نصب تذكاري بصنعاء يعظم الاحتلال التركي لليمن
“تخليدا?ٍ لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية خدماتهم ضمن الفيلق السابع في اليمن…”. بهذه العبارة تم تقديم النصب التذكاري? الذي أقيم أمام مبنى مجمع وزارة الدفاع? في صنعاء? بالقرب من “باب اليمن”. ورغم أن الجنود الأتراك كانوا غزاة في اليمن? يعد هذا النصب احتفاء واضح بهم? وتخليد أرواحهم وذكراهم? عبر إقامة نصب تذكاري في قلب عاصمة اليمن كما جاء أ?ْثناء افتتاح هذا النصب وتشيده.
يلاحظ الزائر لذلك النصب علم دولة تركيا يرفرف عاليا?ٍ ويحضر على الزائرين دخول أو تصوير ذلك النصب المحاط بسوار حديدي ? ويعد تمجيدا?ٍ لذلك الغزو الذي أصبح اليوم بنظر البعض محل تقدير وتمجيد ايضا?ٍ.
غزا الأتراك اليمن? وظلوا محتلين لها لنحو 166 عاما?ٍ? إذ بدأ الغزو الأول في 1539م حتى تم إخراجهم من اليمن عام 1636م? إثر قيام ثورة بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم. وبدأ الغزو التركي الثاني لليمن عام 1849م? واستمر إلى أن دخل الإمام يحيى حميد الدين مدينة صنعاء عام 1336هـ/ 1918م? وأعلن نفسه حاكم?ٍا.
وتقول ايضا?ٍ الواجهة المكتوبة نحتا?ٍ على ذلك النصب “الفيلق السابع في اليمن كمنطقة مهمة في التاريخ التركي” وهو الفيلق الذي مارس انتهاكات كبيرة ومذهلة ضد اليمنيين..
تم افتتاح هذا النصب 12 يناير 2011بحضور وزير الدفاع ? اللواء ركن محمد ناصر احمد? ونائب رئيس هيئة الأركان? اللواء ركن علي سعيد عبيد? ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة? اللواء ركن محمد علي القاسمي? ومدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع? العميد ركن علي الشاطر? ووكيل أول أمانة العاصمة? محمد رزق الصرمي? وسفير اليمن في أنقرة? الدكتور عبد القوي الإرياني? وسفير تركيا بصنعاء محمد دونماز.
وتناقلت الصحف الحكومية والمواقع حينها الخبر وجاء فيها “افتتاح نصب تذكاري للجنود الأتراك الذين استشهدوا في اليمن ” في وصف تعبيري يدل على إن الجنود الأتراك لم يكونوا غزاة وإنما عكس ذلك.
وخلال افتتاح النصب? أشاد جول بالرئيس السابق? علي عبد الله صالح? على “دعمه لإنشاء هذا النصب التذكاري, الذي سيسهم في ترسيخ العلاقات المتميزة بين البلدين”.
وأشار الرئيس إلى إسهامات أبناء اليمن وتركيا في حماية المقدسات الإسلامية باعتبارها من أهم القواسم المشتركة بين الشعبين اليمني والتركي, وليس كما يصور البعض اليوم التواجد العثماني في اليمن وغيرها من الدول العربية بالاحتلال.
فيما اعتبر الملحق العسكري بالسفارة التركية بصنعاء هذا النصب ليس تكريما لأبناء تركيا فحسب, بل تأكيدا لحرص الجانبين على الارتقاء بالعلاقات التاريخية بينهما إلى مستوى أرحب من التعاون في مختلف المجالات.
يذكر أن مباني العرضي صممت وفق مخططات وتصاميم هندسية دقيقة أعدها مهندسون أتراك كمبان ومنشآت رئيسية استمر بناؤها من العام 1099 وحتى عام 1321 هجرية ويحوي المعرض ومراحل بناء المجمع وما تحكيه الصور من مراحل الحكم العثماني لليمن
وهناك في صنعاء مقبرة بنيت لشهداء مصر الذين حاربوا مع اليمنيين وتقع إلى جوار النصب الذي بني مؤخرا?ٍ للغزاة الأتراك وقد أثار هذا النصب حالة غضب واسعة بين الطبقة المثقفة في اليمن نتيجة الفارق الكبير بين النصبين .
ويبرر عمل ذلك النصب الكثير من الحزبيين الذي تربطهم علاقة مع تركيا حاليا?ٍ أن الغازي التركي لم يكن سوى فاتح أسلامي ..وتبريهم هذا يضع تساؤلات عديدة أهمها هل كانت اليمن كافره قبل دخول الفاتحين الأتراك??
وكانت يومية صحيفة الشارع يوم السبت الماضي قد تناولت الموضوع بلقطة في صفحتها الأخير بعنوان “إذلال فاضح لليمن وشعبه ” وقالت إن إزالة هذا النصب مهمة وطنية تقع على عاتق كافة اليمنيين
*معلومات عن النصب.*
شيد النصب التذكاري على شكل هرمي في أمانة العاصمة?تخليدا?ٍ لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم في اليمن واختير في شكله الهرمي كرمز لفكرة الخلود في الحضارة اليمنية القديمة
النصب بني من أحجار البلق التي اختيرت من مواقع نظيفة وشكلت بطريقة جميلة? بارتفاع 10.6امتار وبعمق 6 أمتار في حين يبلغ عرض الحوائط عند القاعدة (3×3) م وينتهي قطره 60سم ويوجد «استيل» صلب حول النصب التذكاري مع سلسلة من الفولاذ الخالص وكذا سارية الأعلام من الفولاذ الخالص.
وقال مدير الشركة المنفذة ان النصب التذكاري التركي يقع أمام مجمع الدفاع العرضي من الجهة الغربية مطل على السائلة شيد على مساحة 2400م2 وقد بدا العمل فيه في فبراير 2010م وانتهت كافة الأعمال في اغسطس, ويتكون من جزر وسطية “حدائق” وممرات وقاعدة النصب التذكاري التي تقع على مساحة 20×10م يرتكز عليها الارتفاع من الشارع الى النصب 1,6م ويرتفع 9 أمتار يتدرج في قطره بشكل هرمي تبدأ قاعدته 3 3xم وتنتهي بـ60سم وقاعدته 6 أمتار وبجانبه كتابان مفتوحان من الحجر صمما بطريقة فنية جميلة نقش عليها بالعربية والتركية “ تخليدا?ٍ لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية خدماتهم ضمن