فعلاً سؤالٌ يطرحُ نفسَه!
لماذا نحبها مع أنها مثلها مثل السعوديّة كان بيننا وبينهم ذات يومٍ مشاكل حدودٍ شائكة وعالقة ومع أننا أَيْـضاً نعلم يقيناً أنها ما زالت تحتفظ بأجزاء لا بأس بها من أراضينا اليمنية؟!
أو بمعنى آخر، لماذا لا نكرهها كما نكرهُ السعوديّةَ مع أنها ولو حسبناها بلُغةِ الأرقام لم تقدم لنا في بعضِ مجالات التنمية شيئاً يُذكَرُ مقارنةً مع ما قدمته لنا الجارة الأُخرى على امتداد عقود؟!
تعرفون لماذا؟!
لأننا ببساطةٍ ومنذ أن تأسست هذه السلطنة لم نسجل عليها يوماً أنها تدخلت في شئونِنا الداخلية أَو أنها تورطت في عمليةٍ عدائيةٍ ضدنا أَو مؤامرةٍ من أي نوع علينا أَو حتى علمنا أنها يوماً قد حملت علينا مثقال ذرةٍ من ضغينةٍ أَو حقد!
حتى يوم أن كنا نحشد لها ونحاول التحرش بها على خلفية مشكلة الحدود في سبعينيات القرن الماضي لم نكن نسمع منها تجاهنا إلا كُـلّ خير!
ولهذا فنحن نحبها ولا نكرهها!
بخلاف الشقيقة الكبرى والجارة الأُخرى طبعاً والتي ومنذ أن تأسست لم تدخر جهداً ولا وقتاً إلا وسخرته للإيقاع بنا وبيننا والتآمر علينا، فلا نكاد نخرج من أزمة سياسيةٍ أَو اقتصاديةٍ أَو أمنيةٍ هي في الأصل من صنيعتها وتدبيرها إلا وأدخلتنا في أزمة وصراعٍ أكبر وأكبر.. وهكذا تفعل دائماً حتى غدت أيامنا كلها أزماتٍ وصراعاتٍ وحروب!
ولهذا فنحن نكرهها دائماً ولا نحبها!
يعني باختصار نحن أمام (جارٍ) يودك ويحترمك ويرى فيك منبتاً وجذراً أصيلاً لفروعه وأعراقه وَ(جارٍ) آخر قد صنفك منذ اليوم الأول لنشأة نظامه عدواً وخصماً لدوداً يتوجب محاربته وإضعافه وتقويض نظامه وأركان دولته على الدوام..!
فأي هذين الجارين تحب وأيهما تكره؟!
هل نكره عمان أم نحب السعوديّة؟!
أعتقد أن الإجَابَة سهلة جِـدًّا ولا أظنها تحتاج إلى شرحٍ أَو توضيح أكثر!