الحكم العضوض
عندما يطل علينا رئيس دولة من على شاشة التلفزيون بصورة مذهلة? وحالة مرضية عقيمة? وخطاب سياسي مثير للشفقة? لا نملك من القول إلا “لا حول ولا قوة إلا بالله” ولكن أن تسمح له بحرية التعبير في وطننا ونحن كمواطنين يطلب منا أو أقول نجبر على السكوت عن قوانين الخنوع والاستعباد? فهنا أقول “حسبنا الله ونعم الوكيل”? وأتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من بعدي حكم عضوض”? عندما يعلن قائد الثورة والحرية قاذف الرعب بين أمته وشعبه بنقل الحرب إلى أوربا? فقط لإثبات قيام قاعدة جديدة? وذلك من قبل زعيم مسلم آخر وفي العلن لنقول للعالم ها نحن العرب? ها نحن المسلمون? نحارب العالم ونقتل شعوبنا من أجل الجلوس على كرسي الحكم? والتمتع بثروات النفط الخام? الذي أصبح سببا في كل الحروب وكل المسابقات للاستمرار في الجلوس في السلطة حتى لو كان على حساب الأمة? دماء تهدر? وإنسانية تسحق تحت صخور الاستبدادية لأجل الحصول على دراهم معدودة? لنريهم ثراء وعنفوان وقوة? لم يكتفوا بمص دماء شعوب مواطنين الدول العربية في أخذهم المال العام بلا حق? ولا توزيع الثروات? بل مصرين أن يسحقوا الآدمية والاحترام من عروقنا? والتهديد لأبنائنا ? بأن نسكت على الغلط? ونخالف الأحكام الإلهية بطلب الحقوق الإنسانية وفق تعاليمنا الإسلامية? ونقول لا للفساد? ونعترض على الإفساد? وتحريف الرسالة التي بعث بها صاحب النور الذي أضاء نوره البلاد وأنار الطريق حتى وصل إلى الشام? وبرز بأخلاق لم تعرف من قبل? وأشاد بالعدل والمساواة? وفك سلاسل العبودية? وأزال الطبقية? وحث على الإيمان داخل القلوب? ونبذ المنافقين? وسطع نجمه وأضاء بصرة? وأشتد بريقه حتى أصبح الشمس المضيئة في تاريخ الإنسانية من أخلاقه التي جعلها إرثا لنا حتى نستعملها في حياتنا لاستقرار مجتمعاتنا وصلاح أمتنا.
ولكن للأسف ما نراه الآن هجوم شديد على كل من تسول له نفسه الحديث? ويصفونه بشتى المسميات? ويحرفون كلامه عن مواضعه? ويضعونه في خانات? ويتهمونه بالانتماءات السياسية والمذهبية? لأنهم ببساطة أضاعوا الطريق? ونسوا رب رحيم? غلفت قلوبهم المعنى الحقيقي للحقوق الإنسانية? وقالوا عنها أنها مسميات غربية لانحراف مجتمعاتنا العربية والإسلامية? ولم يعرفوا أنها في الأصل محمدية? فإنه صلى الله عليه وسلم هو منبع الحقوق الإنسانية? التي جاء بها وأرسل من أجلها للعالمين .
“حكم عضوض”? يعض على الجلوس على الكراسي? على حساب ضياع أمة بأكملها? وعلى حساب إنسانيتنا? فلم يعودوا يبالون لأنهم يعرفون نقطة ضعف الشعوب العربية? وهو الإذعان والعبودية? للدراهم والسلطة والألقاب? فأصبحوا يبذلون المليارات لاستقرار أمكنتهم التي احتلوها منذ عهود? ولا يزالوا متمسكين عاضين عليها حتى الممات.
الثورات العربية لم تنشأ من ضغوط دولية? بل من حكمة إلهية حتى يؤمنوا بأن الله مع المظلوم? كما أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم? وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله من حاجب? فمن رفع يده إلى الخالق بقلب حروق على أبنائه الشهداء وعلى من وضعهم في غياهب سجون الرأي والإنسانية? وعلى من استعملوا الأطفال والأموال للضغط على كل من يريد الحق والمساواة والعدل للفقراء وكل الطبقات? سينال جزائه? فإن الله يمهل ولا يهمل? وكل من يعتقد أنه فوق كل هذا فهو من قال الله عنهم “يمدهم في طغيانهم يعمهون”.
رسالتي لكل ظالم ومستبد? ولكل طاغ? ومن يريد حكما عضوضا أن يفكر مرتين قبل أن تقترب منيته? ويقول مثل فرعون آمنت بالله الواحد القهار? حتى تشهد عليهم أيديهم وارجلهم وألسنتهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون.
فلنستمد قوتان وإصرارانا على حرياتنا والعدل في بلادنا من سيرة رسلونا الذي لم ينادي بالإسلام خلال عشرين عاما? وتدرج بالتطبيق بخطة دقيقة مرسولة من رب العالمين? ولم تكن أبدا خططه في الحرب ارتجالية بل بتحاليل استراتيجية? وحلول منطقية واقعية? حتى ينال المطلوب وهو النصر على الأعداء? بأقل الخسائر والأرواح? فليكن عبرة لنا? ولنتألم في سيرة رسولنا حتى ننال الآمال ونعيش بامن واستقرار وعدل ومساواة ونتعدى حتى آمال الشعوب العربية? لنيل المساواة والحرية? ونكون نحن المثال للحقوق الإنسانية لأننا أجدر بها من الشعوب الغربية? كفانا غسل للعقول باسماء دينية وسياسية من أجل سلب ما تبقى لنا من إنسانية? ولكن يجب أن نفكر بأسس فعلية حتى نحظى بالتحرر من العبودية.
كفانا توجيه أصابع الاتهام إلى كل من يجرؤ على التعبير عن الآمال ونقول عنه أن ورائه جهات أجنبية? أ فقدنا الأمل في عقولنا العربية الأبية التي ترفض الإذعان والخوف إلا من رب العباد? فالساعة آتية لا ريب فيها? و?ِم?ِن? ي?ِع?م?ِل? م?ث?ق?ِال?ِ ذ?ِر?ِ?ة?ُ خ?ِي?ر?ٍا ي?ِر?ِه?ْ , و?ِم?ِن? ي?ِع?م?ِل? م?ث?ق?ِال?ِ ذ?ِر?ِ?ة?ُ ش?ِر?ٍ?ا ي?ِر?ِه?ْ.
لن ينفع التهديد بعد الان? وهذا هو الأذان من على كل مأذنة لكل طاغية وباغ بان الله أكبر من كل كبير? وهو المسيطر على الجميع فمن وضع الروح في الإنسان