إحتدام الخلاف بين حركتي “فتح” و”حماس” على قضية الأنفاق
اتفقت حكومة حماس في قطاع غزة? وحركة الجهاد الإسلامي? على أن فصائل المقاومة لا يمكن أن تكون مظلة للمنحرفين فكريا?ٍ وتنظيميا?ٍ وجهاديا?ٍ? في حين دخل ملف الأنفاق على خط المناكفة بين حركتي “فتح” و”حماس”? رافعة من حرارتها? في وقت يجري الحديث عن اقتراح لإنشاء منطقة حرة فلسطينية مصرية كبديل للأنفاق .
وجدد اسماعيل ابو هنية رئيس الحكومة? خلال لقائه وفدا?ٍ قياديا?ٍ من حركة الجهاد برئاسة عضو المكتب السياسي نافذ عزام? الليلة قبل الماضية? التأكيد على أنه لم تثبت أية علاقة لأي مواطن من قطاع غزة في الجريمة التي أودت بحياة 16 جنديا?ٍ مصريا?ٍ في سيناء الأسبوع الماضي . ودعا الجانبان السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح بشكل عاجل .
ودخلت قضية الانفاق على خط المناكفة بين حركتي “فتح” و”حماس” . واعتبرت “حماس” أن دعم الرئاسة الفلسطينية لإغلاق الأنفاق “انتهازية رخيصة تتنافى مع القيم وتتجرد من المسؤولية الوطنية” . وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل? في بيان? إن ما صدر عن مؤسسة الرئاسة في رام الله من مطالبة بإغلاق الأنفاق يهدف إلى تشديد الحصار على غزة . وأضاف “أننا لم نرغب في هذه الانفاق التي صنعت اضطراريا لإغاثة أبناء قطاع غزة الذي حاصره العدو الصهيوني” . وأكد أن “حماس” تتطلع إلى اليوم الذي ينتهي فيه هذا الحصار وتنتهي معه الأنفاق? مضيفا?ٍ “نحن على يقين بأن القيادة المصرية الحكيمة لن تترك الشعب الفلسطيني محاصرا?ٍ” .
وكانت الرئاسة الفلسطينية دعمت إجراءات مصر “المطلوبة” لإغلاق الأنفاق التي اعتبرتها تهديدا للأمن القومي المصري ولوحدة الشعب الفلسطيني .
وقال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إن أنفاق غزة “اسهمت في تكريس حالة الانقسام الفلسطيني وأصبحت ومنذ فترة تشكل تهديدا?ٍ لأمن مصر القومي ولوحدة الشعب الفلسطيني واستقرارهما ومصالحهما الحيوية” . وأعلن مصدر في “حماس” أن تبادلا للأفكار يجرى مع السلطات المصرية بشأن إقامة منطقة تجارية حرة مع غزة لتكون بديلا عن الأنفاق . وقال المصدر ل (د .ب .أ)? إن تواصلا?ٍ مكثفا?ٍ يجرى عبر قنوات غير رسمية بين الحركة والسلطات المصرية بشأن وضع خطة شاملة لمعالجة الوضع الحدودي بين القطاع ومصر عقب الهجوم المسلح الأخير في سيناء . وذكر المصدر أن أبرز بنود الخطة المقترحة هو إقامة منطقة تجارية حرة تكون بديلا عن نشاط أنفاق التهريب التي تثير قلاقل أمنية للسلطات المصرية . وأوضح المصدر أن بحث إقامة المنطقة التجارية بدأ يأخذ منحنى أكثر جدية بعد هجوم سيناء الأخير وتصاعد الحديث عن ضرورة التخلص من أنفاق التهريب? مشيرا?ٍ إلى أن الحركة ترحب بأي إجراء رسمي يعوض قطاع غزة عن الأنفاق وأضرارها .
وفي مصر أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية محمد محسوب? تصريح “حماس” عن اقتراح إنشاء منطقة تجارية بين غزة ورفح? للتغلب على مشكلة أنفاق غزة? تحت إدارة مصرية للتخلص من اقتصاد التهريب الخفي وآثاره الأمنية . وقال عبر حسابه الشخصي على “تويتر” أمس? إن سيناء ليست محافظة رمال على الحدود بل هي بوابة مصر وجزء من قلبها تتلقى منه الخير وتواجه من خلاله الأخطار? ومضى عهد إهمالها .
من جانبه قال رئيس المجلس الاستشاري الأسبق منصور حسن إن إنشاء منطقة تجارة حرة فكرة إيجابية? “لكنها لن تمنع التسلل عبر الحدود المصرية مع غزة حيث إن التسلل يكون عبر طول الحدود وليس بمنطقة معينة? وبالتالي فإن إنشاء هذه المنطقة قد يمثل نوعا?ٍ جديدا?ٍ من تقديم الدعم لغزة وليس لمواجهة التسلل”? مؤكدا?ٍ أن هذا الأمر لا يحدث إلا بتشديد القبضة الأمنية على الحدود . غير أن الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف الليزل قال ل”الخليج” إن إنشاء مثل هذه المنطقة غير ضروري? خاصة في ظل هذا التوقيت “وإذا كانت هناك رغبة في العمل على إلغاء الأنفاق فلتكن التجارة عبر معبر كرم أبو سالم .