الهدنة … الفرصة التي ربما لن تتكرر
بقلم/منير الشامي
انقضى الشهر الأول من الهدنة ومضى من عمرها نصفه وبدأ النصف الآخر في ظل التزام القيادة اليمنية بالوفاء الكامل بكل بنودها وتحركها الجاد على كل المستويات لتحريك ملفاتها بنية صادقة رغم كل ما رأته من خروقات نظام الرياض ومرتزقته لها من لحظة إعلانها وفي كل يوم وساعة مما مضي منها ما جعلها هدنة أحادية الجانب.
وربما نسي النظام السعودي الغاشم أن مبادرة الثلاثة أيام قدمها فخامة الرئيس بعد عملية كسر الحصار الثالثة التي زلزلت عرش ذلك النظام وإصابته في مقتل وفي لحظة كان فيها ذلك النظام قد كلًّ وملّ من طرق كل الأبواب باحثا عن وسيط لوقف عمليات كسر الحصار ولذلك ما برح يوما هو ومرتزقته عن خرق هدنة الشهرين التي أعلنتها الأمم المتحدة وكأن هدفها هو وقف عمليات كسر الحصار والتزام قيادتنا بها فقط، أما نظام الرياض ومرتزقته فلا تسري عليهم ولذلك لم يرفعوا الحظر عن مطار صنعاء ولا توقفوا عن ممارسة القرصنة ولا تجابوا مع ملف الأسرى ولا مع أي بند آخر بل على العكس انطلقوا لحياكة مؤامرات جديدة بدأت بنسفهم للشرعية التي اتخذوها ذريعة لعدوانهم وإلى مؤامرة مجلس القيادة لنسخ مقلدة للدنبوع الأصلي ثم مؤامرة البحر الأحمر وإلى الخداع والمكر وخرق الهدنة بل وعاودوا القصف بطيرانهم.
لقد رحبت قيادتنا بهذه المبادرة لا خوفا فمثلها لا تخاف إلا الله ولا حرصا على سلامة أهداف فلم يعد لدينا هدف نخاف عليه.
بل تنفيذا لأمر الله بالجنوح إلى السلام ولتؤكد حرصها ورغبتها في إحلال السلام العادل والمشرف والبنا، ومن المؤكد أن قيادتنا ستلتزم بتنفيذ بنود الهدنة وستظل تطالب الأمم المتحدة بالزام الطرف الآخر بالوفاء بتنفيذ بنود الهدنة حتى الدقيقة الأخيرة منها لأن أخلاقها القرآنية حكمةً وحلماً وأناءة وصبراً تجعلها تقرر ذلك ، لكنها بكل تأكيد تحتفظ بمفاجأة عظيمة لتحالف العدوان وقد أعدت قرارات مصيرية لما بعد الهدنة لن يحمد نظام الرياض ودول العدوان ومرتزقتهم عقباها وقيادتنا واثقة من ذلك لأنها تسير وفق رؤية إيمانية وتتحرك من منطلق قرآني قال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وقال الله سبحانه وتعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْـمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.