في بيتنا ثورة .. واخشى من حماة الثورة
منذ أسبوع وثورة تشتعل في بيتنا .. قلت لبناتي : مش قلتن سلمية .. فأين السلمية من ثورتكن ?
فما هي الأسباب التي أدت الى قيام ثورة داخل شقة مكونة من ثلاث غرف صغيرة ?
السبب قراري بمقاطعة النت والفيسبوك خلال شهر رمضان من أجل خلق جو للتأمل ? والقراءة ? فالنت يهدر وقتنا ( مع اعتذاري الشديد للكتابات الجادة والصداقات الرائعة التي تعرفنا عليها عبر الفيسبوك ونعتز بها ) فقلت مادام انقطع النت فلا داعي للتسديد الى ما بعد عيد الفطر.
رددن علي ? : قرري ما شئت ? نحن معنا ثورة ? ولن نتراجع عنها إلا بعد إسقاط النظام . عندما رأيتها حامضة ? قلت لهن : نتحاور .. فهو ليس بقرار بعد .
رددن : .. الحوار معك ياماما مثل الحوار مع علي عبدالله صالح ? نجتمع على طاولة واحدة ونتحاور ? وتهزي لنا رأسك علامة الموافقة ? ونقوم الصباح وقد طبقت الذي في رأسك .. وأردفن( مع احترامنا لك كأم ) لكن نعرف طبعك الإستبدادي.. طبعا?ٍ بلعتها بقوة ? وحتى الآن «حانبة» بالحلق .. مش ديمقراطية ? ومافيش ديمقراطية من غير ثمن .
< < < رفيقنا وحبيبنا منصور هائل كان موافقا?ٍ لقراري «لا لتسديد النت إلا بعد أن ينتهي رمضان» ونعتنا جميعا?ٍ بالأميين والثرثارين .. ومن أن النت لا يجلب سوى العته ? وكسب العداوات . انتفضن عليه بثورة سفخت مزاجه وطيرته ? قلن له: أنت رجل أمي في الميديا والنت .. وغارق في الكتب والصحف ? لذا يفضل صمتك . لكن ما أن أشرقت شمس الصباح إلا ومنصور قد انشق عني والتحق بفيلق الستين .. قلت له: والله إنك لا تختلف عن المدرع علي محسن .. ساعات وقد انقلبت ? الله المستعان . رد قائلا?ٍ : لماذا تسميه انقلابا?ٍ .. فعلا?ٍ أنا لا أفهم في الميديا ? وأنا مناصر لثورة الشباب ..النت لازم يرجع .. مش تشتي ديمقراطية ! وبلهجة غضوبة : اعتذري عن تشبيهك لي بسيد المنشقين «محسن» فهو نسخة وحيدة لا تتكرر.. < < < وصلنا إلى اتفاق مفاده ? لا بأس من الثورة ? شريطة سلميتها .. فالربيع حتما?ٍ يزهر في البيت وليس حكرا?ٍ على الساحات والشوارع.. وعلى هذا الأساس كان الاعتصام(بلا خيم) . طبعا?ٍ هذا القرار ? كان استنزافا?ٍ لميزانية البيت لأنهن قررن أن يذهبن الى المقاهي الكبيرة ? فمن غير المعقول أن يدخلن مقهى نت عام مع المخزنين و متعاطي الشمة . اليوم الثاني وقد تحول الاعتصام الى صراع لترجيح كفتهن فبدأن بالمسيرات من غرفة التليفزيون ? إلى غرفة النوم والمطبخ ? ( نسيت أكلمكم معنا بلكونة مترين اشترطنا ألا تمس فهي ساحة للجميع ) .. واشتد غضبي عندما رأيت المتاريس كل يوم تكثر وتعلو .. المتراس الضخم كان كومة الملابس المتسخة ورفعن شعار ( لا صبان بعد اليوم ) ? بعدها متراس الصحون والدسوت المتراكمة? والكنس وو..الخ وشعار ( لا تنظيف ولا تكنيس بعد اليوم ) . فكرت بالعدول عن قراري في ذروة المتاريس خصوصا?ٍ ورمضان على الأبواب .. قلت لهن : سأرجع النت بعد منتصف رمضان ..بصمت لوحن لي بلافتة ( لا حوار حتى يسقط النظام) قليلا?ٍ وأرى مريم الصغيرة مقرفصة ? لقد تم تعيينها حارسة للمتراس الفاصل بين غرفة النوم والحمام .. رددت بغضب : الثورة السلمية لا تقحم الاطفال ? بصمت : شعار آخر يرفع (حجر وسيري سائرة ? ...). < < < بدأت أحس باتصالات مريبة زيدت الهاجس عندي ? خصوصا?ٍ اتصالات بعض الصديقات وهن يراجعنني في العدول عن قراري. قلت لهن : ما يحدث شأن داخلي ولا أريد تدخلات خارجية ? أو اقليمية ولا دولية .. أما عندما كنت أسمع لفظة «حيا بكم» ينسحق داخلي وخارجي ? قلت ? اكيد انشقاقات وانضمامات عندنا ..علي محسن والفرقة انضموا لثورة بيتنا ? وبعد قليل سأسمع “حيوا الفرقة حيوها ? وعلي محسن قائدها” يارب سترك .. وكنت أتجمد مع سماعي الفاظ «انضمام» أحس أن كتيبة من الحرس انضمت الى بيتنا ? أو بعض العصابات هرولت لتغسل جرائمها بثورة بيتنا والمشكلة لا يوجد معنا غرف زائدة تلبي سعة «حيا بهم ..حيا بهم» .. < < < ميزانية البيت في زوال وكله مصروفات لمقهى النت في الخارج وعزومات بعض الأصدقاء والصديقات الذين يتصادف وجودهم في المقهي .. وعلى رأسك يا أروى ..مش كان أحسن تسددي . قلت سأستخدم لغة القوة : الأمر ? والغضب والمخاصمة .. وكان الرد شعارات عليها صور جيفارا : «الشعب يريد إسقاط النظام» لكن أتعرفون ماهو الخطر المرعب في ثورتنا :المنصة ? التي أقيمت في الدارة .. حوقلت .. ودعوت« يارب جيب العواقب سليمة» .. هذه منصة مش لعبة يعني دينامو وريموت كنترول التعبئة (الثورية ) ? وقلت في نفسي : الله يسامحك ياساحة التغيير .. سنة كاملة في الساحة قرحت تربية 20 سنة .. < < < من بعض شعارات المنصة ?أحسست أن البيت انقسم الى فريقين?60 و70 ? فأنا –طبعا?ٍ- أمثل النظام السابق بالحرس الجمهوري والأمن المركزي ? والطرف الآخر الفرقة ? والمشترك ? ولا اصلاح في بيتنا (الحمدلله).. قلت يابنت الناس الحقي بيتك قبل ان تشوفي : الصدور العارية ? وسنواجه التحدي بال