سبع سنوات من قتل الشعب اليمني .. أررقام تكشف حجم الكارثة
شهارة نت – تقرير
في الساعات الأولى من يوم الخميس 26 مارس 2015م تفاجأ الشعب اليمني بغارات همجية تشنها مقاتلات عالمية تحت مسمي عاصفة الحزم (العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي ) على كل ما هو يمني من بشر وحجر وشجر.. وما هي إلا ساعات قليلة على بداية العدوان حتى شرعت طائرات العدو في ارتكاب أول جريمة بحق الشعب اليمني والانسانية باستهداف حي سكني بجوار مطار صنعاء راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
لتستمر بعدها سلسلة الجرائم طيلة 7 أعوام، بحقّ آلاف المدنيين العزل، والأطفال ما جعل من جرائم العدوان “المركّبة” بحق الشعب اليمني بمثابة “وصمة عار على جبين الأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي”.
حصيلة جرائم القتل
اسفرت المجازر والجرائم التي ارتكبها العدوان عن سقوط 46,262 شهيدا وجريحا بينهم 17,734 شهيداً و28,528 جريحاً وذلك بحسب التقرير الصادر عن مركز عين الإنسانية الذي اشار ايضا الى أن عدد الشهداء والجرحى من الأطفال بلغ 4,017 شهيد 4,586 جريحا.
وأضاف التقرير أن عدد الشهداء والجرحى من الرجال خلال 7 أعوام من العدوان السعودي الأمريكي بلغ 11,283 شهيدا و21,032 جريحا.. وعدد الشهداء والجرحى من النساء بلغ 2,434 شهيدة و2,910 جريحة.
الأطفال والنساء اليمن في مقدمة الضحايا
وبحسب إحصائيات منظمة “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل، فقد وصل عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي من الأطفال والنساء في اليمن الى 13 ألفاً و 343 شهيدا وجريحاً خلال سبع سنوات.
وأوضحت المنظمة في احصائية صادرة الشهر الجاري، أن عدد القتلى من النساء والأطفال بلغ ستة آلاف و 274 منهم ألفان و 428 امرأة وثلاثة آلاف و848 طفلاً.
فيما بلغ عدد الجرحى سبعة آلاف و69 جريحا منهم ألفان و852 امرأة وأربعة آلاف و217 طفلا خلال سبع سنوات من العدوان .
ووثقت منظمة “انتصاف” الانتهاكات التي ارتكبتها قوات تحالف العدوان بحق المرأة اليمنية، وأشارت إلى مقتل 2394 امرأة وجرح 2804 خلال العدوان على اليمن.
وخلال السنوات الماضية من عمر العدوان على اليمن، شاهد العالم الكثير من الصور الوحشية التي ارتكبها العدوان بحق الاطفال والنساء ففي 25 أغسطس 2017، ارتكب العدوان مجزرة في حي فج عطان جنوب غرب العاصمة صنعاء، فقدت فيها الطّفلة بثينة الريمي البالغة من العمر 8 سنوات والديها وعمّها وشقيقاتها الأربع وشقيقها الوحيد.
واجتاحت صورة بثينة وهي تحاول فتح عينها اليمنى المجروحة، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وتفاعل معها الملايين من البشر تحت عناوين كثيرها ابرزها “بثينة.. عين الانسانية”، ما دفع تحالف العدوان إلى اختطاف الطفلة، ولم يتم اعادتها الا بعد رفع فريق التفاوض اليمني اسمها بين قائمة الأسرى.
وفي نفس العام سقطت الطفلة اشراق في مجزرة مدرسة الفلاح وتحديدا في 10 يناير 2017، حينما قصف طيران تحالف العدوان مدرسة الفلاح الأساسية في مديرية نهم في شمال شرق العاصمة صنعاء.
وقد استشهد في الغارة 3 أطفال، بينهم الطفلة إشراق المعافى، التي افترشت التراب بزيها المدرسي، وفي جوارها حقيبتها المدرسية، إضافةً إلى استشهاد 3 مدنيين، بينهم وكيل المدرسة، وجرح 4 أطفال آخرين.
وفي 22 أبريل 2018، شنّت طائرات العدوان غارة جوية على حفل زفاف يحيى جعفر في مديرية بني قيس الطور التابعة لمحافظة حجة، استُشهد جراءها أكثر من 30 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، ومنعت الطائرات الأهالي والطواقم الطبية من إسعاف الضحايا.
وبقيت في الأذهان صورة الطفل سامح الذي بقي متشبثا بجثة والده عقب الغارة.
وفي 9 أغسطس 2018، قصفت طائرات العدوان حافلة مدرسية في سوق مزدحمة في ضحيان التابعة لمحافظة صعدة، راح ضحيتها أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح. وبرزت صورة الحقائب المدرسية التي كان يرتديها الأطفال، وكانت تحمل شعار منظمة “اليونيسف”.
واللافت في هذه المجزرة هو استخدام طيران العدوان لقنبلة امريكية تزن 227 كيلوغراماً، موجّه بأشعة الليزر، استهدف بها اطفال اثناء رحلتهم المدرسية.
وفي 23 نوفمبر 2021، شن العدوان غارة على منزل في مديرية الحيس بمحافظة الحديدة، أدت إلى استشهاد عبد الله شريان، وإصابة زوجته بجروح خطرة، بعد أن قتلت الغارة جنينها.
جرائم القتل غير المباشر
ولا تقتصر جرائم القتل على الغارات الجوية المباشرة على منازل المواطنين التي دمرها العدوان والتي بلغت 590,069 منزلاً بل سعت الى استخدام اسلوب الموت البطيء من خلال فرض الحصار البري والجوي والبحري وكذا استهدافها للمنشآت الاقتصادية ، حيث أوضح مركز عين الإنسانية أن العدوان خلال 7 أعوام استهدف 404 مصنعا و 378 ناقلة وقود و11,901 منشأة تجارية، و 433 مزرعة دجاج ومواشي و 9,770 وسيلة نقل و482 قارب صيد.
ضحايا الغارات السعودية على اليمن
وأضاف التقرير أن العدوان استهدف 999 مخزن أغذية و 416 محطة وقود و696 سوقا و 965 شاحنة غذاء خلال سنوات العدوان.
وتكشف هذه الارقام حقيقة نوايا دول العدوان في شل الحركة الاقتصادية وتأزيم الاوضاع الانسانية
ونتيجة الحصار واستهداف المنشئات الاقتصادية والخدمية يموت100 ألف طفل من حديثي الولادة كل عام بمعدل 6 أطفال كل ساعتين، وأكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابين بالسرطان معرضون للموت .
كما أن أكثر من ألفي طفل مصابين بالأمراض السائلة “سرطان الدم” محرومون من تلقي الرعاية الصحية اللازمة جراء الحصار والعدوان، ومنع دخول المواد المشعة اللازمة لعلاج مرضى السرطان ومنع الحالات الحرجة من السفر للخارج لتلقي العلاج وفق مطالبات وزارة الصحة .
أبرز جرائم القتل بحق المدنيين
جريمة ومجزرة عطان
تعد من أبشع الجرائم في تاريخ هذا العدوان، ففي 20 أبريل 2015، استهدف العدوان حي عطان في العاصمة صنعاء بقنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ، وتؤكّـد تقارير إعلامية أمريكية أن القنبلة التي ألقيت على فج عطان كانت “نيوترونية” وألقتها طائرات صهيونية انطلقت من قواعدَ سعوديةٍ بتوجيه من الأقمار الصناعية الأمريكية في عملية إبادة جماعية مصغرة خلفت مئات القتلى والجرحى وصُنفت قانونياً ضمن “جرائم حرب ضد الإنسانية”، مشيرة إلى أن هذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها الجنائية والقانونية تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
وفي أغسطس 2017، استهدف العدوان منازل مدنية في الحي نفسه، وتسبب باستشهاد 14 يمنياً، بينهم نساء وأطفال.
جريمة نقم
في 12 مايو 2015، شنت طائرات العدوان عدواناً همجياً على حي نقم السكني شرق أمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدمة قنابل غازية وفسفورية شديدة الانفجار، ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 400 يمني.
قتل اليمنيين في منازلهم
في 22 أغسطس 2015، دمّرت طائرات تحالف العدوان حياً مدنياً بأكمله في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، وأوقعت عشرات الشهداء والجرحى، بينهم العديد من الأطفال والنساء، جراء تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
وفي ديسمبر 2021، نفذت قوات تحالف العدوان مجزرة أودت بحياة أسرة الحوري في مدينة المحويت، بعد أن استهدف القصف الجوي للعدوان السكن الخاص بحارس مؤسسة الاتصالات في منطقة عِجامَة هاشم الحوري، الأمر الذي أسفر عن استشهاد طفل وامرأة وإصابة 8 من أسرة واحدة.
وفي 17 يناير 2022، استهدفت طائرات تحالف العدوان الحي الليبي في مديرية معين غرب العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى سقوط 29 شخصاً بين شهيد وجريح، من بينهم مدير كلية الطيران والدفاع الجويِّ العميد الركن طيار عبد الله قاسم الجنَيْد مع أفراد أسرته، في إثر استهداف طائرات العدوان منزله في صنعاء.
ومنعت غارات تحالف العدوان طواقم الإسعاف من الوصول إلى حي الليبي.
وما هذه الغارات الا غيض من فيض الاف الغارات التي استهدفت منازل المواطنين طيلة سبع سنوات من العدوان على اليمن.
استهداف مجالس العزاء
ومن الجرائم البشعة قصف عزاء بالصالة الكبرى حيث قام العدو بالاستهداف المباشر لمجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ 8 من أكتوبر 2016م والذي أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهي من الجرائم التي لم يشهدها العالم إلا مع العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي لتتوالى بعدها الغاراتُ التي استهدفت مراسم العزاء والأفراح والتجمعات النسائية وغيرها ومنها مجزرة العزاء النسائي بأرحب يوم الأربعاء 15 فبراير 2017، في قرية الأشرع مديرية أرحب بمحافظة صنعاءَ، مما أَدَّى إلى سقوط ثمان شهيدات وعشرات الجريحات منهم أَطْفَـال، إصابَة الكثير منهن كانت خطيرة..
وفي 15 فبراير 2017، ارتكب تحالف العدوان مجزرة وحشية في قرية الأشرع مديرية أرحب في محافظة صنعاء، باستهدافه المباشر مجلس عزاء لأسرة آل النكعي في أرحب، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وهناك عشرات الجرائم البشعة التي تصنف ضمن جرائم الحرب ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في اليمن منها استهدافُ تجمع مليوني في مراسم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في 28 ابريل من العام 2018م فقد شنَّ غارتين جويتين على محيط ميدان السبعين خلال مراسم التشييع بالقرب من مكان المشيعين، مما أَدَّى إلى استشهاد شخص وجرح اثنين آخرين من المواطنين الذين حضروا لتشييع جثمان الرئيس الصمَّـاد.
ولم يكتفِ العدوان بارتكاب الجريمة، بل راحت وسائل إعلامية بمختلف أنواعها تتفاخر بهذا العار وتتحدث صراحة عن غارات استهدفت مراسم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد.
استهداف الاعراس
لحقها استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي وبشكل مباشر عبر طيرانه مساء الاثنين 28 سبتمبر 2015م حفلَ زفاف بمنطقة واحجة بمديرية ذباب القريبة من ميناء المخاء بمحافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً معظمهم نساء وأَطْفَـال بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في واحدة من أعنف الهجمات على المدنيين في اليمن، منذ بداية الصراع.
وفي 8 أكتوبر 2015، ارتكبت طائرات تحالف العدوان مجزرة باستهداف مخيم ومنزل وحفل زفاف المواطن محمد صالح في ميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 100 مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفـال.
وفي 17 ديسمبر 2017، استهدفت طائرات تحالف العدوان بشكل مباشر موكب نساء في منطقة هيسان في مديرية حريب القراميش في محافظة مأرب، أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة.
ومساء الأحد 22 من شهر ابريل 2018م استهدف حفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة والتي راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شهيدا وجريحا بينهم عدد كبير من الأَطْفَـال، وذلك في إطار الإبَادَة الجماعية للشعب اليمني الذي يمارسها العدوان بحق اليمن، مستخدماً كافة الوسائل والأسلحة المحرّمة دولياً.
وقد شاهد الجميع وسمع الطفل “سميح” وهو ينادي والده الشهيد لأن يفتح عينيه أَوْ يرد عليه، في مشهد تهتز له الجبال.
استهداف السجن الاحتياطي في صعدة
في 21 يناير 2022، قامت طائرات تحالف العدوان بعد أيام قليلة من ارتكابها مجزرة في الحي الليبي بارتكاب محرقة باستهدافها السجن الاحتياطي في صعدة، راح ضحيتها 91 شهيداً و263 جريحاً، في آخر حصيلة للعدوان أعلنها وزير الصحة العامة والسكان في حكومة صنعاء طه المتوكل.
ويضمّ السجن المركزي أكثر من 2000 نزيل يمني ومن جنسيات أخرى، إضافة إلى مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى.
مخلفات العدوان
وقد أدت مخلفات القنابل العنقودية التي ألقاها تحالف العدوان على مدى سبع سنوات الى مقتل وإصابة وتشويه ثلاثة آلاف و841 مدنياً بينهم نساء وأطفال، منهم ألف و 19 قتيلاً بينهم 115 طفلاً و 39 امرأة، وألفين و822 جريحاً بينهم نساء وأطفال.
موقع انصار الله