الرئيس هادي يخشى من انهيار التسوية السياسية في اليمن
حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من صعوبات تواجه عملية التسوية السياسية? وقال إن الجميع يقف اليوم أمام خيارين إما نجاح التسوية السياسية وإما السقوط في هاوية الانهيار? وبحث مع مسؤول أمريكي رفيع القضايا التي خلصت إليها لجنة خبراء أمريكية بشأن هيكلة مؤسستي الجيش والأمن وإنهاء الانقسام الحاصل في صفوف القوات المسلحة? فضلا?ٍ عن مستقبل التعاون اليمني الأمريكي في الحرب على الإرهاب .
واستقبل هادي? أمس الثلاثاء? لجنة الاتصال الرئاسية المكلفة الاتصال بفرقاء العمل السياسي والمكونات المدنية والشبابية? بغرض المشاركة في الحوار الوطني بناء على التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية . وقال الرئيس اليمني إن القوى السياسية في اليمن أمام خيارين لا ثالث لهما? إما النجاح الكامل والدقيق والأمين على أساس ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم ?2014 أو تضخيم الاختلافات وبروز المماحكات ومن ثم السقوط في هاوية انهيار الوئام والسلام والذهاب إلى طريق المخاطر وتعريض الشعب اليمني لما لا يحمد عقباه . وهذا هو اللقاء الثاني للرئيس اليمني مع اللجنة منذ مطلع الأسبوع حيث كان قد مدد للجنة? رغم انتهاء عملها نهاية الشهر المنصرم? وقدمت تقريرها النهائي الأحد الماضي? حيث واصل مع اللجنة النقاش حول الخطوات المقبلة والتي يجب اتخاذها في إطار التحضير الدقيق والمرتب لقيام اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الوطني الشامل الذي سينعقد وفقا?ٍ للتصورات التي يتم إعدادها وتشارك فيه فئات ومكونات المجتمع اليمني كافة من أحزاب وقوى سياسية وثقافية واجتماعية .
وتطرق النقاش إلى قوام أعضاء اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر وتوزيع الأعضاء أو انتدابهم أو انتخابهم من الجهات السياسية التي يمثلونها? وجرى التداول في عدد من الكيفيات والبدائل وبصورة تضمن التوزيع السياسي الموضوعي والعادل وبما يضمن تحقيق النجاحات المرجوة . وأكد هادي في هذا الصدد أن هذه المسؤولية وطنية كبيرة وعلى الجميع تحملها على أساس ومنطلق المصلحة الوطنية العليا تجاه أبناء اليمن جميعا من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه .
من جهة أخرى? أكدت دوائر سياسية ل”الخليج” أن المباحثات بين هادي ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ركزت بصورة أساسية على خطة هيكلة الجيش استنادا?ٍ إلى النتائج التي خلصت إليها لجنة خبراء أمريكية بشأن هيكلة مؤسستي الجيش والأمن وإنهاء الانقسام الحاصل في صفوف القوات المسلحة? فضلا?ٍ عن مستقبل التعاون اليمني الأمريكي في الحرب على الإرهاب . وأكد هادي أن اليمن استطاع خلال الفترة الماضية تجاوز الأوضاع الصعبة بنسبة كبيرة? غير أنه أشار إلى أن صعوبات لا تزال ماثلة وأن هناك عزما?ٍ أكيدا?ٍ على تجاوزها . وأشار إلى أن اليمن عندما قبل المبادرة الخليجية كان على حافة الهاوية وكانت كل الاحتمالات قائمة? إلا أن تعاون الولايات المتحدة القوي مع اليمن والموقف الدولي الذي أدرك أن ذهاب اليمن إلى الحرب الأهلية سيكون مؤثرا?ٍ بصورة حادة في اليمن والمنطقة والعالم بأسره .
وتحدث عن مخاطر القرصنة وما يشهده الصومال منذ العام 1991 وعدم قدرة فرض النظام والقانون وسيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على الكثير من المناطق في الصومال إلى جانب وجود هذا التنظيم الإرهابي الذي استغل انشغال الجيش والحكومة بالأزمة ومجرياتها في اليمن وسيطر على بعض المناطق والمدن في محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة وتم طرده من هذه المناطق مؤخرا?ٍ وتحقيق وحدات القوات المسلحة الانتصار الساحق عليه وفرار بعض عناصره وفلوله إلى الجبال والوديان والأحراش وسيتم مطاردتهم إلى حيثما يحلون ويولون .
وعرض هادي للمسؤول الأمريكي التحديات التي يواجهها اليمن في قضايا الشباب ومتطلبات العمل والتوظيف وأهمية فتح نوافذ جديدة لاستيعابهم? ناهيك عن المشكلات الاقتصادية الناتجة عن وجود ما يزيد على مليون نازح من الصومال والقرن الإفريقي ونحو 500 ألف نازح في أبين وصعدة وغيرها . وأشاد بالدعم والمساندة من الولايات المتحدة والدور البناء الذي يؤديه السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فاير ستين والساعي إلى إخراج اليمن من الظروف الصعبة . وأكد بيرنز أن الولايات المتحدة ستستمر في دعم اليمن في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية .