هُدنة مع وقف التنفيذ
بقلم د/ مهيوب الحسام
الهُدنة لا تقاس بمدتها أَو بفترتها الزمنية المعلَنة وإنما تقاس بتنفيذ بنودها، فبعد انقضاءِ ثلثَي الفترة الزمنية للهُدنة دون التزام العدوان بتنفيذ أيٍّ من بنودها من رفضه وصولَ الرحلات المدنية والتجارية من وإلى مطار صنعاء والمتضمنة رحلتين أسبوعياً إلى استمرار قرصنته على سفن المشتقات النفطية ومنعها من دخول ميناء الحديدة ورفضه لإطلاق الأسرى، ناهيك عن آلاف الخروقات الميدانية للهُدنة بغاراته الجوية وطيرانه التجسسي والضرب المدفعي والصاروخي، والهُدنة تنص على وقف العمليات العسكرية براً وبحراً وجواً.
وبرغم التزام الجانب اليمني بالهُدنة ولكن أمامَ هذا التعنت والرفض من قبل العدوان لتنفيذِ بنودها لا نستطيعُ اليومَ الحديثَ عن وجود هُدنة من الأَسَاس إلا كوقتٍ مستقطَعٍ ومسافة زمنية يملؤها العدوانُ بكثيرٍ من أكاذيبه وأضاليله وزيفه ومغالطاته وآخرها فضيحة إطلاقه لعدد من العمال والصيادين والمقيمين اليمنيين المختطفين المحتجزين لديه على أنهم أسرى وعدد من تكفيرييه ممن كانوا بغوانتنامو ومن تم إخراجهم من مصنع أزوفستال وإرسالهم للمحافظات والمناطق المحتلّة ناهيك عن حشده وعملياته العدوانية التي لم تتوقف يوماً.
ونذكر هنا بأن الجانبَ اليمني يرحّب بالإفراج عن كُـلّ العمال والمقيمين المحتجزين في سجون كيان العدوان السعوديّ بل إنه يرفض مضايقتهم وظلمهم وامتهانهم ومصادرة أملاكهم وأكل حقوقهم وإذلالهم فهم مواطنون يمنيون أهل عزة وكرامة وإباء وهو يقف معهم وإلى جانبهم ويدعو سلطات الكيان لإنصافهم ومعاملتهم بكل احترام وهذا حقهم وفقاً لاتّفاقية الطائف وحق الجوار ولكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، أما أن يتم مطاردتهم واعتبارهم أعداء وأسرى حرب فهذه فضيحة وهي مرفوضة رفضاً قاطعاً.
وفي هذه الحالة فَـإنَّ على أن يتذكر بأنه هو من طلب الهُدنة وذهب إلى مسقط لاهثاً وراءها بعد عمليات كسر الحصار وأنها كانت حاجة ملحة له وعليه أن يدرك جيِّدًا بأنه بعدم التزامه بتنفيذ الهُدنة يلعَبُ بالنار التي ناشد أصيلَه الإنجلولوصهيوأمريكي وكُلَّ العالَـم لإنقاذه منها في وقت سابق قريب دون جدوى وأنه إذَا كان يراهن على مرتزِقته وما قام بتشكيله من مجلس قيادي من نزلاء فنادقه بمرسوم ملكي لينهيَ به سبع سنوات من شماعة شرعية كاذبة ادّعى إعادتها إلى صنعاء لن ينفعوه ولن يغنوا عنه شيئاً وسيجد مجلسه كسراب بقيعة في نهاية المطاف، أما إذَا كان يعتبر أن الهُدنة عنوانٌ وغطاء أمميٌّ لاستمرار عدوانه وأن الشعب اليمني لن يرد فهو واهم.
وأخيرًا فَـإنَّ على العدوان أن يدركَ جيِّدًا أن الشعب اليمني العظيم المؤمن المجاهد المواجِه لعدوانه وبقيادته الثورية الواعية المدركة المؤمنة المجاهدة عندما اتخذ وقيادته القرار الصائب بمواجهة عدوانه ومنذ 2015م وهو يعلمُ ما لديه من قوة سلاح ومال لم يكن يراهن على هُدنة ولا مشاورات ولا مفاوضات وسواها لإنهاء العدوان وإنما راهن على الله وحدَه؛ إيماناً به وثقة بنصره وعلى سواعد الرجال من أبنائه المؤمنين المجاهدين وبحقه في الحرية والاستقلال وبعدالة قضيته وسيستمر في المواجهة حتى النصر والعاقبة للمتقين.