ضربت موجة غير مسبوقة من الجفاف غربي الولايات المتحدة، وسجلت المنطقة تراجعا كبيرا في منسوب مياه البحيرات.
وقالت شبكة “بي بي سي” البريطانية في تقرير ميداني نشرته على موقعها الرسمي يوم السبت: “نحن هنا في ولاية أريزونا، قرب الحدود مع ولاية نيفادا، وعلى مسافة قريبة من لاس فيغاس، وبحيرة ميد، التي تشكلت بعد بناء سد هوفر، على نهر كلورادو، نطالع أكبر بحيرة لتخزين المياه، في الولايات المتحدة بأسرها، بحيرة ميد”.
وأضافت “تشهد البحيرة التي توفر المياه لنحو 25 مليون إنسان يعيشون في 3 ولايات أمريكية، والمكسيك، تراجعا حادا في مستوى المياه فيها، وبدأت المناطق المحيطة بها تتحول إلى الجفاف، وتصبح سهولا قاحلة”.
وكشف تراجع مستوى المياه في البحيرة عددا من الجثث لضحايا عمليات قتل، ألقيت فيها سابقا، إحداها كانت موضوعة داخل برميل بعد تلقيها رصاصة، وظن القاتل أن الجثة ستبقى مخفية في قاع البحيرة، للأبد، لكن الجفاف غير المعادلة.
وفي الوقت الذي أعادت فيه الجثث التي تظهر في البحيرة، إلقاء الضوء على تاريخ عصابة لاس فيغاس، يحذر خبراء المياه من مستقبل أكثر صعوبة، لو استمر تراجع المياه في البحيرة للمستوى الذي لا يسمح لسد هوفر بإنتاج الطاقة الكهربائية، أو إمداد المجتمعات المعتمدة عليه بالمياه.
وأفادت الشبكة البريطانية بأن السلطات أصدرت تعليمات لسكان ولاية كاليفورنيا بتخزين المياه، حتى لا يعانوا من نقصها، حيث من المتوقع أن يزداد الجفاف مع فصل الصيف.
كما حذرت السلطات المواطنين من استخدام المياه بشكل مفرط، لرش حدائقهم المنزلية، وتقليل المياه المستخدمة لأغراض النظافة والاستحمام.
وفي لوس أنجلوس، تطالب السلطات العديد من السكان بتقليل كميات المياه التي يستخدمونها بنسبة 35 بالمائة، وذلك بعدما سجلت الولاية أسوأ بداية لموسم جفاف منذ بداية نظام التسجيل.
وتحذر وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” والتي تراقب مستويات المياه، من أن الغرب الأمريكي، يدخل الآن واحدا من أسوأ مواسم الجفاف في التاريخ.
وقال عالم المياه في ناسا جي تي ريغار لـ”بي بي سي” إن “درجات الحرارة ترتفع، والرطوبة تتراجع، وكذلك معدلات تشكل الجليد، وبالتالي تتجه البحيرات إلى الجفاف، ثم في مناطق حارة مثل الغرب، تشتعل النيران في الأعشاب الجافة”.
وأضاف “هذه التبعات تزداد سوءا، بشكل مستمر، أشبه بمشاهدة كارثة تحدث بالعرض البطيء”.