لا خيارَ سوى الصمود
بقلم/سند الصيادي
في عالَمٍ باتت مواقِفُ ومبادِئُ منظومته المهيمنة رهينةً للأطماع والنفاق، تضيقُ خياراتُ اليمنيين للعيشِ بسلامٍ وتنعدِمُ سُبُلُ التعايش مع محيطهم العدائي بلُغة الحوار والاحترام المتبادل، ويتجلى الصراعُ بالمواجهة وَالقوة العسكرية كخيارٍ أوحد للخَلاص.
وفي ظل إحكام العدوان حصارَه الشديدَ على مختلف شرايين الحياة، وَإمعانه في خنق الشعب اليمني بكل وسائل القتل والتجويع، وتصاعد حالة التجرد الدولي من قيم الدين والإنسانية، فَـلا بديلَ للجهاد وَالدفاع عن النفس، كخيار باقٍ في متناولنا ثبت جدواه وفاعليتُه، وكفيلٌ بأن يفتح أمامنا أفقًا واسعًا من الخيارات.
ولأننا شعبٌ مؤمن بالله وَبوعده يجب أن تزدادَ في ضمائرنا قدسيةُ هذا التحَرّك الجهادي على كافة المستويات وَعلى كافة النتائج، فهو خَلاصٌ من الظلم والطغيان وَطريقٌ لتحقيق التعايش والسلام، ومنبعٌ لقيم الحرية والعزة والكرامة، ناهيك عن كونه باباً من أبواب الجنة التي نعتقد بها وَنرجوها.
ونحن نتهيأ للسنة الثامنة من العدوان، بمشهد التصعيد العدائي الشامل وفي ظل التعاطي الدولي المخزي والمعيب مع ما يحدث في اليمن، يبقى التحشيدُ الشعبي لمواجهة هذا التصعيد تحتَ اسم “حملة إعصار اليمن” خياراً كَبيراً للمواجهة، وعنوانًا بارزًا للمرحلة القادمة، وقبل ذلك هو سببٌ عظيمٌ يقدمه شعبنا لاستجلاب التدخل وتحقيق الوعد الإلهي بالنصر، وَما دونه المزيد من الإذلال والمهانة.
وإلى شعبنا العظيم نتوجّـه بالسؤال: ماذا بقي لننتظرَه من هذا العالَمِ الذي امتسخت قيمُ منظوماته السياسية والإنسانية والأخلاقية؟، وَأي مبرِّرٍ لنا للتخاذل في ظل هكذا تحديات، وأية مساحة عيش يمكنُ أن نكونَ فيها بمنأًى عن الاستهداف، ونحن نرى المعاناةَ الشعبيّة تزداد وَتتسع لتطال كُـلّ بيت، ونرى العدوَّ حثيثًا في مساعيه لتقطيعِ أوردة الحياة الجمعية للشعب وتجفيف مواردها، فإذا لم يكن من الموت بُدًّا، فلنختَرِ الموتَ الذي يشرفُنا أمام الله وأمام الأمم، وَيشرفُنا أمام أجيالنا القادمة، الخيارُ الذي ننتصرُ فيه للفضيلةِ وَللأرواح التي نزفت على امتداد هذه الأرض، سواء في الجبهات، أَو التي قضت تحت الأنقاض، وَاللهُ مولانا وهو خيرُ الناصرين.