إذا كان حالنا نحن هو الذهول والمفاجأة ونحن ممن صمد وواجه العدوان، وممن آمن بأن الإرادة هي من ستنتصر، ونحن من المؤمنين بحق شعبنا اليمني في فرض السيادة على الأرض وتحرير كل شبر من أرضنا، إذا كنّا نحن ونحن نوالي السيد القائد ونؤمن بجدارته وكفاءته وقدرته العالية على قيادة الشعب الى بر الأمان والسلام العادل والمشرف، أصبنا بذهول وانشراح وانهمرت الدموع شكرا لله تعالى وحمدا له على تأييده وتوفيقه فالكلمات تعجز عن وصف ذلك العرض المهيب الكبير الذي تم في الساحل الغربي حيث البحر الأحمر, بعنوان وعد الآخرة ولا زلنا لليوم من بعد العرض ونحن نعيد النظر في تلك المشاهد التي تشفي صدور قوم مؤمنين وتجدد الأمل في ثورة 21 سبتمبر التي استطاعت تحقيق المعجزات رغم كل الظروف التي واجهتها والمؤامرات العلنية التي حيكت من أجل إجهاضها، وأول هذه المؤامرات الخبيثة هو العدوان على اليمن الذي كان هدفه الأول القضاء على هذه الثورة المباركة التي وضعت على عاتقها هدف بناء يمن حر قوي صاحب سيادة على أراضيه ، لكن عجلة هذه الثورة استمرت في التقدم وتجاوزت كل الصعاب واستطاعت بناء جيش يمني نفاخر به بين الأمم ويستطيع حماية وتأمين حدودنا البحرية والبرية بإذن الله ويبعث رسائل كثيرة للعدو ومرتزقته بأنه موجود وبأن هدفه الأساسي حماية البلاد رغم أن القيادة تؤكد بأننا لسنا عدوانيين ضد أحد ولكن من حقنا الدفاع عن بلدنا من أي متطفل أو محتل خارجي وهذا حق طبيعي تكفله كل الأديان والشرائع والأعراف , إذا كنا نحن مصدومين منذهلين فكيف هو حال عدونا ؟
كيف هو حال من أنفق المليارات وحاربنا بجميع أنواع الأسلحة وجميع أنواع الحروب العسكرية والاقتصادية والناعمة والباردة ؟ حاربونا وخططوا لتدميرنا معنويا ونفسيا وعملوا على تدمير الجيش اليمني وتقسيمه تحت مسمى الهيكلة منذ عهد الأنظمة السابقة ؟ افرغوا جيشنا من سلاحه وحاولوا استهداف الشعب في ثقافته وعملوا على الضرب على وتر حساس وهو وحدة النسيج الاجتماعي , بالمختصر بذلوا كل طاقتهم لإماتة هذا الشعب وتمزيقه وتدميره ليتسنى لهم الاستفراط به, لكنهم بعد العروض العسكرية المتوالية خاصة بعد عرض #وعد_الأخرة في الساحل الغربي كانت صدمتهم أضعاف مضاعفة حيث لم يستوعبوا الحدث فخرجوا متخبطين فكانت ردات فعلهم تثير الضحك ومن يفهم في علم النفس سيفهم أنها تخفي وراءها مخاوف كبيرة وقلق ليس له علاج , فهيئة الأمم المتحدة تبدي انزعاجها ! والسفير البريطاني يبدي قلقه ؟ والسعودية تحاول تخفيف وقع الحدث على نفسيات جنودها التي لا شك أنها دُمرت وانهارت بعد العرض المهيب وتوجه التهم كعادتها لإيران , وأما المرتزقة فحالتهم يرثى لها ما بين صامت مذهول وبين مختفي عامل نفسه ميت وبين مشكك فيما تم عرضه ! وبين من خرج من صمته بعد 24 ساعة ليقول أنه اكتشف أن الصواريخ عبارة عن أنابيب بلاستيكية مطلية متناسي أن أسياده في السعودية والإمارات قد تذوقوا من أمثالها وأصابهم الذعر والخوف وبادروا بعدها بالوساطات والمفاوضات .
ومهما كانت ردات فعل الحمقى يبقى كيان العدو الإسرائيلي هو من يفهم جيدا كل رسالة وهو من يتابع ويحلل كل حركة من حركات السيد القائد أثناء خطابه المقتضب ولا شك أن مسمى #وعد الأخرة هو رسالة خصيصا لهم فاليهود يحفظون آيات القرآن أكثر من بعض المتأسلمين الحمقى .. ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) فكانت فلسطين حاضرة في خطاب المقدم والرئيس وقائد الثورة وكانت روح الصمّاد حاضرة يشعر بها كل من حضر وكل من تابع العرض فكأنما تلك العظمة والعزة ما هما إلا ثمار تضحياته,حتى السيد حسن نصر الله كان حاضرا في العرض بصوته المجلجل الرنّان وروحه المفعمة بالجهاد والثبات , فكان أولئك الرجال الذين شاركوا في العرض بتلك الثقة بالله وبالقيادة وبحق وطنهم في الاستقلال والسيادة كانوا كزلزال أرعب قلوب الأعداء وهم يصرخون من أعماق قلوبهم الموت لأمريكا والموت لإسرائيل فأيقن العدو أن سلاح الإيمان والعقيدة والتولي لله ولرسوله وللقيادة هما أخطر عليهم من أي سلاح آخر , فقد عرفوا هاني طومر وأبو قاصف وعبد القوي الجبري وغيرهم وغيرهم من النماذج التي كلما استشهد منهم فردا ظهر خلفه المئات من النماذج، فدماء صالح الصماد لا تزال الى اليوم توّلد ألف صماد وصماد
بناء جيش يمني من الصفر وظهوره على هذا المستوى العالي من التنظيم ودعم الصناعات العسكرية والإبداعات تجعلنا نقف أمام دولة قادمة لا محالة فيها من العدالة والقوة والنهضة والبناء والاقتصاد ما يحلم به كل يمني حر عزيز وكل عربي عقد آماله على يمن الايمان بأن تكون منه الانفراجة لبقية الشعوب المضطهدة والمستعبدة وعلى رأسها شعب نجد والحجازالذي يعاني أشد المعاناة من هذا النظام الذي لا يراعي حرمة لا لدين ولا لإمرأة ولا ليتيم ولا لعالم .
فوضع مؤسسات الدولة لا شك سيتحسن وسيزول كل متلاعب عابث ولن يصمد ويبقى سوى من يحملون على عاتقهم هم بناء وإصلاح ما أفسده الدهر في الحكومة
فالرسالة كانت للجميع في الداخل والخارج والموفق من الله سيفهمها ..