كيف شارك الطيران المسيّر والقوة الصاروخية في إدخال الأدوية والغذاء الى الدريهمي المحاصرة؟
شهارة نت – تقرير
كشف الجزء الثاني من السلسلة الوثائقية “الدريهمي حصار وانتصار” عن ابتكار طرق جديدة لإدخال الأدوية والمواد الغذائية إلى السكان وأبطال الجيش واللجان الشعبية في مدينة الدريهمي المحاصرة، باستخدام الطيران المسيّر والصواريخ.
وأكد الجزء الثاني أن العدوان بعد أن فشل في اقتحام مدينة الدريهمي غير إستراتيجية، فاتخذ من عامل الوقت عنصرا لخطته الجديدة، مراهنا على نفاد ما يدخره المرابطون من غذاء وسلاح، وبدأ بالحصار المطبق على المدينة وقصفها بالمدفعية والدبابات والبارجات وتدمير كل مقوّمات الحياة، مستخدما سياسة الأرض المحروقة.
وركّز على معاناة الجرحى والمرضى جراء قصف العدوان للمستشفيات والمراكز الصحية، ما دفع الطواقم الصحية إلى استخدم أحد المنازل كمركز صحي لتقديم خدمات الإسعافات الأولية، رغم شحة الإمكانيات والأدوية والكوادر.
ووثق الجزء الثاني من السلسلة الوثائقية قصف العدوان للمراكز الصحية ومنازل المواطنين والضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، وتعمد طيران العدوان قصف ثالث مركز صحي تم إنشاؤه داخل المدينة بما يحتويه من أدوية، ما أدى إلى وفاة الكثير من المرضى خاصة حالات الأمراض المزمنة جراء عدم وجود الأدوية.
وبحسب الفيلم، بعد 40 يوما من الحصار تم التواصل من المعنيين في الطيران المسيّر، وبدأت القيادة بالبحث عن حلول لإيصال الأدوية لسكان المدينة بالطرق المناسبة.
حيث تم ابتكار طريقة لإيصال الأدوية بالطيران المسيّر، ووثقت المشاهد عملية إنزال الأدوية الخاصة بالمرضى والجرحى إلى داخل مدينة الدريهمي المحاصرة باستخدام الطيران المسيّر.
عاود العدو بعد 46 يوما من الحصار الزحف على مدينة الدريهمي بتكتيك جديد اعتمد على تكرار الهجوم، لكي يرهق أبطال الجيش واللجان الشعبية، وتمكن مرتزقة العدوان خلال الزحف، الذي استمر أربعة أيام، من التقدم إلى مبنى المجمع الحكومي بالمدينة.
وأظهرت المشاهد تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية من صد الزحف واستعادة المناطق التي تقدم إليها العدو في زحوفاته الأربعة وصولا إلى تطهير المجمع الحكومي، وتكبيد مرتزقة العدوان خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وبعد مرور 75 يوما، بدأ مخزون الأغذية في مدينة الدريهمي، الذي يعتمد عليه الجميع، في التناقص ووصل الحال إلى موت بعض المواطنين من الجوع.
وبحسب المشاهد، فقد عمدت قوى العدوان على زيادة معاناة المواطنين من خلال استهداف خزانات المياه لحرمانهم من الماء، ما دفعهم إلى الاستفادة من آبار المياه القديمة باستخدام الحبل والدلو للحصول على المياه.
ونتيجة لتزايد معاناة المواطنين في المدينة، ابتكرت القيادة حلولا جديدة لإدخال المواد الغذائية بالصواريخ، ووثقت المشاهد عمليات إطلاق الصواريخ التي تحمل المواد الغذائية والحليب والعصائر وحتى الملابس ووصولها إلى داخل مدينة الدريهمي، وبمعدل ثمانية إلى عشرة صواريخ في اليوم.
حيث بلغ عدد الصواريخ، التي تم إطلاقها، ألفين و500 صاروخ تحمل مواد غذائية متنوعة للمحاصرين داخل مدينة الدريهمي من المواطنين والمرابطين، في ظل عدم الاستجابة للمناشدات الإنسانية بزيادة معاناة المواطنين، جراء نقص الغذاء والدواء.
وبحسب الجزء الثاني من السلسلة الوثائقية، فقد تم إدخال أول قافلة من قِبل الأمم المتحدة إلى المدينة، لكن معظمها كانت صوابين ودبات فاضية للماء ودقيق منتهي الصلاحية، فيما المواطنون يحتاجون إلى مواد غذائية.
ووثق الفيلم أبرز الزحوف التي نفذتها قوى العدوان على مدينة الدريهمي بتأريخ 5 ديسمبر 2018م قبل اتفاق السويد، واستخدمت فيه جميع الأسلحة والطيران الحربي والاستطلاعي، مصحوبة بقوّة من المدرّعات والأطقم بهدف حسم المعركة في المدينة.
وأظهرت المشاهد الخطة، التي اتخذها المرابطون من خلال استدراج المرتزقة إلى مناطق ضيقة، والاشتباك معهم وتكبيدهم خسائر فادحة وتدمير آلياتهم.
ورغم التوصل إلى اتفاق السويد أواخر ديسمبر 2018م، إلا أن مرتزقة العدوان واصلوا قصف مدينة الدريهمي بالمدفعية والدبابات ومختلف الأسلحة واستمرار التحليق للطيران الاستطلاعي، ولم يلمس أبناء المدنية والمرابطون فيها أي تأثير للهدنة، بل اعتبروها مؤامرة.