هل وعى قادة فلسطين المنقسمين الدرس
كتبنا وقلنا مرارا وتكرارا إن الانقسام الفلسطيني بين شقي الوطن لم ولن يخدم القضية الفلسطينية بالمطلق بل يخدم كل أعداء الشعب الفلسطيني وكل من تلتقي مصالحهم مع أعداء شعبنا لتنفيذ أجندتهم الخاصة من خلال استغلال هذا الانقسام والتشرذم والتقوقع في الحالة السياسية الفلسطينية .
ما حصل بالآونة الأخيرة من عملية قتل جبانة للجنود المصريين قامت بها فئة لا تمت للإنسانية ولا للإسلام بصلة ? أثبتت إن الخلاف السياسي الفلسطيني وحماقة الأطراف الفلسطينية المنقسمة على مصالحها الشخصية والتي أصبحت عندهم أهم من مصلحة الوطن والقضية والشعب ? انه يمكن تصدير أي مشكلة أو عجز امني أو سياسي إلى فلسطين بكل سهولة ? لتضاف ويلات ونكبات على هذا الشعب بفعل هذا الانقسام السياسي البغيض بين شقي الوطن .
القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية قاطبة مطالبة قبل أي وقت مضى بالشروع الفوري في إجراء حوار جاد وفعال لتطبيق المصالحة الفلسطينية والاتفاق على خطاب سياسي استراتيجي موحد ? وحتما إذا توفرت النوايا سيتم تطبيق المصالحة والأمر لا يحتاج أكثر من قرار شجاع ينم عن تعالي القيادة السياسة عن المصالح الحزبية وإعلاء كلمة ومصلحة الوطن .
أيها القادة إن الشعب الفلسطيني اكتوى بنار انقسامكم على مصالحكم وأثقل جسده المثخن بالجراح من الضربات التي يتلقاها من المحتل لتضاف إليها ضربات انقسامكم بل وزاد الأمر أن يعمل انقسامكم الحزبي إلى تعريض الشعب الفلسطيني إلى ضربات من الجوار ضربات في القلب لم يكن يتوقعها من شعب شقيق ضلله إعلام موجه يصطاد خلافته مع الحزب الحاكم على حساب أهل غزة الذين اكتووا بمغامرات سابقة لقيادتهم السياسية التي أخرجت خلافاتها الشخصية إلى الخارج .
من يظن انه من خلال الإشارة إلى طرف يعينه في تصدير مشكلات الخارج انه يسجل نقاط لصالحه فهو مخطئ ومجرم بحق الشعب الفلسطيني إن من يدفع الثمن أولا وأخير هو الشعب الفلسطيني وأهل غزة بشكل خاص ? وان كل من يتساوق مع هذه الأفكار هو يسئ لنفسه أولا قبل كل شئ .
ما يحصل حاليا هو جريمة بحق الشعب الفلسطيني قاطبة وليس بحق طرف معين? ذلك الشعب الذي اختلطت دماؤه بأشقائه المصريين في الحروب المستمرة مع المحتل البريطاني والإسرائيلي? ذلك الشعب الذي أوجعته الجريمة قبل أي جهة أخرى.
ما يحصل من تشويه ظالم للشعب الفلسطيني هو تراكم للانقسام السياسي الفلسطيني الذي يغذي التوجهات لتصدير أي مشكلة تجاه الشعب الفلسطيني عبر استغلال جهات لتمرير مخططاتها عبر النيل من هذا الشعب المظلوم التي تعرض للويلات على مدار التاريخ.
ما حصل في الآونة الأخيرة من جريمة بشعة بحق الجيش المصري ومحاولة زج غزة في ثنايا الجريمة يحتم بان تطبيق المصالحة الفلسطينية بات ضروري جدا لحماية فلسطين وشعبها من التوهان في رمال المناكفات السياسية وتصدير المشاكل تجاهها.
أشقائنا في مصر إن رد اعتبار قواتكم المسلحة لن يكون عبر حصار غزة وإيذاء أهلها الذين يكنون لكم كل الحب والاحترام ? وإنما يكون من خلال القضاء على مواطن الخلل في شبه جزيرة سيناء والضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون وتفويت الفرصة على من خطط واستفاد من هذه الجريمة ? الذي يعتبر الشعب الفلسطيني وأهل غزة الخاسر الأول منها .
صحفي وكاتب فلسطيني