الأعراب والأغراب .. التاريخ يعيد نفسه (1) مؤامرات
إنه التاريخ يعيد نفسه لا أقصد التاريخ القديم – فيا ما مؤامرات خسيسة وتحالفات شيطانية قذرة وقعت فيه – ولا تاريخ القرن ولكن تأريخ العقد الأخير من القرن المنصرم , من ينسى المؤامرة العربية الخليجية بامتياز على العراق , فالخليج بقضه وقضيضه فتح بره وبحره وجو??ِه للقوات العسكرية الغربية وأساطيله وبوارجه البحرية وقواعده العسكرية وطوائره ومارينزه , وعن علماء البلاط صدرت فتاوى الإباحة وجواز الإستعانة فالكل كان في طور التخلص من صدام حسين .
كان قرار القضاء على صدام حسين قد صدر من مركز القرار الذي تتبعه الأنظمة العربية وتدين له بالولاء والطاعة ولا تملك حق الإعتراض فمخابراته واستخباراته قد أنضجت طبخة تضخيم الخطر الذي يمثله صدام الذي لم يعد له ناب واحد بعد أن فتح البلاد للمراقبين الإستخباراتيين الذين استطاعوا كسب الولاءات وشراء القادة العسكريين باستغلال حالة الفقر التي وصل غليها المواطن العراقي , ثم سمح صدام بتدمير ما تبقى من ترسانته العسكرية وق?ِب?ل?ِ بالمقايضة الأممية الفاسدة المسماة النفط مقابل الغذاء صار لقمة سائغة للكلاب التي كانت قد احتشدت حول آبار النفط الخليجية وسرعان ما انقض??ِت عليه وفي عشرين يوما?ٍ وصلت بغداد واستقبلها الشعب الذي لم يحسب حسبة الأجنبي يومها بالورد , كانت لحظة غباء تلك اللحظة بالنسبة للشعب العراقي ولمراجعه العلمية التي ربما أعطت الضوء الأخضر بترك القوات الغازية تدخل دون اعتراض فأي تغيير يأتي من الخارج ? وما الذي يأتي من الأعراب والأغراب سوى الخراب والمؤامرات ?
عواطف العراقيين وجبروت صدام واستكبار حاشيته وأقاربه وأولاده وبغيهم أعمى صواب العراقيين فصد??ِقوا أكذوبة التغيير بالطريقة الغربية الخليجية .
فما بين صدام واليوم لا مقارنة فما يعيشه العراق هو التغيير الذي تأتي به الدبابة والطائرة الغربية كأمر حتمي وهو النتاج الطبيعي لطبخة المؤامرة العربية الخليجية على وجه الخصوص .
من أين أتى المرتزقة والإنتحاريون التكفيريون والسلاح والطائفية القذرة التي حو??ِلت العراق إلى مستنقع دماء وأشلاء يومي ينزف العراق منه منذ أكثر من عقدين تحت مظلة الخوف من الفرس والصفويين الوهمي ??!!
وأين النعيم والترف والسكينة والجنة التي و?ْعد بها العراقيون لحظة إنضاج الطبخة القذرة ?
ها هو التاريخ أ?ْعيد إنتاجه في ليبيا مع الربيع العربي القارس بالطائرات الغربية والمؤامرات العربية الخليجية وسقط القذافي فأين المستقبل الرغيد الذي و?ْعد به الليبيون ?
كله في المشمش فما ينتظر ليبيا هو بؤرة جديدة للتمزق والجماعات المسلحة والميليشيات المدعومة بأموال النفط والولاءات الأجنبية وسيأتي اليوم الذي يتمنى الليبيون أيام القذافي ويترحمون على حكمه كما يفعل العراقيون والأيام كفيلة بذلك وإن غدا?ٍ لناظره قريب