السيد نصر الله: مشكلتنا مع السعودية هي حربها على اليمن و”اسرائيل” بلا مستقبل
شهارة نت - بيروت
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، أنّ حزب الله ليس مؤهلاً للعب دور الوساطة في العدوان على اليمن لأن موقف الحزب مع الشعب اليمني وأنصار الله.
وقال: “لم يطلب من حزب الله بشكل رسمي التوسط لدى السيد عبدالملك الحوثي وفي هذا الامر نحن لسنا وسطاء وأنا لست وسيطا مع السعودية في اليمن”، وتابع لسنا لدينا مشكلة جذرية مع السعودية والإمارات وعلاقاتنا ليست مبنية على خلفية عقائدية أو دينية .
ولفت الى انه قبل أحداث اليمن التقى مع السفراء السعوديين في لبنان، واضاف “إشكالنا الاساسي مع السعودية بدأ في اليمن وهو مرتبط حكماً باليمن وصداقاتنا وعلاقاتنا لها علاقة بمجموعة من المبادئ والمصالح” مؤكدا ان التقارب السعودي من ايران لن يغير شيء من مواقف الحزب تجاه الحرب الظالمة على اليمن.
وقال السيد نصر الله في “حوار الأربعين” مع شبكة الميادين تعليقا على معادلة “كاريش”، التي أعلن عنها هذا الشهر في خطابٍ متلفز: إنّ “الرئيس الأمريكي، جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا”.
وأضاف: إن “الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز، و”إسرائيل” ترى فرصة في ذلك”.. لافتاً إلى أنّ “بايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا”.
وتابع قائلاً: “الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل “إسرائيل”، في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان”.
وقال السيد نصر الله: إنّ “الأمريكيين أدخلوا لبنان في دوامة المفاوضات فيما “إسرائيل” حفرت الآبار ونقبت عن الغاز وتستعد لاستخراجه”.. مشدداً على أنّ “الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط “هوف” أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية”.
كما أكد أن “ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن وليس غداً”.. لافتاً إلى أنّه “لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة”.
وأوضح أنّ “هذا العمل سواء في كاريش وما بعدها متوقف على قرار العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأشار إلى أن “الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن خط 23+”، وأنّ “الكرة الآن ليست في ملعب لبنان لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها”.
وشدد على أنَ “المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط”.
وقال: “إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في سبتمبر قبل أن يأخذ لبنان حقه، ذاهبون إلى مشكل”.. مضيفاً: “وضعنا هدفا وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه”.
واعتبر أنّ “الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته ولذلك المقاومة مضطرة لاتخاذ القرار”.
كما شدد على أن الهدف هو أن يستخرج لبنان النفط والغاز لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاته.
وقال السيد نصر الله: إنّ “بدايات الردع بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي بدأت عام 1985، عندما اضطر العدو الإسرائيلي، مبكراً، إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها”.
وأشار إلى أنّ “العدو الصهيوني تعاطى مع الشريط الحدودي كحزام أمني؛ لمنع المقاومين من دخول فلسطين، وحينها بدأ الردع”.
وأوضح أنّ هذا الردع، يومها، كان إنجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وليس حزب الله فقط.. لافتاً أيضاً إلى أنّ “المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية، وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة”.
وقال: إنّ “من عام 1993 حتى عام 1996، تم تحقيق مستوى عال من الردع”.
وأضاف: “تفاهم أبريل 1996 أسس لانتصار عام 2000، حيث باتت للردع عناوين عدة، بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد”.
وأكّد أنّ العدو الصهيوني أدرك، نتيجة حرب يوليو، أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود.
وأشار السيد نصر الله، إلى أنه “منذ حرب يوليو حتى اليوم، بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد”.
وتابع السيد نصر الله قائلا: إنّ العدو يلجأ، اليوم، إلى عمليات لا تترك أي بصمة.. ومنذ عام 2006 إلى اليوم، لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان”.
وكشف السيد نصر الله للمرة الأولى عن “وجود نوع من المسيّرات بحوزة الحزب يمكنه أن يذهب ويعود من دون أن يسقطه العدو”.
وقال: إنّه “لطالما دخلت مسيّراتنا إلى فلسطين المحتلة وعادت عشرات المرات خلال السنوات الماضية من دون أن يسقطها العدو الإسرائيلي”.. مضيفاً إنه “اتفقنا في حزب الله على إرسال النوع الثاني من المسيّرات الذي يمكن أن يسقطه العدو بهدف إحداث الأثر المطلوب”.
وعن إعلان المقاومة الإسلامية مؤخراً إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه حقل “كاريش” ضمن مهمّات استطلاعية، قال السيد نصر الله: “أجبرنا الإسرائيلي على إطلاق نار من الجو والبحر رداً على المسيّرات وأوقعناه في الفخ”.
وأوضح أنّ “العدو الإسرائيلي فشل في إسقاط مسيّرة ثالثة لم يأت على ذكرها لأنها سقطت في البحر”.
وأضاف السيد نصر الله إنّ “السفينة التي ستستخرج الغاز من “كاريش” إسرائيلية وإن كان العنوان أنها يونانية”.
كما أعلن أنّ” لدى المقاومة في لبنان قدرة بحرية دفاعية وهجومية كافية لتحقيق الردع المطلوب والأهداف المنشودة”.
وشدد على أنّ “حزب الله قادر على ردع العدو وضرب أهداف في أي مكان من بحر فلسطين المحتلة”.
وقال: “حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيرات الإسرائيلية دفعتنا لاتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا”..مشيراً إلى أنّ “المسيرات الإسرائيلية كانت تستبيح البقاع والجنوب بشكل كبير لكن الوتيرة خفت كثيراً بعد رد المقاومة”.
وأكد على “ضرورة أن يثق الشعب اللبناني بأن لدى المقاومة ما يكفي من القدرة البشرية والعسكرية والمادية كي تخضع إسرائيل لإرادة لبنان”.
وتابع: “إذا ذهبت الأمور إلى الحرب يجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو”.
وحول لجوء حزب الله إلى شركات صديقة للمساعدة، قال السيد نصر الله: “لم ننسق خطواتنا مع الاخوة السوريين أو الإيرانيين أو أي من حلفائنا في الداخل”.
وأعلن السيد نصر الله عن جهوزيته لـ”جلب الفيول الإيراني لمعامل الكهرباء اللبنانية مجاناً على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك”.
وقال: “للأسف الشديد ليس هناك جرأة سياسية في لبنان على هذه الخطوة نتيجة الخوف من العقوبات الأمريكية على الأشخاص وعائلاتهم”.