصير المدى يمنحها القدرة على الاشتباك مع الطائرات المقاتلة والقاذفة المعادية بالاضافة الى القدرة على التصدي للطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ التي تطلق من الجو والاهداف الاخرى التي تجوب الأجواء باستخدام صواريخ قصيرة المدى .
والى جانب اسلحتها الدفاعية فان سفينة الشهيد سليماني مزودة ايضا باسلحة هجومية هامة ومنها سلسلتين من صواريخ كروز المضادة للسفن تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة وفي كل سلسلة 3 منصات لصواريخ كروز .
وقد شرح قائد القوات البحرية للحرس الثوري العميد تنكسيري ان هناك امكانية لاستخدام صواريخ يبلغ مداها بين 90 و700 كيلومتر على ظهر هذه السفينة، والمعلوم ان المدى 90 كيلومتر هو لصواريخ نصير الذي يبلغ وزن راسه الحربي 130 كيلوغراما لكن الصاروخ الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر لازال ضمن الصواريخ غير المعلن عنها لدى القوات البحرية للحرس الثوري ويبدو انها ضمن نطاق المعلومات السرية لهذا المشروع.
كما زودت هذه السفينة بنوعين من المدافع للقيام بالدفاع الجوي القريب، فهي تحمل 4 مدافع من عيار 20 ميليمتر متعددة الفوهات يتم التحكم بها من داخل السفينة ، بالاضافة الى مدفع من عيار 30 ميليمتر ذو فوهة واحدة تم تركيبه على ظهر السفينة.
وثلاثة من المدافع المركبة في مقدمة هذه السفينة تم تزويد كل واحد منها بمنظار خاص به يستخدم لتوجيه النيران، وعبر هذا التوجيه ترتفع نسبة اصابة الاهداف بشكل كبير.
كما تم تجهيز سفينة الشهيد سليماني بمنصتي اطلاق للصواريخ المضللة لحرف صواريخ العدو اثناء الاشتباك المحتمل وقد تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة. وكل واحد من الصواريخ المضللة هذه بامكانه خلق هدف وهمي ذو مقطع عرضي بمقدار 2500 متر مربع امام العدو ما يوفر حماية جيدة للسفينة امام الصاروخ المعادي.
وفي الجهة الخلفية لهذه السفينة هناك الزوارق السريعة التي تحملها هذه السفينة على ظهرها وهناك رافعات تستخدمها القوات الخاصة ومشاة البحرية لتنزيل وانتشال هذه الزوارق من المياه، وتبلغ سرعة هذه الزوارق اكثر من 100 عقدة بحرية (180 كيلومترا في الساعة) وهي الورقة الرابحة الرئيسية للقوات البحرية للحرس الثوري في أي معركة قادمة . وفي مجال ادارة ساحة الاشتباك تم تزويد السفينة باول منظومة اطلاق مركبة للصواريخ طويلة وقصيرة المدى المضادة للسفن (اس اس ام) ، كما جهزت السفينة بغرفة عمليات تعمل وفق نظام برمجي محلي للقيادة الموحدة لساحة الاشتباك، قادرة على تشخيص نوع الهدف او الخطر واحالته على المنظومات الهجومية والدفاعية للتعامل معه.
كما ان امكانية هبوط واقلاع انواع الطائرات المسيرة العمودية الاقلاع ايضا هي متوفرة من على ظهر هذه السفينة، حيث يمكن استخدام هذه الطائرات لغرض رصد الاهداف وتنفيذ عمليات هجومية بواسطة الطائرات المسيرة الانتحارية.
وتستطيع هذه السفينة الابحار لمسافة 5 آلاف ميل بحري وهي مسافة طويلة جدا لسفينة بهذا الحجم والوزن ، ونظرا الى قيام القوات البحرية للحرس الثوري بالتخطيط للاستفادة من سفينة الشهيد رودكي (سفينة عملاقة تعتبر قاعدة بحرية عائمة) للتواجد في المياه البعيدة والالحاق القريب لسفينة الشهيد مهدوي (هي ايضا قاعدة بحرية عائمة) الى هذه المهمة فسيصبح بامكان سفينة الشهيد سليماني زيادة مسافة ابحارها الى أبعد بكثير من 5 الاف ميل بحري اذا ترافقت مع سفينتي الاسناد هاتين.
وبالاضافة الى التواجد طويل الامد في المياه الدولية فبامكان هذه السفينة ان توفر مظلة حماية جيدة جدا للسفن الحربية التي ترافقها.
ويجب اعتبار سفينة الشهيد سليماني، سفينة خارقة في مجال تصميم وبناء السفن الحربية الايرانية ، وهي سفينة شكل بناؤها على يد القوات البحرية للحرس الثوري قفزة في تصميم سفن ذات هيكل مميز وخاص، كما ان الحجم الواسع للاسلحة المتنوعة التي تحملها يشكل قفزة في القدرات القتالية للقوات المسلحة الايرانية في المياه الاقليمية والدولية.