في حواره مع صحيفة سعودية.. العقل المدبر لعملية الأمن الوطني السوري يكشف عن التفاصيل
كشف العقل المدبر لعملية التفجير التي استهدفت مقر الأمن الوطني السوري في قلب العاصمة دمشق? وأودت بحياة وزيري الدفاع والداخلية? ونائب رئيس الأركان آصف شوكت? إضافة لرئيس خلية إدارة الأزمة اللواء حسن تركماني? عن بعض تفاصيل التجهيز للضربة التي أفقدت نظام بشار عقله وكبار معاونيه.
و نشرت صحيفة اليوم السعودية حوارا مع الرائد ” جواد…….. ” , العقل المدبر للعملية, نفي من خلاله ما ن?ْشر علي مواقع عربية من وجود اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق, ضمن الاجتماع الذي ضم أعمدة نظام بشار الاسد, وهو ما ترتب عليه وفاته قبل ان ينقل الي الولايات المتحدة, جيث اعلان خبر وفاته .
وأشار مسؤول العمليات العسكرية للجيش السوري الحر?? في دمشق وريفها? إلى أنه تم التخطيط للعملية قبل أسبوع تقريبا?ٍ? بانتظار ساعة الصفر? التي تحددت عند ورود معلومات باجتماع عاجل لما يعرف بـ»خلية إدارة الأزمة»? التي تضم قيادات رفيعة في النظام? صباح الأربعاء? ليتم على الفور اتخاذ قرار التنفيذ الفوري بمعاونة عناصر مزروعة للمقاومة? داخل الدائرة الضيقة في مقر جهاز الأمن الوطني.
وجاء نص الحوار الذي انفردت به صحيفة اليوم السعودية كالاتي :
* أولا وفي البداية.. متى رتبتم للعملية? وكيف?
ـ رتبنا للعملية قبل أقل من أسبوع? وكانت خطتنا تعتمد على مباغتة النظام بهذه الضربة الموجعة? وكان على عناصرنا عدم الظهور في الصورة تماما?ٍ? والاعتماد على عناصر أخرى? مدنية ربما? لضمان النجاح التام.
واعتمدت معلوماتنا الأولية? على تحديد الأشخاص المستهدفين? وكنا حريصين للغاية? على إيقاع أكبر خسارة بهم وحدهم.
جاءتنا معلومات وثيقة بأن قادة كبارا للغاية عسكريين وأمنيين? فيما يعرف بخلية إدارة الأزمة? سيجتمعون? ورتبنا أنفسنا على هذا الأساس. بالطبع كان الصيد مغريا?ٍ.. تخيل أن لديك خمس أو ست رؤوس كبيرة? ستجتمع في مكان واحد? منهم وزيرا الدفاع والداخلية? إضافة إلى المجرم الأكبر آصف شوكت? واللواء حسن تركماني وهشام باختيار وغيرهم.. ألا يعتبر هذا مغريا?ٍ للقيام بأي عملية لهز النظام?. وكنا ننتظر فقط ساعة الصفر.
* أتفق معك? ولكن عفوا?ٍ.. معلومات من أين? هل لكم جهاز استخباراتي تابع لكم? أم لكم عيونكم وأنصاركم من داخل النظام?
ـ الاثنان معا?ٍ.. إضافة إلى جهات أخرى لا أستطيع الإفصاح عنها في المرحلة الحالية.
* سيادة الرائد.. وكيف استطعتم التنفيذ? من ساعدكم?
ـ بشكل أكثر تفصيلا?ٍ? أقول إننا استطعنا تجنيد اثنين من المدنيين العاملين في نفس المبنى? وهم شباب «قبضايات» كما نقول نحن بالشام? وكانوا يريدون عملا?ٍ معينا?ٍ ولم يكن هناك من يستثمر القدرات الموجودة? وفي نفس الوقت كان هناك خوف.. بمعنى أدق? كانوا يريدون الانشقاق وخدمة الثورة? ولا يعرفون مع من «بد?هم يتواصلوا».. وعندما بنينا جدار الثقة معهما ـ كما تقولون في مصر «طوبة طوبة» ـ تم ترتيب الأمر على ماذا يستطيعان تنفيذه لخدمة الثورة السورية.
* عفوا?ٍ.. معلوماتي تقول إنك أنت شخصيا?ٍ القائد المخطط لهذه العملية.
ـ ليس صحيحا?ٍ تماما?ٍ? إنما للأمانة والثقة? شاركني فيها ضابط آخر برتبة عقيد في سلاح القوات الجوية السورية? ولا أحب أن أنسب الفضل فيما حدث لنفسي وحدي.
* ..ثم ماذا?
ـ وصلتنا المعلومات المسربة عن أن اجتماعات خلية إدارة الأزمة ستنتقل عندنا ـ يقصد مبنى الأمن القومي ـ وهي معلومة جديدة لأن اجتماعات هؤلاء المجرمين طبعا?ٍ? لم تكن تتم في هذه البناية ولكن كانت تتم في أماكن أخرى? مثل مبنى القيادة القومية نفسه الذي هو بالقرب من ساحة الأمويين بدمشق? وأحيانا?ٍ كانت تتم الاجتماعات داخل إحدى إدارت الأمن? كشعبة الأمن العسكري أو إدارة المخابرات المركزية? وعندما تسرب إلينا الخبر? على الفور تم الترتيب للعملية.
* .. كيف?
ـ اجتمعنا بالشخصين? وتم مناقشة العملية بوجود فريق عمل من الشباب الرائع? بحيث تم استعراض المبنى بالكامل? ومن ثم الطابق الذي سيحصل فيه الاجتماع? بل تم عمل رسم كروكي للقاعة ذاتها? وتصور أماكن جلوس هذه العصابة? وكذلك حساب القدرة التدميرية التي نريدها.
كان تخوفنا الأساسي? هو من إمكانية وقوع إصابات بين المدنيين الأبرياء? وكنا حريصين جدا?ٍ على أن تكون العملية نوعية في مجرياتها ومستهدفاتها بالضبط? دون أن يكون هناك أي مجال للخطأ.
كان بإمكاننا تفجير البناية بأكملها? ولكن الهدف العام هم هؤلاء فقط وليس أي شخص آخر? وأعتقد أننا نجحنا? لدرجة أنك لو تلاحظ عبر الفيديو الذي أرسلناه لك ورأيته على الإنترنت? أن التفجير كان في القاعة ذاتها? والدخان من جهتها هي فقط? عملنا حسابا للمنازل المجاورة? وكنا لا نريد أن يتأذى مواطن عادي في الشارع أو في بيته المجاور.
كان حرصنا على أن تستهدف هذه العبوات قاعة الاجتماعات تلك بحجمها الحقيقي? بدون زيادة أو نقصان? لأنه في نفس البناية? هناك موظفون مدنيون? وحرس? وسكرتارية? وسكان مدنيون حول البناية.