ثورة الخنازير
بالامس كانوا يتبرمون ويزعلون ويضيقون بالنقد ولا يتقبلونه وكانت حجتهم في ذلك انهم معارضه لا يجوز التعرض لهم بالنقد تصريحا?ٍ اوتلميحا?ٍ .
وان اي نقد لهم – حتى لوكان من داخل احزابهم – انما يصب في مجرى الحزب الحاكم , وفي خدمة نظامة القائم الذين يسعون الى اسقاطة .
ودائما ما كانوا يقولون ويرددون : نحن لسنا سلطة حتى تنتقدوننا دعونا اولا?ٍ نصل الى السلطة وبعد ذلك انتقدوا وتكلموا بكل حرية .
واليوم وبعد ان خطفو الثورة من الشباب و وصلوا الى السلطه على سلم من دمائهم ?
أطلقو ا كلابهم المسعورة بهدف اسكات كل صوت يرتفع في وجه احزابهم الحاكمه.
وكم تذكرني كلابهم المسعورة تلك بكلاب الخنزير القائد نابليون في رواية الكاتب الانجليزي –
جورج اورويل – مزرعة الحيوانات – .
لقد ثارت جميع حيوانات المزرعة ضد السيد جونز مالك المزرعه الذي يستغلها ويستعبدها وطردته من المزرعه .
لكن بضعة خنازير على رأسهم الخنزير نابليون استأثرت وحدها بخيراتها وخيرات المزرعه وراحت تشرب اللبن وتاكل التفاح وعندما بدأت الحيوانات تشكو وتنتقد همسا?ٍ وتتذمر من هذا السلوك بعثت الخنازير اليها الخنزير سكويلر مندوبا?ٍ
عنها لاقناع الحيوانات بشرعية هذا الاجراء فأمر بجمعها ثم خطب فيها قائلا?ٍ :
ايها الرفاق حاشا لكم ان تظنوا ان مبعث هذا الاجراء من قبيل الأثرة? فإن كثيرا?ٍ من الخنازير لا تطيق طعم اللبن و التفاح? وانا شخصيا?ٍ من هذه الزمره !
الا اننا مضطرون كذلك اضطرارا?ٍ وفقا?ٍ للأصول الطبيه التي تحت??م تقديم مثل هذه الوجبات ابقاء على طاقتنا الذهنيه حتى نتمكن من مواصلة أعمالنا في التنظيم والادارة والاعمال
المناطة بنا و التي تعتمد عليها المزرعة? فكما ترون ايها الرفاق : من اجلكم انتم نشرب نحن اللبن ونأكل التفاح ! ألا تعلمون ما الذي يمكن ان يحدث لكم اذا ما فشلت الخنازير في مها مها ?
ان جونز يعود ثانية.. نعم جونز بنفسه ايها الرفاق . من منكم ايها الرفاق يرغب في عودته ?
ولأن جميع الحيوانات كانت خائفة من عودة السيد جونز ولا تريد عودته فقد اسرعت بالموافقه على قرار الخنازير با الإستئثار باللبن والتفاح .
اما تلك الحيوانات التي كانت تحتج وترفع صوتها عاليا?ْ فقد كان الخنزير نابليون يامر كلابه المسعورة بإسكاتها .
وهكذا تمكنت الخنازير من خطف الثورة وتحويل مسارها الحيواني?
واذا بالثورة – ثورة حيوانات المزرعه- تغدو بين عشية وضحاها ثورة الخنازير.