قيادي سابق في حزب الاصلاح يفضح نوايا المعارضة ويؤكد خشيتها من شباب الثورة على الحكم
أكد الناشط اليمني خالد الآنسي, الذي قدم إستقالته من حزب “الإصلاح الإسلامي”, أن “الثورة المقبلة ستكون داخل الأحزاب”? لافت?ٍا الى أن “المستقبل لا يمكن بناءه إلا بثلاثية الأحزاب?-والإعلام المستقل?-ومنظمات المجتمع المدني التي تحولت إلى دكاكين هدفها الإسترزاق”.
ويضيف الآنسي: “أما الأحزاب? فانتهى العمر الإفتراضي لقياداتها. ولن يكون في مقدورها التعامل مع المستقبل. كما لم يعد هناك قبول للأيادي المرتعشة. ولهذا أرى حراكا?ٍ سياسيا?ٍ داخل هذه القوى سينتج عنها ما هو أشبه بالثورات على صعيد قياداتها”.
ويقول الآنسي في حديث لموقع “NOW” أن “الهدف من إقصائه هو منع صوته من الوصول للناس لأن أفكاره لا تتفق مع أجندة الأحزاب السياسية التي تمضي للتسوية”.
واذ يلفت الى أنه “ليس ضد الحوار الوطني الذي تجهز له اليمن حاليا?ٍ”? يرى الآنسي أن “الأجواء الطبيعية للحوار المتكافئ غير موجودة”? مشيرا?ٍ الى أن “الحوار الحالي لن يخدم الثورة وإنما سيساهم في إعادة إنتاج النظام السابق”.
ويستغرب الآنسي “زج الشباب في هذا الحوار وكأنهم طرف في الصراع? ولا سيما أن الحوار ي?ْفترض أن يكون بين أطراف متصارعة”? معتبر?ٍا أن هذا الزج “يجعل الشباب طرفا?ٍ أضعف لأنهم يفتقرون للتنظيم? وبالتالي يكون وجودهم فقط “لملء الكراسي وإدخالهم في مسرحية تم الإتفاق مسبقا?ٍ على نتائجها”.
“حيا بهم”
في بدايات الثورة اليمنية? كان هناك تشجيع للأطراف كافة على الإنضمام.
وحينها? انتشر مصطلح “حيا بهم” (أهلا?ٍ وسهلا?ٍ) للتعبير عن الترحيب بالمنضمين الجدد. فهل ندم الآنسي على كونه من ضمن المشجعين على الإنضمام للثورة وخصوصا?ٍ بعد دخول أطراف سياسية ت?ْتهم بمشاركة النظام السابق فساده?
يقول الآنسي إن “مصطلح حيا بهم قيل للقبائل عندما كانت تساعدنا على إدخال الخيم للساحات? حين كان النظام يمنعنا من ذلك ولم يكن مصطلحا?ٍ سياسيا?ٍ. نادينا الجميع للإنضمام بشرط أن الثورة ليست صك غفران لما بعد ذلك. ولكننا لم نكن مع مشروع محاكمة ضمائر الناس? ولسنا مع إنشاء محاكم ثورية. كنا نريد بناء صلح مع كل الأطراف? بشرط أن لا تكون هناك تدخلات في المسار الثوري ولكن للأسف الأحزاب نكثت بهذا الوعد”.
ويضيف أن الثوار الشباب “طالبوا الأحزاب بأن تحل نفسها وتنزل إلى الساحات? وتمنوا أن يروا?ٍ خيما?ٍ لهذه الأحزاب التي اختارت المسار السياسي”.
ووفقا?ٍ للآنسي? فإن الأحزاب اليمنية “اختارت هذا المسار لأنها غير مستعدة لأن تكون البديل في حال سقوط النظام بالكامل. ولهذا? عملت الأحزاب على إعاقة ظهور قيادة شبابية كارزماتية لأنها خشيت من خطف الشباب الحكم”.
ومع اعتراضه على أداء الأحزاب? يجد هذا الناشط الشاب أن اللواء علي محسن استفاد من الثورة وأفادها.
ويضيف أن هناك “من أطلق إشاعة بأن علي محسن زار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في السعودية عندما ذهب للعلاج ليصفوا محسن بأنه خائن للثورة. وتبين بعد ذلك أنها مجرد إشاعة? وي?ْدافع من أطلقها عن زوار صالح يوم إحتفاله بذكرى توليه منصبه الرئاسي السابق كونها “عملا?ٍ انسانيا?ٍ”. ويتهم أطرافا?ٍ لم ي?ْسمها بأنها “كانت تحاول ضرب الجيش النظامي? وتقاربهم من صالح الآن يثبت ذلك”.
السياسيون والثأر لأنفسهم
أثارت حملات مهاجمة أطراف سياسية تابعة للمعارضة إستياء كثير من الناس? وات?ْهم حزب “المؤتمر” بزعامة صالح بالوقوف وراء هذه الحملات التي كان آخرها إتهام وزيرة حقوق الإنسان-حورية مشهور بتشجيع الحريات الجنسية وبالمطالبة بإلغاء آيات قرآنية.
لكن الآنسي يعتبر أن ما فعلته مشهور من تجميد لنشاطها في الحكومة “جاء إعتراضا?ٍ على ما قيل عنها في صحف النظام السابق ولم يأت تعبيرا?ٍ عن غضبها من إستمرار إعتقال الثوار”.
ويتابع الآنسي: “ما زلنا نحب أن نثأر لأنفسنا وليس للمبادئ الوطنية. ينطبق هذا السلوك على ما حدث في خصوص إهانة عضو البرلمان الشيخ الشائف رئيس الوزراء محمد باسندوه. فرد الفعل الغاضب كان دفاعا?ٍ عن شخص باسندوه لا أكثر”.
خلافات مع كرمان
هذا وارتبط إسم الآنسي بإسم توكل كرمان في ذروة الثورة اليمنية.
ولكن الأول وجه أخيرا?ٍ انتقادات كثيرة لكرمان? سواء في الصحف أو على صفحته على “فايس بوك”.
وفي هذا الإطار? يقول إن “توكل كرمان هي رفيقة نضال وصديقة وأخت ورفيقة في النشاط الحقوقي? هناك تباين في الفكر لأنها انضمت للتسوية السياسية منذ فترة ولم تصرح بهذا علنا?ٍ”? مشير?ٍا الى أن “انضمامها هذا يتناقض مع تصريحاتها السابقة وشعار (لا تفاوض لا حوار) الذي كانت تنادي به? والدولة المدنية التي كانت تدعو اليها? ما يناقض الواقع الحالي فالرئيس الحالي عسكري وليس مدنيا?ٍ? وهو خيار فرض علينا”.
ويضيف الآنسي: “ومع أن الثورة قامت ضد الفساد? إلا أن المليارات أ?ْنفقت على الإنتخابات? ولكن للأسف أنها انضمت إلى قطار التسوية. فتوكل أخطأت حين شاركت في هذه التسوية. أنا وتوكل جمعتنا الثورة? وفرقتنا الرؤى السياسية”.